مجتمع

رغم تدني نسبة المشاهدة.. “ميدي 1” تلجأ لمؤسسة لبنانية لإعلان تفوقها على فضائيات دولية

علمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع، أن المدير العام لقناة “ميدي 1 تيفي” حسن خيار، قدم الحصيلة السنوية لقناته بعيدا عن أعين الصحافة، وذلك خلال اجتماع داخلي أثناء الإفطار بمدينة طنجة، عوض التواصل مع الرأي العام عبر بلاغ رسمي كما كان يفعل سابقا.

وأوضح المصدر أن القناة لجأت إلى مؤسسة أجنبية مثيرة للجدل من أجل قياس نسب المشاهدة عوض مؤسسة “ماروك ميتري” المغربية، مشيرا إلى أن “ميدي 1” أعلنت عن تفوقها كقناة إخبارية على باقي القنوات الدولية في نسب المشاهدة داخل المغرب، خاصة “الجزيرة” و”فرانس 24″ و”العربية” و”أورونيوز” و”BBC”.

واختارت القناة هذا العام مؤسسة “kantar tns” اللبنانية لقياس نسب المشاهدة، وهي المؤسسة التي كانت قد أعلنت سابقا عن اكتساح “ميدي 1” للمغرب والمنطقة المغاربية كأول قناة إخبارية، وفي نفس الوقت أعطت لقناة “فرانس 24” هذا الإنجاز، وهو ما أثار شكوك حول إمكانية منح هذه المؤسسة لنسب المشاهدة “تحت الطلب”.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه آخر أرقام مؤسسة “ماروك ميتري” المغربية المتخصصة في قياس نسبة المشاهدات، أن نسبة مشاهدة قناة “ميدي 1” لا تتجاوز 2.9 في المائة، بحسب ما أورده موقع “maghreb-intelligence”، وهو ما يجعلها تبتعد بشكل كبير عن منافسة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها القناة إلى مؤسسة “kantar tns” لقياس نسب المشاهدة، حيث لجأت إليها سنة 2018، قبل أن تلجأ في 2019 إلى شركة “إبسوس” التي أثارت بدورها الجدل بمصر بسبب تقاريرها عن نسب المشاهدة.

وكانت وسائل إعلام مصرية قد اتهامات إلى شركة “إبسوس” بإنجاز تقارير “غير نزيهة وغير صحيحة” لصالح قنوات ضد أخرى، وهو ما دفع السلطات المصرية إلى إغلاق المؤسسة سنة 2017 بسبب “مخالفات”.

وعن أسباب رفض التعامل مع مؤسسة “ماروك متري” خلال السنوات الماضية، تشير مصادر “العمق” إلى المدير العام لـ”ميدي 1″ يعتبر أن هذه المؤسسة “ليست محايدة”، علما أنه عضو مساهم في إدارتها عبر وكالة “ريجي 3″، ما يعني أنه “يوافق على تطبيق معاييرها على القناتين الأولى والثانية ويرفض تطبيقها على قناته”، وفق مصادر تحدثت إليها جريدة “العمق”.

بالموازاة مع ذلك، فإن مشروع إعادة هيكلة قنوات القطب العمومي ضمن هولدينغ إعلامي عمومي ضخم يضم، إلى جانب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كلا من القناة الثانية والقناة الإخبارية “ميدي 1″، من المرتقب أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة تطال مسؤولي قناة “ميدي 1”.

وبحسب مصادر الجريدة، فإن مشروع الحكومة بإعادة هيكلة القطب العمومي التي كان قد أعلنها وزير الثقافة والشباب السابق، عثمان الفردوس، يقضي بإلحاق قناة “ميدي 1 تي في” ضمن هذا القطب لتجنب إفلاسها، والذي انتهت مرحلته الأولى قبل شهر.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر الجريدة أن تغييرات مرتقبة قد تطيح بمسؤولين كبار داخل “ميدي 1″، على رأسهم مدير القناة حسن خيار، ومدير الموارد البشرية وبعض مسؤولي التحرير، مشيرا إلى أن جهات حكومية “غير راضية عن ما تقدمه قناة كانت تُعول عليها الدولة كذراع إعلامي لمخاطبة الخارج”.

وأبرزت المصادر ذاتها، أن لجوء المسؤولين الرسميين بالمملكة إلى قنوات دولية وعربية لمخاطبة الرأي العام الدولي، عوض اللجوء إلى “ميدي 1″، يكشف عدم الرضا على القناة، في ظل ضعف نسب مشاهدة هذه القناة بالمقارنة مع القنوات الإخبارية الأجنبية التي يتابعها المغاربة.

وأشارت المصادر، إلى أن هذه المعطيات تؤكدها عدم ظهور وزير الخارجية، ناصر بوريطة، على قناة “ميدي 1” منذ تقلده هذا المنصب، مقابل ظهوره في عدد من المناسبات على قنوات عربية وأجنبية أخرى، أبرزها “الجزيرة” و”فرانس 24″ و”سكاي نيوز عربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *