منتدى العمق

البحث العلمي في العالم العربي بين التحديات والافاق

يعد البحث العلمي أحد الأعمدة التي يستند إليها التعليم الجامعي في مفهومه المعاصر، وتعدّ الجامعة مصدراً مهما من مصادر تكوين الإنسان “فكرياً ومهارياً”، فهي تُعد قلب المجتمع النابض، وهي مسؤولة عن إمداده بما يحتاجه من المتخصصين والقادة في جميع مجالات الحياة، فعلى الجامعة دورٌ مهمٌ في تنمية المعرفة وأنماطها وتطويرها من خلال ما تقوم به من أنشطة البحث العلمي الذي يعد ركناً رئيسياً من أركان الجامعة، ولا يمكن أن تكون هناك جامعة بالمعنى الحقيقي إذا أهملت البحث العلمي؛ فالبحث الأساس لانتشار التكنولوجيا وتنمية المعرفة والفنون الإنتاجية الحديثة وبناء الأجيال الصاعدة من جميع الجوانب العلمية.

ويجب أن تحرص الجامعة في عالمنا العربي والاسلامي على رسالتها في البحث العلمي وتدريب المشتغلين به، مع توفير المناخ للبحث العلمي وما يستلزمه .معدات، وأجهـزة، ومراجع، وغيرها من مصادر علمي.

ويمكن للجامعة أن تعمل على تنمية قُدُرات البحث العلمي في المناطق النامية، وخاصة في مجال إيجاد حلول للمشكلات التي لها .الأولوية من حيث الاهتمام ومن حيث ارتباطها بنواحي التنمية المطلوبة.

ومهما تختلف وظائف الجامعة أو تتعدد أهدافها فإن هناك اتفاقاً في الرأي واسع الانتشار مؤداه أن من أهم ما يجب أن تحققه الجامعة . إن لم يكن أهمها جميعاً العمل على ربط البحث العلمي بالتدريس وبخدمة المجتمع معا.

والواقع أن هناك مشكلات كثيرة تتصل بالبحوث العلمية في الجامعات تعُوق قدرة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس بها على الوفاء بالتزاماتها.

من المهمّ أن تقوم كل جامعة من الجامعات ببناء الهيكل التنظيمي للدراسات العليا بالشكل الذي يتناسب مع ظروفها وأحوالها، كما أنه من المهمّ أن يتوافر في الهيكل التنظيمي للدراسات العليا مقومات التنسيق بين شُعَبِ الدراسات العليا بها وتحقيق التكامل بينها، .وتنشيط البحوث الكبيرة التي على أساس نظام الفريق المتكامل. 

يعتمد نجاح أي تعليم جامعي جيد على مدى ما يتوافر له من عناصر جيدة من أعضاء هيئة التدريس ولا كيان للجامعات بدون الهيئة التدريسية؛ فهي حجر الزاوية بها، وعلى أكتاف الأساتذة يتوقف العمل الجامعي.

وتعاني الجامعات العربية من عدة تحديات نذكر منها “
-انعدام الفعالية وغياب اطر مؤهلة لمواكبات تحديات العصر
-إيفاد عدد كبير من الأساتذة إلى الجامعات خارج البلاد
-الانتدابات الداخلية بين الجامعات 
-قصور الدراسات العليا في الداخل
-العجز في خطة البعثات الخارجية 
-هجرة العلماء إلى الخارج
“نظام التقويم يشجع الطالب على الحفظ لا الفهم”

ومما لا شك فيه أن الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب وما يتصل بذلك من زيادة أعباء التدريس على الأساتذة إلى جانب مسؤولياتهم .الإدارية تستنفد معظم وقت الأساتذة، ولا تمكنهم من إعطاء البحوث حقها.

ومن المعروف أن الدول المتقدمة تقوم بتشجيع البحث العلمي والتطور التقنّي لديها، ويظهر ذلك واضحا في ألمانيا واليابان، وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة، وكل منها تخصص قدرا معقولا من الناتج القومي لتشجيع الأبحاث لتتصدر المنافسات العلمية العالمية .التي تشمل تقنيّة المعلومات، وتقنيّة الجينات، والطاقات الجديدة، ومتابعتها وتطويرها.

والامل يحدونا ان نرى جامعات عربية تعطي للبحث العلمي القيمة التي يستحقها لتكوين اطر تستطيع مواكبة التطورات التقنية .واللحاق بالدول الرائدة في هذا المجال.

ـــــــــــــ

طالب مهندس بالجامعة الدولية بالرباط