خارج الحدود

ألمانيا دولة عنصرية .. هذا ما يعتقده 65% من المشاركين في دراسة حديثة

ألمانيا

في كل سنة تكشف استطلاعات الرأي في ألمانيا تفشي ظاهرة العنصرية المؤسساتية والتي تتورط فيها مؤسسات الدولة ليس فقط اتجاه الأجانب بل ضد مواطنيها أيضا.

وبعد استطلاع رأي أجري السنة الماضية وكشف وجود عنصرية مؤسساتية ضد دوي البشرة السوداء، تكشف دراسة جديدة نشرت الخميس أن العنصرية التي تمارسها السلطات الألمانية تعد “مشكلة خطيرة”، خاصة مع استمرار الممارسات العنصرية ضد الضحايا في حياتهم اليومية.

وحسب وكالة الأناضول، اعتمدت الدراسة التي أجراها “DeZIM” في برلين على استطلاع آراء 5000 شخص، قال 65 بالمئة منهم إنهم “يعتقدون أن هناك مشكلة تمييز عنصري من قبل سلطات الدولة في ألمانيا”.

وحسب نفس المصدر، قالت نايكا فوروتان، مديرة المعهد، في مؤتمر صحفي في العاصمة الألمانية برلين: “ينظر كثير من الناس إلى العنصرية الهيكلية والمؤسسية على أنها مشكلة”

ووفقًا للدراسة، لم يُثر هذا القلق “فقط من قبل المهاجرين أو الأقليات، ولكن أيضًا من قبل شرائح مختلفة من المجتمع”.

وأضافت: “تم الإبلاغ عن العديد من حوادث العنصرية في التوظيف والإسكان والتعليم”.

وأوضحت أن العنصرية أصبحت “مشكلة يومية” في ألمانيا، مشددة على أنها “لا تؤثر فقط على الأقليات، بل على المجتمع ككل بشكل مباشر أو غير مباشر”.

ووفقا للدراسة، قال قرابة 45 بالمئة من المشاركين في الدراسة “إنهم تعرضوا لحادثة عنصرية مرة واحدة على الأقل في حياتهم، بينما قال 22٪ من المشاركين إنهم يتعرضون للعنصرية بشكل مباشر”.

ووجدت الدراسة أن 50٪ من المبحوثين يوافقون على عبارة “نعيش في مجتمع عنصري”.

وفي السياق، كشفت الدراسة أن المسلمين واليهود والمنحدرين من أصل أفريقي أو آسيوي ومهاجري أوروبا الشرقية والغجر هم “المجتمعات التي غالبًا ما تعاني من التمييز العنصري في ألمانيا”.

ودعت فوروتان السياسيين إلى اتخاذ موقف “أكثر فعالية” ضد العنصرية ووضع سياسات طويلة الأجل لمعالجة المشكلة.

إحصاءات

تُوضِّح الإحصاءات، حسب الجزيرة نت، أن أعداد الهجمات العنيفة ضد المهاجرين والأقليات العِرقية في ألمانيا تضاعفت من 774 هجوما عام 2014 إلى 1467 هجوما عام 2015، وعلى الرغم من تراجع عدد الهجمات عام 2018 تراجعا محدودا إلى 1200 هجوم، فإن التقديرات تُشير إلى أن هذه الهجمات أصبحت أكثر عنفا وفتكا. فعلى سبيل المثال شهدت ألمانيا في سبتمبر/أيلول 2019 محاكمة ثمانية أشخاص اتُّهِموا بتأسيس خلية نازية جديدة زُعِم تخطيطها لشنِّ هجمات على المهاجرين والسياسيين والصحفيين في دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا.

وفي الشهر نفسه، حسب نفس المصدر، حاول مسلح اقتحام كنيس يهودي في مدينة هاله، وعلى الرغم من فشله في دخول المبنى فإنه قتل رجلين على الأقل أثناء محاولته اقتحامه. وأخيرا جاءت واقعة قيام متطرف ألماني يُدعى “توباياس راتين” بقتل 11 كرديا بالرصاص في مقهى في هاناو، قبل أن يعود لمنزله ويقتل نفسه ووالدته تاركا منشورا عنصريا من 24 صفحة يُعدِّد فيه الأعراق التي ينبغي إبادتُها في ألمانيا من وجهة نظره.

تقارير سنوية

حسب شبكة (dw) الألمانية كشف استطلاع أجري في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن العنصرية متفشية ضد ذوي البشرة السوداء في ألمانيا.

وحسب نفس المصدر، يشعر أناس من ذوي البشرة السوداء بالتمييز ضدهم. وتبدو العنصرية بالنسبة للكثيرين تجربة يومية وفقا لاستطلاع رأي بهذا الخصوص. أما أشكال التمييز فلا تقتصر على التحرش والاتهام بتعاطي المخدرات، بل تتجاوز ذلك إلى أشكال أخرى.

وحسب المصدر ذاته، التحرش الجنسي والضرب والتعرض لمضايقات الشرطة من أبرز مظاهر التمييز ضد أناس من ذوي البشرة السوداء في ألمانيا.

وأكدت شبكة (dw) الألمانية أنه في استطلاع للرأي أنجز لصالح شبكة “أ. إر.دي” الألمانية أن نتائج استطلاع كشفت نتائجه يوم الاثنين 30 يوليوم تموز 2018، اعتبر ستة من أصل كل عشرة ألمان أن عملية اندماج الأجانب الذين استقروا في ألمانيا لمدة طويلة، عملية ناجحة. فيما أقرت أغلبية مماثلة بوجود ظاهرة العنصرية كمشكل كبير.

غير أن الاستطلاع أظهر أيضا أن تقييم الألمان لاندماج المهاجرين الجدد ليس بنفس الايجابية. واعتبر 62% ممن استطلعت آراءهم أن اندماج المهاجرين المستقرين منذ عشرات السنين، جيد أو جيد جدا. ولم تتجاوز هذه النسبة 28% بالنسبة لحديثي الهجرة إلى ألمانيا.

واعتبر ثلثا الألمان (64%) أن العنصرية في ألمانيا مشكل كبير جدا (17%) أو مشكل كبير (47%)، فيما اعتبر 30% أن العنصرية مشكل صغير فيما رأى 5% أنه ليس مشكلا أصلا.

أما لدى الألمان ذوي خلفيات مهاجرة فجاءت النتيجة مشابهة، إذ اعتبر 68% العنصرية مشكلا كبيرا جدا.

وتفيد شبكة (dw) الألمانية أنه رغم دعمها السخي للاجئين انتقدت العفو الدولية في تقريرها لسنة 2016 الحكومة الألمانية بسبب ما أسمته “تراجعا” في اهتمامها بحقوق الانسان في سياستها تجاههم، ورصدت المنظمة تزايدا في جرائم العنصرية ومعاداة الأجانب في ألمانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *