منوعات

بعد أن احتمت به روسيا .. هل يتحرر العالم يوما من ظلم “حق الفيتو”؟

المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى منظمة الأمم المتحدة

أخيرا يكتشف الغرب ظلم استعمال حق النقض الفيتو في مجلس الأمن من طرف الدول الخمس المستأثرة بهذا الحق، وقد يُعد هذا من “حسنات” الغزو الروسي على أوكرانيا.

وعلى خلفية لجوء روسيا إلى الفيتو لمنع مجلس الأمن من اتخاد قرارات ضد غزوها لأوكرانيا، يجتمع اليوم الثلاثاء أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب من لشتنشتاين لمناقشة مشروع قرار دعمته واشنطن يلزم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بتبرير استخدامها للفيتو، حسب فورس الشرق الأوسط.

تخفيف استخدام الفيتو

وحسب نفس المصدر، أعادت الحرب الروسية الأوكرانية إحياء هذه الفكرة المطروحة منذ مدة طويلة والهادفة إلى دفع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لتخفيف استخدام الفيتو.

وسمح فيتو موسكو لها بشل أي تحرّك في مجلس الأمن الذي يفترض أن يتدخل في هذا النوع من النزاعات كضامن للسلام العالمي، بناء على ميثاق الأمم المتحدة.

ويدعو النص المقترح، حسب المصدر ذاته، إلى التئام الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة في غضون عشرة أيام من استخدام دولة واحدة أو أكثر من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الفيتو، لمناقشة الوضع الذي تم على أساسه استخدام حق النقض.

التصويت على المقترح

وحسب المصدر السابق، أفاد دبلوماسيون أن هذا المقترح، الذي رعته نحو 50 دولة أخرى وكانت الولايات المتحدة الدولة دائمة العضوية الوحيدة بينها، سيعرض للتصويت.

ومن بين الدول الأخرى الراعية للمقترح التي التزمت التصويت لصالح النص أوكرانيا واليابان وألمانيا، علمًا أن الأخيرتين تتطلعان للعضوية الدائمة في المجلس إذا تم توسيعه نظرًا إلى نفوذهما الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم.

لم تتضح بعد مواقف الهند والبرازيل أو جنوب إفريقيا وغيرها من الدول الساعية للعضوية الدائمة.

وأفاد دبلوماسي أن فرنسا ستصوّت لصالح النص، وإن لم تكن من بين الدول الراعية له.

كما لم يتضح بعد كيف ستصوّت بريطانيا والصين وروسيا، التي سيكون دعمها أساسيًا لمبادرة مثيرة للجدل كهذه.

موسكو الأكثر لجوءا للفيتو

يذكر أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هي الولايات المتحدة و الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، كما يضم المجلس عشر دول غير دائمة العضوية ولا تملك حق النقض.

منذ أول مرة استُخدم الفيتو، من قبل الاتحاد السوفياتي عام 1946، لجأت إليه موسكو 143 مرة، أي أكثر بكثير من الولايات المتحدة (86 مرة) وبريطانيا (30 مرة) والصين وفرنسا (18 مرة لكل منهما).

أفادت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان “نشعر بالقلق على وجه الخصوص من النمط المعيب الذي استخدمت روسيا من خلاله ميزة امتلاكها حق النقض على مدى العقدين الماضيين”.

وأضافت غرينفيلد أن تبني مقترح لشتنشتاين سيشكّل خطوة مهمة باتجاه المحاسبة والشفافية ومسؤولية جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

اقترحت فرنسا عام 2013، التي استخدمت حق النقض آخر مرة عام 1989، أن يحد الأعضاء الدائمون بشكل جماعي وطوعي من استخدامهم للفيتو في حال وقوع فظائع.

ولم يطرأ أي تقدّم حتى الآن على المقترح الذي كانت المكسيك من رعاته ودعمته مئة دولة.

حق الفيتو آلية أمريكية لحماية إسرائيل

وفقاً للبيانات الرسمية للأمم المتحدة؛ حسب الشرق، فإن قرابة نصف عدد مرات استعمال الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) (42 مرة) في مجلس الأمن كان ضد مشروعات قرار بخصوص الأعمال غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، أغلبها متعلقة بإنهاء الاستيطان الإسرائيلي غير المشروع، وبمطالبة إسرائيل بالعودة لحدود 1967.

وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة الفيتو لحماية إسرائيل في 10 سبتمبر 1972، والمرة الأخيرة في شهر ماي 2021.

وفي أغلب تلك الحالات استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في الوقت الذي وافقت فيه الدول الـ 14 الأخرى الأعضاء في المجلس، على مشروع القرار. ومن اللافت للنظر كذلك أن أي دولة بخلاف الولايات المتحدة لم تستخدم الفيتو في مجلس الأمن؛ ضد المشروعات التي تدعو إسرائيل للانسحاب إلى حدود 1967.

وتم استخدام حق النقض قديما للتدخل في الاجتماعات البابوية الخاصة من قبل بعض الملوك الكاثوليك كملوك فرنسا والنمسا وأسبانيا، فقد تدخل هؤلاء لمنع ترشيح كرادلة لمنصب البابا. في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تتمتع الدول الخمس الدائمة العضوية بحق النقض الذي يعني استخدامه من قبل إحدى هذه الدول فشل المشروع وعدم تمريره وتنفيذه.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *