الأسرة، منوعات

حماية النشء (9): جوانب تطبيقية لعناصر التقدير الذاتي الأربعة في التربية والتعليم (فيديو)

لخص الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، العناصر الأربعة لبناء التقدير الذاتي عند الأطفال، وذلك ضمن تناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية التي يناقشها عبر برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيوب”، شهر رمضان المبارك.

وقال الدكتور الكرعاني، إن التقدير الذاتي، أو الصورة الذاتية التي نشكلها عن أنفسنا منذ الأيام الأولى للحياة، لها أثر في حركتنا اليومية إقبالا أو إدبارا، جرعة على الفعل والمبادرة والعمل مع الآخرين، أو العكس من هذا؛ صعوبة في العمل والتعايش مع الآخرين.

وذَكّر بعناصر التقدير الذاتي الأربعة، وهي؛ الشعور بالأمان، والشعور بالهوية الذاتية، الشعور بالانتماء، الشعور بالكفاءة. سبق أن خصص الدكتور الكرعاني لكل واحدة حلقة ضمن برنامج “حماية النشء”.

وأوضح الطبيب النفساني المذكور، أنه عند الحديث عن استثمار الشعور بالأمان في مجال الوقاية الصحية ومجال السلوك عند الناشئة، فإن الموضوع يخص أولا الأطفال في وضعية الهشاشة المحرومين من الاحتياجات الأساسية المادية والمعنوية، إضافة إلى الأطفال ضحايا العنف.

واسترسل المتحدث، أنه من المفروض على المجتمع أن يضع في اعتباره الأطفال في وضعية الهشاشة الذين لا يحظون بتلبية احتياجاتهم البديهية، لأن في هذا ضرب للشعور بالأمان، وبالتالي إمكانية كبرى لظهور مشاكل نفسية ومشاكل السلوك في المستقبل، من قبيل العنف، والجنوح الجريمة، والتمرد على المجتمع.

أما بخصوص العنصر الثاني؛ الشعور بالهوية الذاتية، فقد أوضح الكرعاني، أنه يهُم احترام الفروق الفردية، باعتبار أن لكل فرد بصمته النفسية الخاصة به، وله عناصر قوة تميزه، وصعوبات وحدود يجب تقبلها.

وقال إنه يجب على المربين، الآباء في البيت أو المعلمين في المدرسة، أن يراعو هذه الخصوصية الفردية احتراما للهوية الذاتية للطفل، معتبرا أن وعي المربي بأن فعله التربوي له أثر على التقدير الذاتي عند الطفل، وسلوكه المستقبلي، سيجعلنا نحترم الأجيال الصاعدة، ونراعي الفروقات الفردية في العملية التربوية والتعليمية.

واسترسل حديثه في ذات الحلقة، عن العنصر الثالث؛ الشعور بالانتماء، باعتباره ذلك الانتساب للعائلة والأسرة والقبيلة والمدينة والوطن، واللغة، والدين، والانتماء الإنساني الكبير، وعلاقته بتغذية التقدير الذاتي عند الطف، مشيرا إلى أنه على قدر ما تكون هذه الدوائر غنية، على قدر ما تكون مدعاة للشعور بالفخر والاعتزاز، وتبني تقديرا ذاتيا سليما.

وتتعلق الجوانب التطبيقية لعنصر الشعور بالانتماء، عند لحظة وعي المجتمع بهذا المكون، إذ سيستثمر حينها في بناء ذاكرته الجماعية، وعمرانه، وحضارته، وجدرانه الناطقة بتاريخه. معتبرا تعليم كل ذلك للأطفال في سن صغيرة، من شأنه أن يشعره بانتمائه لتربة خصبة، وأرض متماسكة.

يضيف الكرعاني، أن في حالة عكسنا الصورة، سنشعر الطفل بأن لا صلة له بأي تربة تمده بإحساس بالتماسك، وبالتالي يكون بصدد الانبهار أمام الآخر وحضارتهم، وتاريخهم، انبهارا يضر العلاقة بالآخر.

وتحدث أخيرا، عن المكون الرابع لعناصر بناء التقدير الذاتي؛ الشعور بالكفاءة، باعتباره ذلك الشعور الذي يتحقق  عندما نعطي للطفل فرصة تذوق النجاح، من خلال تجارب يمكن أن ينجح فيها، كانت في المدرسة أو الرياضة أو في شؤون الحياة. مشيرا إلى أن تذوق النجاح، هو تذوق للشعور بالكفاءة، ورفع بالتبع للتقدير الذاتي، وازدياد في الحافزية، مما سيؤدي إلى مضاعفة الاجتهاد في العمل وتحريك عجلة النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *