سياسة

بعد تعليق علاقاتها مع إسبانيا .. هل باتت نهاية “البوليساريو” وشيكة؟

يبدو أن نهاية مليشيات البوليساريو باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد العزلة الدولية التي وضعت فيها نفسها بإيعاز من جنرالات الجارة الشرقية الجزائر بسبب القرارت المتهورة التي تتخذها قيادات العصابة.

وفي آخر قراراتها، أعلنت الجبهة تعليق العلاقات مع الحكومة الإسبانية ردا على زيارة بيدرو سانشيز للمغرب، الخميس الماضي بدعوة من الملك محمد السادس.

وقالت البوليساريو في بيان لها إن قررت “تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية الحالية حتى تنآى بنفسها عن إستعمال القضية الصحراوية فى إطار المقايضات البائسة مع المحتل وحتى تلتزم بقرارات الشرعية الدولية التى تعترف للشعب الصحراوى بالحق فى تقرير المصير وباحترام حدود بلاده كما هي معترف بها دوليا”.

وأضاف البيان أن” القرار جاء على إثر الإعلان عن تأييد حكومة سانتشيز لخطة المملكة الرامية الى تشريع ضم أراضى الصحراء الغربية بالقوة ومصادرة حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والإستقلال، وبسبب الخطوات الملموسة التى إتخذتها حكومة بيذرو سانتشيز فى هذا الاتجاه”، وفق تعبير المصدر.

قرار متسرع وغير مسؤول

قرار الجبهة قابله تنديد من حركة “صحراويون من أجل السلام” التي تقول إنها تمثل جزءا كبيرا من السكان الصحراويين الأصليين، إذ أشارت في بيان أصدرته اليوم الأحد إلى أن تعليق البوليساريو للاتصالات مع حكومة إسبانيا قرار متسرع وغيرموفق.

وقالت الحركة إنه “على الرغم من محدودية هذه الاتصالات، فإن الحقيقة هي أن إغلاق قناة الاتصال الوحيدة مع حكومة إسبانيا، في الوقت الذي عزمت فيه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، الى استئناف عملية السلام التي انقطعت لمدة ثلاث سنوات، هو على الأقل رد فعل غير مدروس  ومتهور”.

وأضاف بيان الحركة أن تعليق هذه الاتصلات في الوقت الذي يعاني فيه العالم آثار الوباء والأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، يجعل هذا القرار غير مسؤول، خصوصا أن هذه الاتصالات استخدمت أساسا لتوجيه المعونات الإنسانية إلى اللاجئين الصحراويين في تندوف ولتيسير الإجراءات القنصلية للأطفال الصحراويين الذين يقضون عطل الصيف مع الأسر الإسبانية.

وختمت “حركة صحراويون من أجل السلام” بيانها بدعوة حكومة إسبانيا للحفاظ من خلال علاقاتها مع الجزائر على الدعم الإنساني المقدم للاجئين الصحراويين وأن تواصل جهودها الحثيثة للمساهمة في إيجاد حل سريع لمشكلة الصحراء الغربية.

ترحيب بزيارة بيدرو سانشيز

وفي سياق متصل، رحبت الحركة على لسان ناطقها الرسمي باهيا أباعلي بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب.

وقالت الحركة في بيان ناطقها الرسمي: “إن حركة “صحراويون من أجل السلام” التي تعكس مشاعر غالبية السكان الأصليين للصحراء الغربية ترحب بالسياسة الجديدة لإسبانيا، كما تعرب عن رغبتها في أن يفتح بيدرو سانشيز مرحلة سلام وأمل بعد خمسين عامًا من الحرب والنفي والمشقات”.

وأضاف المصدر ذاته أن رحلة رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز إلى المغرب تدشن مرحلة جديدة ليس فقط في العلاقات بين البلدين، بل إنها تمثل أيضًا بداية غير مسبوقة لسياسة إسبانية أكثر التزامًا فيما يتعلق بمستعمرتها السابقة في الصحراء الغربية.

وتابع البيان: “ان حكومة الرئيس بيدرو سانشيز على عكس الحكومات السابقة بما في ذلك حكومات الحزب الشعبي التي اقتصرت على العمل كمتفرج والاكتفاء بالمبادرات الإنسانية، قررت التخلي عن الحياد السلبي والالتزام سياسيًا وأخلاقيًا من أجل تسهيل حل سلمي لمشكلة مجمدة على مدى نصف قرن، وقد اشرف عليها ستة أمناء عامون وعشرات من مبعوثي الأمم المتحدة”.

ولفت البيان إلى أن “ما يهم حقًا وما يريده الصحراويون هو عمل حازم وفعال قادر على المساهمة في حل سلمي وقابل للتطبيق إنطلاقا من نهج واقعي وعملي يضع حدًا لنصف قرن من المعاناة، أكثر من المناقشات البرلمانية الحماسية المهتمة إلى حد ما أو زائفة حول القضية”

ويوم الخميس الماضي، استقبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي يقوم، بدعوة من الملك، بزيارة للمغرب، في إطار مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.

وأفاد بلاغ للديوان الملكي، أن هذا الاستقبال يأتي امتدادا للمحادثات الهاتفية التي جرت في 31 مارس بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، وتجسيدا للرسالة التي وجهها في 14 مارس سانشيز إلى الملك، والتي التزمت فيها الحكومة الإسبانية بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين المملكتين، قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *