خارج الحدود

بعد الاتحاد الأوروبي .. أمريكا تضع خطة لحظر استهلاك سجائر النعناع

بإضافة نكهة النعناع أو التوت او القهوة او الليمون أو الحلوى أو التفاح أو القرفة أو الكرميل أوالفانيلا، أو حتى بنكهة بعض المخدرات، تمكنت شركات التبغ العالمية من توسيع دائرة استقطاب مستهلكين لإضافيين من الشباب والمراهقين. مما ضاعف من مخاطر التدخين عبر العالم، علما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن عدد الوفيات جراء تناول التبغ يطال 8 ملايين شخص سنويا.

وتأتي خطة الولايات المتحدة الأمريكية لحظر السجائر بنكهة النعناع بعد خطوة أشمل اتخذها الاتحاد الأوروبي سنة 2020.

وقرر الاتحاد الأوروبي، عبر مرسوم بتنفيد تشريع وضعه سنة 2014، منع بيع السجائر التي تحتوي على نكهة النعناع (ما يسمى بسجائر المونتول) أو على أية نكهة أخرى عدا نكهة التبغ الطبيعية، في جميع الأماكن المخصصة لذلك داخل الفضاء الأوروبي، ابتداء من 20 ماي 2020، لكونها تخلق حالة من الإدمان على التدخين لا سيما لدى فئة الشباب.

الولايات المتحدة تتدرج في المنع

أعلنت الولايات المتحدة عن خطة لحظر السجائر بنكهة المنتول (سجائر النعناع)، بهدف تقليص أعداد المدخنين في أنحاء البلاد.

وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية خطتها لحظر سجائر المنتول، الخميس، قائلة إن الإجراءات لديها القدرة على الحد بشكل كبير من الأمراض المرتبطة بالتدخين، وبالتالي الوفيات الناتجة عنها، حسب سكاي نيوز عربية.

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية كزافييه بيسيرا في بيان، حسب نفس المصدر، إن “القواعد المقترحة ستساعد في منع الأطفال من أن يصبحوا الجيل القادم من المدخنين، وتساعد المدخنين البالغين على الإقلاع عن التدخين”.

وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، تمثل القواعد المقترحة خطوة مهمة لتعزيز العدالة الصحية عن طريق الحد بشكل كبير من الفوارق الصحية المتعلقة بالتبغ”.

وقالت إدارة الغذاء والدواء إن القواعد الجديدة مبنية على قانون منع التدخين ومكافحة التبغ في الأسرة، الذي يعد عنصرا حاسما في برنامج إدارة الرئيس جو بايدن لمواجهة السرطان.

ويعد استخدام التبغ سببا رئيسيا للسرطان القاتل، حيث يتسبب التدخين في حوالي 30 بالمئة من جميع وفيات السرطان في الولايات المتحدة، وفقا لإدارة الغذاء والدواء.

وتتمتع السجائر المنكهة برائحة النعناع بشعبية عالية بين المراهقين والشباب والأميركيين.

وقالت إدارة الغذاء والدواء إن حظر سجائر المنتول يمكن أن يمنع ما بين 300 ألف و650 ألف حالة وفاة بسبب التدخين، على مدى 40 عاما.

أضرار سجائر النكهة

تشكل المواد المنكهة في السجائر الإلكترونية كما السجائر ذاتها خطرا على صحة القلب والأوعية الدموية. هذا ما أثبتته دراسة أجراها علماء كلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية.، حسب “ر.ت عربي”.

وجاء في بيان الجامعة، “كشفت النتائج التي حصلنا عليها، أن المواد العطرية المستخدمة في السجائر الإلكترونية التي اختيرت لهذه الدراسة، تؤثر سلبا في الخلايا البطانية ووظائفها”.

وتشكل هذه الخلايا طبقة على الجدار الداخلي للأوعية الدموية، وتساهم في عملية تخثر الدم والتحكم بضغط الدم الشرياني، وتشكل أوعية جديدة إضافة إلى وظائف أخرى.

وأضاف بيان الجامعة، “كما أظهرنا، يمكن لاستخدام السجائر الإلكترونية وحدها زيادة تركيز النيكوتين في بلازما الدم إلى مستوى يماثل السجائر التقليدية. وهذا يؤكد على أن السجائر الإلكترونية قادرة على نقل النيكوتين بفعالية”.

وقد بينت نتائج الاختبارات التي أجريت على ست مواد عطرية، أن أكثرها سمية وخطرا على الصحة هي مزيج له رائحة القرفة والتبغ مع المينثول. أما مزيج نكهة التبغ المحلى مع الكرميل والفانيلا ، أو الفواكه فإن تأثيرها السلبي كان أخف.

وقد استنتج الباحثون، أن المنكهات تسبب موت الخلايا والإجهاد التأكسدي، أي موت الخلايا البطانية ووظائفها المختلفة.

يؤدي التبغ إلى الوفاة والاعتلال والفقر

حسب منظمة الصحة العالمية، يعد وباء التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مرّ التاريخ، فهو يودي كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة في أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرةً ونحو 1,2 مليون من غير المدخّنين يتعرضّون لدخانه دون إرادتهم (التدخين السلبي).

وحسب المنظمة، تُعدّ جميع أشكال التبغ ضارة، ولا يوجد مستوى آمن من التعرض للتبغ. ويظل تدخين السجائر النوع الأكثر شيوعًا لأنواع استخدام التبغ في كافة أنحاء العالم. وتشمل منتجات التبغ الأخرى تبغ النرجيلة، ومختلف منتجات التبغ العديم الدخان والسيجار والسيجاريليو والتبغ الجاهز للف باليد وتبغ الغليون ولفافات البيدي ولفافات الكريتيك.

وحسب المنظمة الدولية، لا يقل الضرر الصحي لتدخين النرجيلة عن سجائر التبغ. غير أن مستخدميه غالبًا لا يدركون المخاطر الصحية المترتبة على استخدام تبغ النرجيلة.

كما أن تعاطي التبغ العديم الدخان سبب قوي للإدمان ومضر بالصحة. إذ إن التبغ العديم الدخان يحتوي على العديد من المواد السامة المسرطنة ويزيد استخدامه من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق والحلق والمريء وجوف الفم (بما يشمل سرطان الفم واللسان والشفاه واللثة) بالإضافة إلى أمراض الأسنان المختلفة الأخرى.

وتضيف منظمة الصحة في بيان على موقعها الرسمي، يعيش ما يزيد على 80% من المدخّنين البالغ عددهم 1,3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يبلغ عبء الاعتلالات والوفيات الناجمة عن التبغ ذروته. ويسهم تعاطي التبغ في الفقر إذ يحرف إنفاق الأسر المعيشية عن احتياجات أساسية مثل الطعام والمأوى إلى التبغ.

وحسب نفس المصدر، فإن الكلفة الاقتصادية لتعاطي التبغ ضخمة، وتشمل تكاليف الرعاية الصحية الباهظة الناجمة عن معالجة الأمراض التي يسبِّبها تعاطي التبغ، فضلاً عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات والمراضة لأسباب تُعزى إلى التبغ.

وفي بعض البلدان، تضيف المنظمة، يتم تشغيل الأطفال المنحدرين من أُسر فقيرة في زراعة التبغ كي يدرّوا الدخل على أُسَرهم.  كما يتعرّض مزارعو التبغ هم أيضا للعديد من المخاطر الصحية بما يشمل الإصابة بـما يُدعى “داء التبغ الأخضر”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *