مجتمع

حماية النشء (11): تدبير التوتر ليس سلعة وعدم الاهتمام به ضرب للصحة والمردودية (فيديو)

نبه الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، إلى أن التعاطي مع موضوع مهارات تدبير التوتر، لا ينبغي أن تكون غايته اتباع موضة أو اعتباره سلعة سوقها رائجة، بل هي قضية تدخل في صميم الوقاية في الصحة النفسية والسلوكية.

وأوضح الطبيب المذكور، ضمن سلسلة يتناول فيها موضوع المهارات النفسية والاجتماعية عبر برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيوب”، أنه من المفيد أن يتعلمه الكبار والصغار، والأفراد والمؤسسات.

وزاد الكرعاني أن تدبير التوتر “ينبغي أن يكون ثقافة عامة، وتربية عامة، ووعي عند الأفراد والمؤسسات على حد سواء”، مشيرا إلى أن الفرد الذي يحسن تنظيم وقته، عن طريق تنظيم نظام النوم، ونظام التغذية، ونظام الرياضة، والموازنة بين الحياة المهنية والشخصية، هو فرد له حظ أوفر لتكون لديه صحة نفسية وعضوية أجود، وقدرة على الأداء الأسري والمهني والاجتماعي والمهني أفضل من غيره”.

واسترسل الدكتور الكرعاني في الحلقة الحادية عشر من برنامج “حماية النشء” أنه على مستوى الأفراد؛ نحتاج إلى وعي عميق بمهارات تدبير التوتر، وأن بناء هذه المهارة من سن صغير عند الطفل يضمان صحته النفسية والعضوية والسلوكية.

أما بخصوص المؤسسات، فيعتبر الطبيب النفساني ذاته، أن المؤسسات، سواء التعليمية أو المقاولات أو الإدارات التي لا تهتم بموضوع التوتر؛ هي مؤسسة “ناقصة في مجال تدبير مواردها البشرية، وغير واعية بين علاقة تدبير التوتر والمردودية”.

وتابع قائلا: “إن الموضوع ليس كمالية من الكماليات، وليس ترفا، بل هو في الصميم من تدبير الموارد البشرية”، مشيرا إلى أن المؤسسات التي “لا تعتني بوجود قاعة رياضية بين جدرانها، ولا تهتم بالتكوين المستمر لروادها في مجال المهارات النفسية والاجتماعية، هي غير مدركة لخطور الأمر الصحية”.

وأشار الكرعاني في هذا السياق، إلى أن عددا كبيرا من الشواهد الطبية التي تطلب من طرف الأطباء سببها أمراض ناتجة عن سوء تدبير التوتر.

لهذا، يشدد الطبيب النفساني على ضرورة تعلم هذه المهارات من طرف الآباء، لأن عملية تربية الأبناء فيها ضغط، وأن يتعلمه الموظفون، لأن إكراهات العمل والتنقل والجمع بين الحياة الأسرية والمهنية، تسبب ضغوطات نحتاج معها أن نتعلم تفاصيل تدبيرها، عن طريق تدبير مشاعرنا وأفكارنا ونمط سلوكنا.

واقترح في الحلقة ذاته، قدم كتبا علمية للكبار من أجل التعلم الذاتي في مجال مهارات  تدبير التوتر، كما قدم أيضا كتبا موجهة للأطفال، عبارة عن مجموعات قصصية تعنى بالموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *