سياسة

الصحراء المغربية.. ضغط خصوم المغرب على “سانشيز” يصطدم بقوة موقفه السياسي

خلف اعتراف الحكومة الإسبانية بمبادرة الحكم الذاتي التي يقودها المغرب كحل سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، غضبا لدى خصوم الوحدة الترابية للمغرب، منهم تابعين لجبهة البوليساريو بإسبانيا الذين دعوا لوقفات احتجاجية ضد بيدرو سانشيز اليوم الاثنين بتحريض من بعض الأحزاب اليسارية المعادية لقضية الصحراء المغربية.

ويعمل خصوم المغرب على استغلال الشارع الإسباني للتحريض ضد حكومة سانشيز بعد موقفه الصريح تجاه القضية الوطنية للصحراء المغربية، بينما أكدت مصادر من داخل الأوساط الإسبانية، أن الشارع الإسباني “لا تهمه دعوات بضع انفصاليين معادين لقضية الصحراء”، لأن المواطن الإسباني مشغول بظروفه الداخلية التي يفسرها غلاء المعيشة وفواتير الماء والكهرباء كما ينشغل مع الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث دعا العديد من الإسبان إلى توجيه المساعدات التي تخصص للصحراويين بتندوف إلى اللاجئين الهاربين من الحرب على أوكرانيا.

ورغم احتجاج حزب “بوديموس” من خلال ممثلته نائبة رئيس الحكومة الإسبانية حول عدم إشراكهم في قرار الاعتراف بالحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء المغربية، فإن بيدرو سانشيز يوجد في موقف قوة، واختار ظرفا زمنيا دقيقا، والضغط الذي من المنتظر أن يتعرض له داخليا يظل ضعيفا جدا، حسب تصريح أحد أعضاء الحزب الذي يقوده سانشيز لجريدة “العمق”.

ويوجد بيدرو سانشيز في موقف قوة سياسية بعد موقفه تجاه المغرب لطي ملف الأزمة التي استمرت سنة كاملة، وذلك في ظروف تتخبط فيها أقوى الأحزاب في المشهد السياسي الإسباني على الزعامة وحمل مشعل الحزب، منها الحزب الشعبي الذي كان يتزعمه باولو كاسادو وحزب بوديموس الذي كان يتزعمه باولو إغليسياس وحزب المواطنين الجدد.

واستغل سانشيز ظرفا ثالثا قبل إعلانه موقف حكومته تجاه ملف الصحراء، وهو نهاية الأسبوع التي تزامنت مع بث مباراة الغريمين الكلاسيكيين ريال مدريد وبرشلونة، التي شغلت بدورها الشارع الإسباني.

ورغم دعوات سانشيز للمثول أمام البرلمان لتقديم تفسيرات حول تغيير موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية، وتخوف من أزمة جديدة تلوح في أفق بين إسبانيا والجزائر أكبر الداعمين لجبهة البوليساريو وانعكاساتها على واردات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، فإن قيادة الحكومة الإسبانية تظل في الظروف الراهنة في موقف ثابت وقوي وذلك نظرا لما يحظى به سانشيز من دعم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، وهو الدعم الذي من شأنه تخفيف الضغط عليه.

ورغم توقع الحزب الاشتراكي العمالي القائد للحكومة الإسبانية استمرار ضجة الانتقاد والمعارضة لسانشيز من طرف خصومه وبعض وسائل الإعلام، لكن حتميتها هي النهاية وفي أقرب وقت، يؤكد مقربون من رئيس الحكومة الإسبانية لجريدة “العمق”.

في مقابل ذلك، حظي بيدرو سانشيز بتأييد كبار السياسيين الإسبان على موقفه تجاه قضية الصحراء المغربية، أبرزهم رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، الذي اعتبر أن الرسالة الموجهة إلى الملك محمد السادس والتي تضمنت اعتراف إسبانيا بمبادرة الحكم الذاتي، “رسالة حكيمة من أجل إرساء علاقة تقوم على الثقة وعلى أسس متينة، وبصدق تام من كلا الطرفين”.

وأكدت رسالة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز توصل بها الديوان الملكي، أن “إسبانيا “تعتبر  مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *