سياسة

تقرير: المغرب يتصرف بحزم متزايد في قضية الصحراء بعد الاعتراف الأمريكي

قال تقرير حديث صدر، الجمعة الماضي، في لندن عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) إن المغرب، منذ اعتراف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بسيادته على الصحراء، أصبح يتصرف بحزم متزايد ليس فقط تجاه الجزائر ولكن أيضا تجاه أوروبا.

وأورد التقرير الذي أعده الباحث الأمريكي أنطوني دوركين في 17 صفحة أنه في مارس 2021، قطع المغرب التعاون الدبلوماسي مع ألمانيا، واستدعى لاحقا سفيره ردا على ما وصفه بـ”الموقف غير البناء” لألمانيا بشأن الصحراء، والذي تضمن الدعوة إلى جلسة استماع مغلقة لمجلس الأمن الدولي بعد قرار ترامب.

وفي أبريل 2021، يضيف التقرير، دخل المغرب أيضا في خلاف دبلوماسي مع إسبانيا بعد قرار مدريد السماح لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي بدخول إسبانيا للعلاج من كوفيد-19. وكجزء من استراتيجيته، سهل المغرب في بعض الأحيان عبور المهاجرين إلى الأراضي الإسبانية على ساحل شمال أفريقيا، وخاصة مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين.

وفي نونبر 2021، ألقى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لـ”المسيرة الخضراء خطابا قال فيه بشكل قاطع إن السيادة المغربية على الصحراء لن تخضع أبدا للتفاوض، واصفا إياها بأنها “حقيقة دائمة وغير قابلة للتغيير”.

كما حذر  العاهل المغربي في خطابه “أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة من أن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية”. وهذا له آثار واضحة على علاقات المغرب مع أوروبا، وفق ما جاء في التقرير.

وقال التقرير الذي حرره أنطوني دوركين لحساب برنامج أبحاث حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع لمؤسسة ECFR إن سياسات المغرب القوية حققت بعض النتائج. وعلى وجه الخصوص، تم الكشف في مارس 2022 عن أن رئيس الوزراء الإسباني كتب رسالة إلى الملك محمد السادس يقول فيها إن خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء هي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع.

وقال المصدر ذاته إن رسالة سانشيز شكلت تحولا كبيرا في موقف إسبانيا، لأنها ظلت في السابق محايدة بين المقترحات المقدمة من المغرب والبوليساريو، ودعت فقط إلى التفاوض على حل تحت رعاية الأمم المتحدة.

وشكلت الخطوة الإسبانية جزءا من المصالحة مع المغرب، وفتحت ما وصفته السلطات الإسبانية ب “مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين، على حد تعبير الوثيقة ذاتها.

ويمكن القول، بحسب التقرير الصادر عن ECFR، أكبر مركز للأبحاث الإستراتيجية في عموم أوروبا الذي تم أطلاقه سنة 2007،  إن الخطوة الإسبانية إشارة إلى المغرب بأن لديه دعما دوليا متزايدا لنهجه الذي لا هوادة فيه.

ومن هذه النتائج أيضا، إنهاء ألمانيا لأزمتها مع المغرب الألماني بعد وصفها لخطة الحكم الذاتي المغربية بأنها “مساهمة مهمة”.

ينضاف إلى ذلك، بحسب المصدر، سماح الرئيس جو بايدن باعتراف ترامب بالسيادة المغربية، على الرغم من أن إدارته اتبعت إلى حد كبير سياسة تجنب الموضوع ودعم استئناف المفاوضات تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة المعين حديثا، ستيفان دي ميستورا. ويبدو أن الولايات المتحدة قد كسبت الدعم المغربي لتعيين دي ميستورا جزئيا من خلال الامتناع عن التراجع عن خطوة ترامب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *