مجتمع

أوريد: تدريس اللغات الأجنبية يجب أن يكون براغماتيا ولا يمكن التنكر للعربية

hassan aourid

دعا المؤرخ الكاتب والمؤرخ، حسن أوريد، إلى جعل تدريس اللغات الأجنبية في المغرب “وظيفيا وبراغماتيا”، مشددا على أنه لا يمكن التنكر للغة العربية لأنها جزء من النسيج الثقافي بالبلاد.

وقال أوريد، خلال محاضرة بعنوان “التعليم بالمغرب رهان حضاري”، نظمتها منظمة التجديد الطلابي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ملحقة العرفان بالرباط، إن تدريس اللغات “مسألة أساسية”.

وأوضح المتحدث أن اللغة العربية ليست أمرا طارئا بالمغرب، بل “هي جزء من نسيجنا الثقافي ولها جدور، لذلك لا يمكن أن نتنكر لها أو نعرض عنها أو نستهين بها”.

وتابع أوريد أن اللغة العربية لا يمكن مقارنتها بعدد من اللغات القومية مثل الإيطالية وغيرها، فهي ليست لغة قومية بل لغة حضارة، كما لا يستقيم مقارنتها باللغة اللاتينية، فالعربية لغة حية.

وتساءل أوريد، هل يمكن أن أبلغ جميع مدارك المعرفة باللغة العربية؟ قبل أن يوضح بأن “اللغة ليست موجودة لذاتها بل بالذين يتكلمون بها”، مشيرا إلى أن قضايا دقيقة في العلوم لا تدرس بالعربية، “ليس لأن هذه اللغة قاصرة لكن الذين يتكلمونها لا ينتجون المعرفة”، مبينا أن مسألة اللغات الأجنبية مسألة حيوية في التعليم.

واستدرك بأن طريقة تعليم اللغات الأجنبية يجب أن تكون وظيفية براغماتية “ولا خوف على ما نسميه الهوية”، فمثلا “تدريس لغة أجنبية لطلبية السوسيولوجيا أو الجغرافيا يجب أن يكون بطريقة وظيفية وبراغماتية مرتبطة بميدان التخصص”.

في السياق ذاته، أوضح أوريد أن المدرسة ليس فضاء فقط لتعليم معارف ومدارك، بل “هي بالأساس قطاع لغرس القيم”، فلو كانت المسألة تقنية “كان يكفي أن نستورد أطرا من الخاريج”.

فالمدرسة، حسب أوريد، فضاء لترسيخ قيم وطنية، كما أنها فضاء لترسيخ قيم كونية، لأن الكونية “كما يقال هي بيت بدون أبواب أو بدون أسوار. فلا يمكن أن يطلب منا أن نهدم بيتا، هذا البيت هو المؤتمن على قيمنا وثقافاتنا ولغاتنا”.

واستدرك “لكن في نفس الوقت لا بد أن يكون هذا البيت منفتحا، لا يمكن أن نسعى مثلا إلى تكوين طبيب بمواصفات مغربية، بل نكونه بمواصفات كونية ونطلب منه أن يعالج المريض أيا كان، وكذلك المهندس وعالم الاجتماع، لا بد أن تتوفر فيهما المعايير الكونية”.

ودعا إلى التركيز على الشخصية المغربية بدل الهوية المغربية، لأن “الهوية تركز على العنصر المميز أما الشخصية تركز على الثابت في المجتمع”، فـ”لا بد أن نبرأ من خطابات الهوية وهو الأمر الذي سيتيح لنا أن نتحدث عن اللغة” التي لا يمكن الحديث عن التربية بدونها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Waly Diallo
    منذ سنتين

    اللغة العربية لغة حية و لذ ا يجب ان نتعلمها و نعلمها لغير الناطقين بها