خارج الحدود

بسبب الحرب.. وكالة الأنباء الصينية: التضليل الأمريكي الموجه ضد الصين لن يجلب السلام

قالت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” في مقال نشرته أمس الاثنين، إن التضليل الأمريكي الموجه ضد الصين لن يجلب السلام.

وردت الوكالة من خلال مقالها على تقارير صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” التي نقلت مؤخرا عن مسؤولين أمريكيين أن الصين كانت على علم بنوايا روسيا وخططها في أوكرانيا في وقت مبكر، وأن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وقال مقال “شينخوا” أن هذه التقارير سعت إلى تصوير الصين على أنها موافقة على الحرب أو أنها دعمتها ضمنيا. وهي في جوهرها جزء من حملة التضليل المتعمدة التي تشنها الحكومة الأمريكية ضد الصين.

ولفضح المزاعم السخيفة والمعلومات المضللة ضد الصين، يضيف المصدر، يحتاج المرء فقط إلى إمعان النظر في علاقات الصين مع كل من أوكرانيا وروسيا.

وأضاف “كان هناك أكثر من 6 آلاف مواطن صيني في أوكرانيا قبل الصراع، وكثير منهم كانوا طلابا شبابا. ولم تعلن السفارة الصينية في أوكرانيا عن إجلاء مواطنين صينيين حتى 25 فبراير. لو كانت الصين على علم مسبق بخطة روسيا، لبدأت عملية الإجلاء في وقت مبكر بدلا من الانتظار حتى يندلع الصراع وتعرض مواطنيها لخطر كبير”.

وفي المقابل، يقول المصدر، فإن الولايات المتحدة هي من لعبت باستمرار على وتر تهديد الحرب وأعلنت سحبا مستعجلا لأفرادها من كييف في وقت مبكر من 14 فبراير.

ومن الناحية الاقتصادية، ظلت الصين أكبر شريك تجاري منفرد لأوكرانيا منذ عام 2019، وأوكرانيا هي واحدة من أهم مصادر واردات الصين من الحبوب. ونحو 30 في المائة من واردات الذرة الصينية في عام 2021 جاءت من أوكرانيا.

وتابعت الوكالة “في الوقت نفسه، وكونها مركزا على خط السكك الحديدية السريعة بين الصين وأوروبا، تعتبر أوكرانيا أيضا جسرا يربط بين الصين وشركائها التجاريين الأوروبيين. وبصفتها مشاركا في مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، وقعت أوكرانيا اتفاقات للتعاون مع الصين في مجالات متعددة، بينها التمويل والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية. ومع وجود مصالح اقتصادية مهمة لها في أوكرانيا، لا رغبة للصين على الإطلاق في رؤية أي صراع في أوكرانيا.”

وقفزت معظم تقارير وسائل الإعلام الغربية إلى استنتاج أن الصين وروسيا قد أقامتا تحالفا وثيقا يجعل شراكتهما الإستراتيجية “بلا حدود” كما هو معلن في بيانهما المشترك. متجاهلة الاعتبار الحقيقي وراء تلك الصياغة، وفق تعبير الوكالة.

وأضافت انه وفقا للبيان المشترك، فإن الشراكة تركز بشكل رئيسي على قضايا التنمية والاهتمامات الدولية، دون أي ذكر للالتزامات العسكرية بأي شكل من الأشكال. في الواقع، مؤكدة على أن “بلا حدود” لا تعني تحالفا عسكريا، بل تتعلق بثقة متبادلة رفيعة المستوى وتعاون متبادل المنفعة.

وقالت وكالة الانباء الصينية إن الولايات المتحدة نفسها هي بطلة التحالفات أو التكتلات العسكرية. ويا لها من مفارقة عجيبة أن تتهم الولايات المتحدة الصين وروسيا بتشكيل تحالف عسكري، بالنظر إلى سجلها الحافل بالتوسع العسكري وتأجيج الصراعات في جميع أنحاء العالم، على حد لغة المصدر.

وبحسب المقالـ فإن الأجندة الخفية وراء الدعاية الأمريكية الكاذبة تسعى إلى إثارة المشاعر المعادية للصين، وتشويه موقف الصين وجهودها المبذولة لتعزيز محادثات السلام، وتحويل انتباه العالم عن الدور الأمريكي القذر في الأزمة من خلال الضغط من أجل توسع “الناتو” المتهور والعنيد، والذي أدى في النهاية إلى الصراع الحالي.

وذكر المقال أن الولايات المتحدة يذلن حتى الآن كل ما في وسعها لتأجيج الصراع، من تقديم المساعدات العسكرية إلى استخدام عصا العقوبات، ولكن القليل جدا لتعزيز السلام.

وختمت الوكالة المقال غير الموقع قائلة” بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون الأزمة الأوكرانية فرصة لتشويه سمعة الصين، لماذا لا يدخرون هذه الجهود لتهدئة الوضع وتعزيز السلام؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *