الأسرة، مجتمع

حماية النشء (8): كيف يشعر الآباء والمربون الطفل بكفاءته لتحقيق الرغبة في الاجتهاد (فيديو)

قدم الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، العنصر الرابع والأخير، ضمن عناصر بناء التقدير الذاتي عند الناشئة، في إطار تناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية التي يناقشها برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيب”، شهر رمضان المبارك.

في هذه الحلقة، نبه الطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، إلى أن الحديث عن التقدير الذاتي “ليس كلاما منمقا غايته إضفاء أجمل المصطلحات والأوصاف عن الذات، وذلك لأنه يرتبط بالتبع بمكون أساسي هو الكفاءة”.

وشدد الكرعاني على ضرورة شعور “الفرد بوجود كفاءة لديه، يعي وجودها ويُحسن استثمارها لكي يكون تقديره لذاته مبني على أساس متماسك وعملي وتطبيقي”.

وأوضح المتحدث أن الشعور بالكفاءة، هو شعور عام يشعر الفرد بأنه يتقن شيئا ما، في مجال ما، سواء كان الأمر يتعلق بدراسة معينة، أو تخصص معين، أو في مهارة من مهارات العيش، أو أن تكون فنا، أو رياضة، أو مطبخا، أو غيرهم.

وقال إن وعي الفرد بالكفاءة في مجال ما واستعمالها بشكل مكثف، “يعزز تقديره الذاتي، ويشعره بأن لديه أشياء يقدمها لنفسه ولمجتمعه؛ هذا يغذي، وفق كلام الكرعاني، “التقدير الذاتي أحسن ما يكون الغذاء”.

في هذا السياق، قدم الكرعاني مثالا، في العملية التربوية التعليمية، بالقول: إن الباحثين يوصون من أجل إتقان والتمكن من مادة دراسية معينة، ربط العلاقة بين الشعور بالكفاءة، والتقدير الذاتي، والحافزية.

موضحا أن “التلميذ إذا شعر بكفاءته في مادة معينة، يرفع تقديره بذاته وبالتالي تزداد حافزيته الذاتية لتلك المادة، وهذا يساعده على الانخراط في دراسة تلك المادة، والرغبة في بذل المجهود”.

كما قدم الكرعاني مثالا مضاد، بقوله: “إذا كانت عملية التعليم تضع للتلميذ أمور معقدة وصعبة من الوهلة الأولى، ونظن أن ذلك سيخلق له رغبة في الفهم والعمل الجاد، فإن ما سيحدث هو العكس”، موضحا أن الأمور التعجيزية “تمس الشعور بالكفاءة في الصميم، فينخفض الشعور بالكفاءة وينخفض معه التقدير الذاتي، وتنخفض معه بالتبع الحافزية، ويقل معهم الانخراط الجاد في دراسة تلك المادة”.

كما قدم الكرعاني في نهاية الحلقة الثامنة من برنامج حماية النشء، حلا لهذه الوضعية؛ وهي أن يُقدم المشرف على العملية التربوية على أمور متوسطة الصعوبة، تعطي فرصة تذوق النجاح، لأن تذوق طعم النجاح يشعر بالكفاءة وينمي التقدير الذاتي ويزيد من الحافزية، وأن يضع أمورا سهلة تقتل الطموح، ولا أمور صعبة تشعر بالعجز.

كما أشار إلى أن طريقة التعامل هذه لا تخص مجال التربية والتعليم، قابلة للتعميم في مجال الرياضة والفنون، ومختلف مناشط الحياة التي يمكن للطفل أن يكون له إسهاما فيها في منزله أو مدرسته أو حي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *