وجهة نظر

الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة!

جملة يرددها البعض و تنتشر بين الصفحات… قد يستجيب لها البعض … ويعيد نشرها … دون تمحيص و لا بحث …

أما أنا فلن أستجيب لها … و سأحتفل بهذه الذكرى الغالية … هكذا تعلمت داخل أسرتي … و هكذا تعلمت في بلدي المغرب …

ذكرتني “جملة عيد المولد النبوي بدعة” بقصة مشابهة وقعت لي و أنا صغير …

كان والدي حفظه الله حريص على أن أقرأ القرآن الكريم بعد صلاة المغرب جماعة في المسجد … و كان يتابع حضوري للمسجد في كل يوم … كان صوتي و أنا صغير بين الشيوخ قويا .. يسمعه والدي و هو في الطريق قرب المسجد … و عندما أتغيب يخبره الإمام أو المأموم أو أحد الجيران … “موجودين صحاب الحسنات” …

تعرفت بعد ذلك على بعض الإخوان و أقنعوني – و أنا طفل يافع – أن قراءة القرآن الكريم جماعة بدعة … و طبعا كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار… و قررت أن أتوقف عن الحضور و المشاركة في هذه البدعة…. أيام قليلة و يكتشف أبي غيابي … نادى علي و سألني : لم أعد أراك في المسجد تقرأ القرآن مع الجماعة… قلت له : قراءة القرآن مع الجماعة بدعة.. و لم تكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم…. و …

لم أكد أكمل مرافعتي حتى نزلت علي يده فوق خدي كالصاعقة … رأيت النجوم في عز النهار …. و خاطبني بلغة صارمة و حاسمة …. ابتداء من الغد إذا لم أجدك مع الجماعة تقرأ القرآن سيكون حسابي لك عسيرا …

و منذ ذلك الوقت و أنا أقرأ القرآن الكريم مع الجماعة… حتى كبرت … و شغلتني هموم الدنيا…. أما والدي حفظه الله فمازال حريصا إلى اليوم على قراءة القرآن الكريم في الجماعة …

دابا اللي قال لي الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة غانجمع معاه بشي تصرفيقة حتى يشوف النجوم …

سأحتفل و لن أناقش … سأجتمع مع أسرتي الصغيرة …. و أزور والدتي و والدي حفظهما الله … و سنشتري الحلوى و الهدايا … و سنجتمع حول مائدة الغداء … و حول وجبة الرفيسة بالدجاج البلدي …

و إلى كل العائلة و الأصدقاء و الإخوة أقول: عيد مولد نبوي سعيد و دامت لنا و لكم الأفراح و المسرات و تذكروا دائما أنكم أبناء محمد صلى الله عليه وسلم…

و أكثروا من الصلاة والسلام عليه …
صلو على من يشتاق الينا وهو لم يرانا …
صلو على من يقول أمتي أمتي يوم القيامة …
صل الله عليه وسلم …