أخبار الساعة، أدب وفنون

“جمعية الديناصور لحماية الموروث” بأكادير تنظم توقيع مؤلف جديد للباحث مبارك فوقص

تنظم جمعية الديناصور لحماية الموروث الطبيعي بأنزا أكادير، يوم 14 ماي 2022 بقاعة المركب الثقافي الحاج لحبيب بأنزا أكادير، بداية من الساعة الرابعة بعد الزوال، حفل توقيع لمؤلف جديد صدر للباحث، مبارك فوقص، المعنون: المغرب ” مستنقع” المحتل: تصفية الاحتلال البرتغالي بحصن سانتاكروز (اكادير) و أحوازه ما بين 1505 – 1541م، نموذجا.

وصدر الكتاب في عن مطبعة دار الامان بالرباط في شهر اكتوبر سنة 2019، من حجم القطع المتوسط ويقع في 175 صفحة.

ويعد الكتاب بمثابة دراسة ميكرو تاريخية لمجال ساحل سوس الاوسط خلال النصف الاول من ق. 16م الذي كان له دور في تجديد كيان الدولة الحديثة بالمغرب.

كما حاول المؤلف من خلاله إبراز الدور الذي عبه المجال في قيام دولة السعديين، والتي تنقلت عاصمتها ما بين قرية أجلجال وسهل انزا ثم تارودانت موازاة مع تنقلات محمد الشيخ السعدي.

وتطلب النبش في هذه الذاكرة من الباحث مدة 6 سنوات قضاها بين البحث المكتبي على الوثائق والمراجع والمصادر من مختلف اللغات، كما اعتمد على التحري الميداني لمقابلة ظاهر النصوص المكتوبة بالواقع الذي كان مسرحا للأحداث.

ووضع الباحث إشكالة لبحثه تساءل من خلالها عن عوامل استعصاء استرجاع حصن سانتاكروز البرتغالي مدة 36 عاما على جحافل جيوش المجاهدين، هذا رغم قلة عدد أفراد الحامية البرتغالية المرابطة فيه؟

وقسم الباحث مؤلفه إلى فصلين كبيرين بغية معالجة إشكالية بحثه، فخصص الفصل الأول لدراسة جغرافية السطح للوقوف عند خطة الحرب الدفاعية التي اعتمدها البرتغاليون ، و الخطة الهجومية التي وظفها القادة السعديون.

من جهة أخرى، حاول الباحث الوقوف عند اهمية الموارد في المجال التي ساعدت على الانتصار علىأعتى قوة استعمارية حينئذ، و بالتالي في قيام وانطلاق دولة السعديين، خاصة والمجال كان خزانا بشريا على خلاف أماكن اخرى من المغرب عانت من ويلاث الجوع والأوبئة، فشكل بذلك استثناء إن على على المستوى الديموغرافي أو على مستوى موارده الاقتصادية و الثقافية أيضا، وكلها أهلت الملك محمد الشيخ إلى توحيد المغرب في ظرف 9 سنوات، بل والانطلاق لضم بلاد السودان الغربي.

أما الفصل الثاني، المخصص لأحداث التاريخ، فتناول الإطار العام لاحتلال البرتغاليين لسواحل المغرب ، وخصوصا سواحل سوس الذي شهدت حراكا تداخلت فيه عناصر متعددة ومتكاملة لتوقع بالمحتل البرتغالي ولتكون أرض المغرب أول ميدان اندحرت فيه مملكة البرتغال.

وسجل الكاتب نماذج لتلك الهزائم سنوات: 1525م، ثم 1529م و 1541م، قبل حدوث الضربة القاضية التي جعلت مملكة البرتغال تختفي من الخريطة الاوربية والعالمية مدة 60 سنة تقريبا، و لتشكل أرض المغرب بذلك “مستنقعا” ، إن لم يكن مقبرة لكل ناقم على البلاد وشعبها سواء في القديم او في الفترة الحديثة من ذلك انتكاسة الاسبان ثم الفرنسيين، وفي الوقت الراهن أعداء الوحدة الترابية بالأقاليم الصحراوية.

ولعل ما يكسب الكتاب قيمة علمية فريدة، فضلا عن تقديمه أحداثا تاريخية لأول مرة و كشفه لهوية المؤلف البرتغالي المجهول بعد 500 سنة من العتمة، فإن الكتاب يقدم إضافة تمثلت في إحصاء 13 موقعا تاريخيا بالمجال المدروس تتطلب الدراسة والعناية والترميم باعتبارها تراثا لا ماديا إنسانيا.

كما أن الكتاب هو بمثابة خارطة طريق لمختلف المتدخلين لتنمية المناطق القروية الخلفية الهامشية لاستغلال موروثها الثقافي بشكل يمكن من وضع أسس تنمية سليمة تستغل مختلف موارد المجال، بشكل يختصر الوقت الوقت و الجهد و يقدم نتائج مرضية تحمي الشباب فوق 15 سنة من الاقصاء و الوقوع في الأسوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *