خارج الحدود

إرهاب الإسلاموفوبيا: إطلاق النار على مصلين في كندا وحرق المصحف في السويد

تطرف الإسلاموفوبيا في الغرب يضرب من جديد ليخلف جرحى في كندا على إثر هجوم مسلح على مصلين، ويخلف توترات في السويد على إثر مباشرة زعيم حزب سياسي تنفيذ خطة إحراق المصحف في مناطق يقطنها المسلمون، وتعتبر الشرطة ذلك شكلا من أشكال التعبير عن الرأي.

وجاء الاعتداءان بعد شهر واحد فقط من اعتماد الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارا اقترحته باكستان يعتبر 15 آذار/مارس من كل عام يوما لمكافحة الإسلاموفوبيا.

5 جرحى في هجوم كندا

أصيب 5 أشخاص بجروح، مساء السبت، جراء إطلاق مجهولين النار من سيارة على مصلين أثناء خروجهم من مسجد بعد أداء صلاة التراويح في تورنتو بكندا.

وأفاد المتحدث باسم شرطة تورنتو ديفيد ريدزيك في تصريح للصحفيين، حسب الجزيرة نت، أن الحادث وقع في مسجد أبو بكر الصديق في منطقة سكاربورو.

وأوضح ريدزيك، حسب نفس المصدر، أن 5 أشخاص أصيبوا بجروح جراء هجوم مسلح، قام به شخص أو أشخاص مجهولون، من سيارة مارة وأطلقوا النار على مصلين خرجوا من صلاة التراويح مساء السبت حوالي الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي.

وأضاف أنه لا توجد معلومات تشير إلى تورط الجرحى في أي حادث من شأنه أن يسبب العداء ضدهم.

وأشار ريدزيك إلى أن جروح المصابين ليست خطيرة، حيث غادر 3 منهم المستشفى، في حين لا يزال اثنان منهم يخضعان للعلاج.

من جهته، قال نديم شيخ عضو مجلس إدارة جمعية سكاربورو التي يرتبط بها المسجد، حسب المصدر السابق، “أنا حزين وقلق حقًا، تم إطلاق النار على 5 من إخواننا، نطالب بالقبض على المهاجمين وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن”.

وجاء الهجوم المسلح على المصلين في أقل من شهر على تصدى مسلمين لهجوم شنه رجل مسلح على مسجد في تورنتو بكندا باستخدام فأس ورذاذ حارق، مما أحبط إيقاع ضحايا خلال الهجوم.

وقالت الشرطة المحلية حينها إنها اعتقلت المهاجم (24 عاما) الذي اقتحم المسجد في مدينة ميسيساغا بمقاطعة تورنتو شرقي كندا، ورشّ المصلين بالرذاذ الحارق قبل أن يسيطروا عليه.

وأوضحت أن مصلين أصيبوا بجروح طفيفة من الرذاذ الحارق المخصص لصد هجمات الدببة.

ندد رئيس الوزراء جاستن ترودو عبر تويتر بالهجوم “المقلق للغاية”، وقال “أدين بشدة هذا العنف الذي لا مكان له في كندا”، مشيدا بـ”شجاعة” من كانوا في المسجد.

وأصدر المجلس الوطني للمسلمين الكنديين بيانا قال فيه “مجتمعنا لن ينكسر أبدا، ونحن نرفض التخويف”.

وقبل ذل ذلك أيضا، كان سائق شاحنة خفيفة بمقاطعة أونتاريو قد دهس عمدا، في يونيو/حزيران الماضي، أفراد أسرة مسلمة ليلقوا حتفهم جميعا، وهو هجوم خلّف صدمة في كندا، ووصفه ترودو بأنه “إرهابي”.

زعيم حزب سياسي ينفد خططا بإحراق المصحف في السويد

وقعت صدامات في مدينة سويدية، الجمعة، بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا للاحتجاج على خطة إحراق نسخة من القرآن من طرف حركة يمينية متطرفة.

وكان زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان قد أقدم الخميس على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة.

وحسب وكالة الأناضول، جاء بالودان رفقة عناصر الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة، وأشعل النار بالقرآن دون أن يعير اهتماما بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدر عدده بـ 200 فردا.

وحسب نفس المصدر، ناشد الحاضرون في المكان، الشرطة بعدم السماح للعنصري بالدوان بتنفيذ استفزازه؛ إلا أن الشرطة لم تستجب لندائهم.

وإثر ذلك، قطع عدد من الحاضرين طريقا بالمنطقة، ورموا الشرطة بالحجارة.

وفي تصريح، قال رئيس “حزب الألوان المختلفة” السويدي، ميكائيل يوكسال، إن بالودان العنصري المعادي للمسلمين يواصل استفزازاته بحرق القرآن بمدن سويدية مختلفة تحت حراسة شرطية مشددة.

وأشار إلى أن بالودان يختار على وجه الخصوص المناطق المكتظة بالمسلمين لتنفيذ استفزازاته، وأن الشرطة تسمح له بذلك.

وأضاف يوكسال: “يُحرق القرآن بمناطق إقامة المسلمين تحت حماية الشرطة في السويد التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الدين والضمير بأعلى صوت”.

وأعرب عن استغرابه من دعوة الشرطة المسلمين إلى مشاهدة بحس سليم حرق كتابهم المقدس أمام أعينهم، قائلا: “أي نوع من خسوف العقل هذا؟”.

ووقعت الصدامات لليوم الثاني على التوالي، الجمعة، بين عناصر الشرطة ومحتجين على خلفية تجمع لحركة “سترام كورس” (“الخط المتشدد”) المناهضة للهجرة والإسلام التي يقودها الدنماركي السويدي راسموس بالودان.

وحسب قناة الحرة، نقل ثلاثة عناصر شرطة إلى المستشفى بعد اندلاع المواجهات في مدينة لينشوبينغ على الساحل الشرقي للسويد، الخميس، حيث كانت ستشهد تظاهرة إحراق مصحف، وأوقف شخصان خلال التظاهرة.

وتعتبر الشرطة أن إحراق المصحف يدخل ضمن حرية التعبير، وقال قائد الشرطة الوطنية، أندرس ثورنبرغ، الجمعة، في رد فعله على أحداث الخميس “نعيش في مجتمع ديمقراطي وتتمثل إحدى أبرز مهام الشرطة في ضمان أن يكون بإمكان الناس استخدام حقوقهم التي يكفلها الدستور بالظاهر والتعبير عن آرائهم”.

وأضاف في بيان “لا يحق للشرطة اختيار من يحظى بهذا الحق، لكن عليها دائما التدخل في حال وقوع انتهاك”.

وأثار بالودان الجدل مرارا في السنوات الأخيرة. وفي نوفمبر 2020، أوقفته السلطات الفرنسية ورحلته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *