أدب وفنون

توثيقا للفلكلور المغربي.. شباب يختارون وقت الإفطار لإبراز مواهبهم في الرقص 

مع اقتراب موعد الإفطار، تخلو شوارع الدار البيضاء من المارة، إلا أنها تتحول عند بعض الشباب إلى مسرح كبير في الهواء الطلق، لاستعراض رقصاتهم بألوان موسيقية مغربية وغربية.

وتقوم فكرة “Ramdance”، حسب محسن حارص، وهو صانع محتوى ومصور فوتوغرافي، على تصوير فيديو كل يوم حول رقصة معينة خمس دقائق بعد وقت الإفطار بفضاءات مختلفة بالدار البيضاء. 

وحول تفاصيل هذه الفكرة، قال محسن حارص، في تصريح لجريدة “العمق”، إنه “أطلقها يومين قبل بداية شهر رمضان في مبادرة لتوثيق الرقصات الشعبية التراثية بالمغرب”. 

وأوضح محسن حارص أن “كان يفكر في إنتاج فيلم وثائقي يجمع كل الرقصات المعروفة بجهات المغرب إلا أنه لغياب الإمكانيات اللوجيستيكية تغير هذا التصور”. 

وشارك الشاب حارص عبر حسابه بالانستغرام، الذي يتابعه أزيد من 100 ألف شخص، حوالي 23 فيديو مصور وهي أعمال توثق لرقصات من جنوب إلى شمال المغرب، بالإضافة لأخرى أجنبية.

وفي هذا الجانب، أضاف محسن حارص أنه “بعدما استعصى عليه إيجاد شباب بالدار البيضاء يقدمون رقصات تمثل بعض المناطق المغربية انفتح على رقصات عالمية يؤدونها شباب مغاربة”. 

ولا تقتصر هذه الرقصات على حركات الجسد فقط، حيث تظهر محتويات هذه الفيديوهات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ارتداء هؤلاء الشباب ملابس تعكس تنوع الأزياء التقليدية.

وإلى جانب إبراز مواهب هؤلاء الشباب الراقصين، يسعى صاحب هذا المشروع المشروع إلى تحقيق هدف آخر، حيث قال إن “يعتبر المغرب أرض التعايش والتسامح وبلد غني بالثقافات”. 

ولقي مشروع “Ramdance” تفاعلاً كبيراً من طرف رواد المنصات الاجتماعية، الذين أشادوا باشتغال محسن على توثيق الفولكلور التقليدي، في مبادرة هي الأولى من نوعها. 

في المقابل، اعتبر البعض أن “إطلاق هذا العمل تزامنا مع رمضان خطوة غير صائبة، إلا أن محسن قال إن “هذا الاختيار لم يكن اعتباطيا بل لأن موعد الإفطار يتميز بفراغ الشارع مما يسهل تصوير هذا المحتوى”. 

وتابع محسن بالقول إنه “يحترم جميع آراء الناس سواء تلك التي أشادت بفكرة المشروع أو انتقادتها لأسباب معينة”، مؤكداً على أنه “لا يرى أنه قد قام بأمر سيء”. 

وأكد محسن أن “هدفه الوحيد من هذا المشروع الفني هو توثيق التراث المغربي وإبراز موهبة واحترافية هؤلاء الشباب الذين يستحقون الدعم، إلى جانب إظهار جمالية وتنوع الدار البيضاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *