منوعات

بعض الدول الإسلامية نظمته .. رواندا تحظر رفع أذان 3 صلوات بالمساجد عبر مكبرات الصوت

يثار بين الفينة والأخرى جدل سياسي وحقوقي وديني حول مكبرات الصوت في المساجد، تختلف بين المطالبين بضبط قوتها، والمطالبين بمنعها، وسبق للمغرب أن عرف جدلا مماثلا في السابق.

وعلى خلاف اعتبار أصوات أجراس الكنائس في الدول الغربية جزءا من الثقافة الوطنية، شهدت الآونة الأخيرة إجراءات لمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، كان آخرها في دولة رواندا.

رواندا: لا مكبرات الصوت في أذان 3 صلوات

حسب وكالة الأناضول، أرسلت الحكومة في رواندا تبليغًا للمساجد من أجل تنفيذ حظر الآذان عبر مكبرات الصوت في أوقات محددة في إطار تعديل قانوني أجري عام 2018.

وحسب نفس المصدر، أعلنت الجالية المسلمة في رواندا، أن الحكومة حظرت الآذان عبر المكبرات في صلوات الفجر والمغرب والعشاء اعتبارًا من 17 مارس/ آذار الحالي.

وأوضح رئيس الإدارات المحلية في رواندا “غاتابازي جين ماريا فياني” في تصريح صحفي، الجمعة، أن القرار المتعلق بالآذان ليس جديدًا، وإنما اتخذ في إطار قانون البيئة الذي شهد تعديلات عام 2018

وقال: “الحقيقة هي أنه لم يتم تنفيذ القانون الذي تم استصداره، ولم يتم اتباع التوجيهات، وبناءً على طلب سكان أعربوا عن انزعاجهم قررنا تطبيق القانون بشكل قاطع”

وأكد أن القانون فهم بشكل خاطئ، وأنه ليس إلغاءً للعبادة، مضيفًا: “يمكن للمسلمين ممارسة عباداتهم بحرية، وهدف القرار يتمثل في تعليق أنشطة الضوضاء التي تحدث بين الساعتين 4 مساءً وحتى 6 صباحًا في عموم رواندا”

وكانت رواندا أجرت عام 2018 تعديلًا قانونيًا، حظرت بموجبه إحداث أي ضوضاء عقب ساعة محددة في الحانات والمطاعم والأماكن الدينية في العاصمة كيغالي.

خمس دول أخرى منعتها

وفي السابق تداولت مصادر إعلامية خطوة صادمة في الأراضي المحتلة بعد أن تقديم إسرائيل في 13 نوفمبر 2016، مشروع قانون يفرض قيود على رفع الآذان عبر مكبرات الصوت في القدس، وتقوم قوات الاحتلال بالفعل بعده بمنع الآذان في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في الضفة الغربية.

وخلال فبراير 2017 صادقت اللجنة الإسرائيلية الوزارية الخاصة بشؤون التشريع على مشروع قانون الآذان بصيغة جديدة، إذ يمنع الآذان خلال ساعات محددة من الليل (آذان الفجر)، كما سيمنح مشروع القانون، الشرطة الإسرائيلية صلاحية استدعاء مؤذنين، وفرض غرامات مالية على المخالفين منهم. وبعد شهر أقر الكنيست الإسرائيلي، بالقراءة الأولى، مشروع القانون خلال جلسة صاخبة.

والقانون الإسرائيلي يهدف لمنع رفع الأذان بواسطة مكبرات الصوت في نحو 500 مسجد بالقدس والداخل الفلسطيني.

وحسب نفس المصادر توجد عدد من الدول الأخرى التي تفرض قيودًا على رفع الآذان، ومنها الهند التي تمنع استخدام مكبرات الصوت بموجب قانون للحد من الضجيج، لذا تقوم بإزالة مكبرات صوت المساجد.

وفي 2008، اعترض أغلب سكان مدينة أكسفورد البريطانية من غير المسلمين على رفع الآذان عبر المكبرات، وفي سويسرا صوت 57.5% من مواطنيها على قانون يحظر بناء المآذن في المساجد، بعد حملة دشنتها الأحزاب اليمينية هناك.

السعودية حصرتها في الأذان والإقامة

أثار قرار وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبد اللطيف آل الشيخ، في 23 أيار/مايو 2021، بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد والجوامع على رفع الأذان والإقامة فقط، وعدم تجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثُلث درجة الجهاز، انقساما كبيرا وسط السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة المحافظة التي تضم عشرات آلاف المساجد والجوام، حسب “فرانس 24.

ورغم ما أثاره القرار من انقسام وسط السعوديين، أصر الوزير السعودي على قراره مذكرا بالضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السن والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد.

ولفت الوزير إلى أنّ قرار “الاكتفاء بالأذان والإقامة هو لسبب مهمّ جداً وهو أنّ كثيراً من المجاورين (للمساجد) تأتينا منهم شكاوى كثيرة يطالبوننا فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد لأنّ بينهم من هم عجزة، أو من هو ليس مهيّأً، أو أطفالًا نائمين أو غير ذلك، فلا ضرر ولا ضرار”.

المغرب ضبط قوتها

وبين الفينة والأخرى يطفو الجدل من جديد وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي على إثر إثارة الموضوع من زاوية استعمال مكبرات الصوت في غير الأذان، وبقوة تثير شكاوى بعض جيران المساجد. وخاصة في صلاة الفجر من خلال نقل بعض الأدعية أو القراءة الجماعية للقرآن الكريم.

وكان أول حدث في هذا الباب المذكرة الخاصة بتخفيض مستوى مكبرات الصوت إلى الحد الأدنى أثناء التهليل وآذان صلاة الفجر، أصدرتها المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة الدار البيضاء بتاريخ 20 فبراير 2007، بناء على القواعد والضوابط المنصوص عليها في دليل الإمام والخطيب والواعظ الصادر عن الوزارة سنة 2006، والمصادق عليها من طرف المجلس العلمي الأعلى، وفق بلاغ صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بعد سبع سنوات على إثر الرجوع الاعلامي إلى الموضوع.

وأوضح بلاغ للوزارة، 20 مارس 2014، أن الدليل الذي استندت عليه المذكرة الموزعة على المناديب الإقليميين للشؤون الإسلامية بجهة الدار البيضاء الكبرى نص على تشغيل مكبرات الصوت الخارجية للمسجد مع ضبطها بما لا يسبب الإزعاج في آذان الفجر وفي مستوياتها الدنيا، وبدرجة كبيرة في المساجد القريبة من المستشفيات ومن إقامات غير المسلمين.

كما نص الدليل على تشغيل مكبرات الصوت الداخلية عند أداء كل شعائر الدين بالمسجد أو عند كل نشاط ثقافي أو اجتماعي أو تربوي ينظم بموافقة مندوبيات الشؤون الإسلامية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *