أخبار الساعة

دراسة: المضادات الحيوية تهدد النساء في منتصف العمر بالإصابة بالخرف

لا تتوقف الدراسات الطبية عن الكشف المستمر عن مختلف التأثيرات الضارة للمضادات الحيوية، فرغم ما لها من دور حيوي في محاربة الأمراض والحد منها، ينطوي سوء استعمالها على مخاطر متعددة.

وتتجاوز تهديدات الافراط في استعمال المضادات الحيوية مضاعفتها الصحية الثانوية على الجسم، وانتشار الميكروبات المقاومة لها، والتي تحد من فاعليتها، إلى تأثيرات تهدد بالإصابة بالخرف من طرف النساء في منتصف العمر اللواتي يبالغن في استعمالها.

وكشفت دراسة أميركية حديثة، نشرت في مجلة “بلوس وان”، ان هذا السلوك يمكن أن يسبب ضعف الذاكرة وبتالي الخرف لدى النساء.

وحسب ميدل ايست أو لاين، أكدت النتائج التي نشرتهاصحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية، الخميس، ان استخدام المضادات الحيوية المزمن لدى النساء في منتصف العمر مرتبط بضعف الإدراك بعد نحو سبع سنوات.

ضعف التحقيق في آثارها طويلة المدى على الذاكرة والتفكير

وحسب نفس المصدر، قام الباحثون بفحص 14.542 ممرضة متطوعة يعشن في الولايات المتحدة، حيث أكملن اختبارًا محوسبًا ذاتيًا لقياس جوانب ذاكرتهن وتفكيرهن.

وأوضحت الدراسة، أن النساء اللائي تناولن المضادات الحيوية لمدة شهرين في منتصف العمر يعانين من ضعف في الذاكرة والتفكير حتى بعد سبع سنوات.

وقالت الدراسة” “ظل هذا التأثير ثابتًا حتى عند احتساب العوامل المحتملة الأخرى التي يمكن أن تكون قد أثرت على هذه العلاقة بما في ذلك وجود حالات صحية أخرى”.

وقالت مديرة الأبحاث في مؤسسة “أبحاث الزهايمر” البريطانية الدكتورة سوزان كولهاس تعليقًا على النتائج “لا توجد أدمغتنا بمعزل عن بقية الجسم، ولكنها متصلة بطرق متنوعة، والمعروف أن المضادات الحيوية توصف بشكل شائع للعديد من الحالات التي يمكن علاجها وقد أحدثت ثورة في الرعاية الصحية ومع ذلك، لم يتم عمل الكثير للتحقيق في آثارها طويلة المدى على الذاكرة والتفكير”.

وأضافت “وجد الباحثون أن التغييرات في الذاكرة والتفكير في هذه المجموعة من النساء كانت صغيرة، ولا تشير النتائج إلى أن جميع الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية في منتصف العمر هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف.. ومع ذلك يشير هذا البحث إلى أنه من المهم مراعاة النتائج طويلة المدى للأدوية على الذاكرة والتفكير”.

ولفتت إلى أنه “لا يمكن التأكد حتى الآن بشكل قاطع من تلك النتائج، خاصة وأن الباحثين أكدوا أن النتائج تقدم اتجاهًا للبحث في المستقبل، بدلاً من كونها دليلًا قاطعًا على وجود صلة مباشرة بين المضادات الحيوية ومهارات الذاكرة والتفكير”.

ورأت أن تلك العلاقة التي تم تحديدها في هذا البحث يمكن أن تكون نتيجة للعدوى التي استخدمت المضادات الحيوية لعلاجها، بدلاً من الأدوية نفسها، مشيرة إلى أنه من المهم إدارة الحالات الصحية القابلة للعلاج بشكل صحيح ويجب على الأشخاص الذين لديهم مخاوف بشأن أي جانب من جوانب صحتهم التحدث إلى الطبيب.

التنبيه إلى توسع الاصابات بالخرف

وفي يناير الماضي ، دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر أن عدد الإصابات بالخرف قد يتضاعف بثلاث مرات بحلول 2050 إن لم تتحرك البلدان لمعالجة العوامل التي تؤدي إلى المرض، حسب قناة الحرة.

والدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “لانيست”، حسب نفس المصدر، تتوقع تضاعف الإصابات بالخرف، الذي تصنفه منظمة الصحة العالمية على أنه السبب السابع للوفاة في العالم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، إيما نيكولز، من معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، إن نتائج الدراسة تقدم لصناع القرار في العالم فهما جديدا لمسببات المرض.

واعتمدت الدراسة نموذج رياضياتي خلص إلى أنه بحلول عام 2050، قد ينتقل عدد الإصابات بالمرض من 57 مليون إلى 153 مليون حالة، مع ارتفاع عدد الوفيات بالمرض في الولايات المتحدة من 5.2 مليون إلى 10.5 مليون وفاة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الخرف يعد السبب السابع للوفيات في العالم، ويؤدي إلى إعاقة كبيرة لدى كبار السن مع ما يرتبط بذلك من ارتفاع التكاليف المالية للمرض والتي تصل حاليا إلى تريليون دولار أميركي على المستوى العالمي، بحسب معطيات المنظمة.

ورغم أن معدل الإصابة بالمرض يرتفع في صفوف كبار السن، قالت الدراسة إنه لا يجب تصويره على أنه جزء طبيعي من الشيخوخة، إذ أن هناك عوامل تسبب الخرف لا ترتبط بالعمر.

وبحسب الدراسة، هناك عوامل تساعد في الإصابة بالمرض ومنها السمنة والتدخين وارتفاع نسبة السكر في الدم.

ودعا البروفيسور ثيو فوس، المؤلف المشارك في الدارسة من معهد الصحة العالمية، جامعة واشنطن، البلدان المنخفضة الدخل إلى تحسين التعليم و تحسين الخدمات الصحية لتجنب تزايد الإصابات بالخرف.

ويقول مؤلفو الدراسة إنهم درسوا الخرف بصفة عامة دون التركيز على نوع معين، إذ يميز خبراء الصحة بين أنواع مختلفة من المرض، مثل الخرف الوعائي أو ضعف الإدراك، و الزهايمر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *