مجتمع

مقتل طفل مغربي يحول سبتة لـ”ساحة رعب”.. إطلاق نار كثيف والأمن يحصي 80 رصاصة (صور)

عاشت مدينة سبتة، ليلة الخميس-الجمعة، حالة رعب عقب تبادل كثيف لإطلاق النار شهدتها أحياء “برينسيبي” و”لوس روزاليس” و”كلاوديو فاسكيز”، وذلك بعد أيام من حادثة مقتل طفل من أصول مغربية برصاصة على مستوى الرأس، يرجح أن تكون عصابات للمخدرات قد استهدفته عن طريق الخطأ.

وأفاد وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” أن مجموعة تضم أشخاصا ملثمين تبادلوا إطلاق النار بشكل عشوائي في الأحياء التي تقطنها غالبية مغربية، حيث اخترقت الرصاصات واجهات المنازل وبعض السيارات دون سقوط ضحايا.

وأعلنت الشرطة الوطنية أنها عثرت على أزيد من 80 رصاصة في الساعات الماضية، مشيرة إلى فتح تحقيق لمعرفة مصدر هذه الرصاصات وما إذا كان الأمر يتعلق بمواجهات بين عصابات أو مجموعات منظمة تقوم بأعمال التخريب.

وأظهرت مقاطع فيديو لحظة إطلاق النار الكثيف في الأحياء المذكورة وحالة الهلع والرعب في صفوف السكان وهروب المارة من الشوارع، فيما قالت وسائل إعلام بسبتة إن هناك منازل محددة تم إطلاق النار نحوها، ضمنها منازل لعائلات أفراد الشرطة، حيث كادت رصاصة تصيب والد شرطي، بحسب صحيفة “إل فارو”.

ورجحت مصادر إسبانية أن تكون هذه الأحداث عبارة عن انتقام لمقتل الطفل المغربي إبراهيم بوفلهام، بطلقة نارية في رأسه بحي برينسيبي، نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما خلف احتجاجات كبيرة من طرف ساكنة الحي التي استنكرت ما اعتبرته “استهتار” الأمن في حماية أحياء المدينة.

اعتقالات

وصباح الخميس، اعتقلت الشرطة الوطنية الإسبانية شخصين في حي “برينسيبي” يشتبه تورطهما في أحداث العنف، في وقت انتشرت فيه عناصر أمنية بالزي الرسمي والزي المدني في الأحياء المضطربة، تزامنا مع حملة تفتيش في أمكان الترفيه التي يرتادها الشبان.

وعبر سكان الأحياء المذكورة عن غضبهم واستنكارهم لعمليات إطلاق النار التي تجعلهم يعيشون حالة رعب متواصل، خاصة في الليل، فيما شهدت عمليات الاعتقال التي قامت بها قوات الأمن بالحي ردود فعل رافضة من طرف بعض السكان الذين أطلقوا صيحات الاستهجان من منازلهم.

وفي هذا الصدد، طالب رئيس جمعية “الحي” في “برينسيبي”، محمد كمال، جميع السكان بترك قوات الأمن تقوم بأداء عملها وعدم عرقلتهم أو اتهامهم بالتقصير في ملف مقتل الطفل المغربي، مشددا على أن العدو الحقيقي للسكان هو البطالة والفشل المدرسي وانعدام فرص الشغل.

توقف النقل

وتسببت هذه الأحداث في توقف وسائل النقل العمومي عن دخول الأحياء المضطربة، حيث تم تعليق خدمات الحافلات إلى تلك الأحياء، كما أعلنت جمعية سائقي سيارات الأجرة بسبتة، تجميد عملها بتلك الأحياء بسبب خطورة الوضع هناك.

وقال رئيس الجمعية “فرانسيسكو مانويل توليدو”، إن قرار توقف “الطاكسيات” عن العمل بتلك الأحياء سببه الاستخدام المرعب للأسلحة النارية، وليس عرقلة مصالح السكان، مضيفا: “إذا استمر هذا الوضع فسيتعين على السائقين قيادة سيارات أجرة مصفحة وسترة واقية من الرصاص”.

المتحدث باسم حكومة سبتة، “ألبرتو جيتا”، قال في تصريح له، إن قوات الأمن تعمل بشكل مكثف من أجل حل خيوط جريمة قتل الطفل إبراهيم بوفلهام واعتقال الجناة، وتقوم بتحرياتها لمعرفة الواقفين وراء الاضطرابات التي عرفتها أحياء مختلفة من المدينة.

وأشار المسؤول الإسباني إلى أن الأمن شن اعتقالات في صفوف المتورطين في أعمال العنف خلال الأيام القليلة الماضي، خاصة من ثبت تسببهم في إحراق السيارات وحاويات الأزبال والاشتباك مع عناصر الشرطة وقطع حركة المرور، داعيا إلى إحلال الهدوء في مناطق التوتر.

بدوره، أفاد كل من مندوب الحكومة الإسبانية في سبتة، سلفادورا ماتيوس، ورئيس الشرطة الوطنية في سبتة، خافيير دانيال نوجويرولز، أن وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، قرر إيفاد تعزيزات أمنية إلى المدينة لضمان أمن المواطن ووضع حد للمجموعات الإجرامية.

الطفل إبراهيم

وكانت “حرب العصابات” بمدينة سبتة المحتلة قد تسببت في وفاة قاصر مغربي يُدعى إبراهيم بوفلهام، يبلغ من العمر 15 عاما، بطلقة نارية في رأسه بحي برينسيبي، نهاية الأسبوع المنصرم، وهو ما خلف احتجاجات كبيرة من طرف ساكنة الحي.

ويوم الثلاثاء المنصرم، ودع المئات جثمان الطفل إبراهيم بوفلهام، حيث وري الثرى في مقبرة سيدي مبارك بسبتة المحتلة، بمشاركة أسرته وأصدقائه وسط أجواء حزينة، فيما أدى إجراء التشريح الطبي إلى تأخر دفنه ليومين.

وبحسب جريدة “إل فارو” الصادرة في سبتة،  فإن الشاب الذي كان يركب دراجة نارية مع قاصر آخر، وهما من سكان حي “لوما كولمينار” و”بوبلادو دي ريغولاريس”، تعرضا لإطلاق نار أثناء مرورهما فوق جسر “كيماديرو”، حيث أصيب إبراهيم بوفلهام برصاصة على مستوى الرأس وسقط فورا على الأرض.

وذكرت مصادر إعلامية بسبتة، أن وفاة الطفل القاصر المغربي، يرجح أن يكون سببه تصفية حسابات بين عصابتين من أجل السيطرة على سوق المخدرات في المنطقة، مشيرة إلى أن الضحية كان يركب دراجة شخص آخر، وأن صاحب الدراجة كان هو المستهدف في الأساس.

وعرف حي برينسيبي، توترا غير مسبوق بعد مقتل الطفل المغربي الأصل بالخطأ، حيث أشعل محتجون النيران في بعض السيارات، فيما تدخلت عناصر الوقاية المدنية لإخمادها، كما عرفت المنطقة انتشار كبيرا للشرطة مع إعلان حظر التجوال وإغلاق بعض المؤسسات.

ويُعرف كل من حي برينسيبي ومنطقة لوس روساليس، تواجد عصابتين تنشطان في تجارة المخدرات، حيث تشهد المنطقة بين الفينة والأخرى اشتباكات بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء، ما يجعلهما من أخطر الأحياء في سبتة المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *