سياسة

مزوار قبل بلاغه ضد بنكيران: هناك تقتيل همجي لأبناء سوريا

أعاد بلاغ مزوار ضد بنكيران، النقاش مجددا حول الموقف الرسمي المغربي من الأزمة السورية، والذي يصف ما يجري بأنه دمار وأعمال تقتيل همجية ضد أبناء سوريا، وهو نفس المعنى الذي استعمله بنكيران في تصريحه الإعلامي حين قال: “أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري في جرائم في سورية، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم، وأنا لم أعد أطيق رؤية الأخبار المتصلة بسورية ولا النوم حتى لفظاعة الصور التي أشاهدها، وأفتقد القدرة على وصف ما أشاهده من جرائم”.

مزوار وصف في مؤتمر جنيف 22 الذي انعقد في سويسرا يناير 2014، ما يحدث في سوريا بالقول: “إن الوضع في سوريا لم يعد يحتمل، والمسلسل الدرامي الذي يؤدي ثمنه غاليا الشعب السوري الأعزل لم يعد يطاق، فكلنا مسؤولون اليوم عما يحدث من تقتيل همجي لأبناء وبنات سوريا، و بعد ثلاث سنوات من الدمار لا مجال للحديث اليوم عن مفاوضات لإيجاد حل سياسي لهذه الحرب المدمرة ، إلا بفرض وقف العنف والإرهاب بسوريا”.

وصف مزوار لما يحدث في سوريا على أنه “تقتيل همجي لأبناء وبنات سوريا”، يتضمن إشارة واضحة إلى جرائم النظام السوري وحلفائه الذين تترأسهم روسيا في قتل السوريين في مختلف المدن السورية، وهو ما يتماشى مع قرار المملكة بطرد السفير السوري بالرباط نبيه إسماعيل، واحتضان المغرب لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري، ومطالبة الخارجية المغربية في بلاغ سابق بـ”تحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدة سوريا واستقرارها، ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الكرامة والحرية والتنمية”.

متتبعون تساءلوا كيف يعيب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، على بنكيران انتقاده لجرائم النظامين السوري والروسي، وهو الذي عبر أكثر من مرة في بلاغات وزارته عن موقف المغرب المنتقد لمجازر الأسد ضد شعبه، وهي المجازر التي تشارك فيها روسيا، وهو الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة بشكل أكثر وضوحا حين قال “ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية”.

الجدل الذي أثاره بلاغ مزوار يأتي في وقت تقر فيه روسيا أنها شريكة لنظام الأسد في قصفها للشعب السوري، وهو ما دفع بنكيران في تصريحه الإعلامي الأخير، إلى حث روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سورية لا أن تكون طرفا فيها، متسائلا “لماذا تدمر روسيا سورية بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها”.

وصف بنكيران لروسيا بأنها تدمر سوريا، لاق تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ “شكرا بن كيران” موقع تويتر في المنطقة العربية، بعدما غرد المئات من النشطاء والإعلاميين والمعارضون السوريين تأييدا لما قاله بنكيران.

يُشار إلى أن المغرب قد انتقد بشدة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، ووصف في كلمة للسفير الممثل الدائم للمملكة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف٬ عمر هلال، إنه “لا يمكن للضمير العالمي أن يسمح بتواصل عملية إحصاء الضحايا الأبرياء”، دعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية السكان المدنيين من المجازر التي وصفها بأنها تتنافي مع مبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وقال هلال خلال دورة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان سابقا خصصت لدراسة الوضع في سوري٬ إن “المغرب الذي تلقى بحزن كبير وصدمة عميقة خبر المجزرة المروعة بمنطقة الحولة٬ وكان من أوائل الدول السباقة إلى التنديد القاطع بهذا الهجوم العشوائي وغير المتناسب”، وهي المذبحة التي راح ضحيتها 108 أشخاص نصفهم أطفال ونساء، حيت أعدم جنود النظام عائلات بأكملها بدم بارد داخل منازلهم بقرية الحولة في 12 ماي 2012.