سياسة، مجتمع

خبير يبرز مجهودات المغرب في مكافحة الهجرة السرية ومقاربته الجديدة مع الاتحاد الأوروبي

حقق المغرب حصيلة متميزة في مجال مكافحة الهجرة السرية خلال السنوات الأخيرة، بوأته مكانة متميزة على الصعيد الدولي في هذا المجال، حيث تمكن المغرب من إحباط أزيد من 77 ألف محاولة للهجرة غير المشروعة بين سنة 2021 وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2022.

وواصل المغرب جهوده في محاربة الهجرة غير المشروعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2022، حيث تمكنت السلطات المغربية من إحباط 14746 محاولة للهجرة غير المشروعة، وتفكيك 52 شبكة إجرامية للاتجار وتهريب المهاجرين، مع إغاثة 97 شخصا.

مقاربة جديدة بين المغرب وإسبانيا حول الهجرة

اعتبر عبد الرفيع حمضي، مدير الرصد وحماية حقوق الانسان بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان والخبير في قضايا الهجرة، أن الاجتماع الذي عقده المغرب وإسبانيا بخصوص قضايا الهجرة، الأسبوع الماضي، يأتي في ظل تغير السياق الدولي ومكانة المغرب على الصعيد العالمي.

وأوضح حمضي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المغرب أصبح يمتلك في السنوات الأخيرة سياسة عمومية واضحة بخصوص الهجرة تخضع للتفعيل والتقييم، كما أن المملكة تلعب دورا أساسيا في مجال الهجرة في القارة الإفريقية ولها الفضل في إحداث مرصد وطني للهجرة، كما أنها صاحبة اقتراح تعيين الاتحاد الإفريقي لمبعوث خاص حول الهجرة.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن إسبانيا في نقاشها حول الهجرة فهي تمثل الاتحاد الأوروبي فيما يعتبر المغرب صوتا للقارة الإفريقية، مؤكدا أن النقاش بين الجانبين ليس بين دولة في الجنوب وأخرى في الشمال، لأن المغرب بدوره يعاني من هذه الظاهرة باعتباره ليس فقط بلدا للعبور بل يستقر فيه المهاجرون القادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

كما اعتبر حمضي أن الاجتماع بين المغرب وإسبانيا ليس استئنافا للحوار السابق، بل تم، على حد تعبيره، إغلاق قوس العلاقة السابقة بين المغرب وإسبانيا حول الهجرة وتم فتح صفحة جديدة بهذا الخصوص.

وأكد أن الاجتماع الذي عقده الجانبان المغربي والإسباني يؤكد أنه لا محيد عن التعاون المشترك بين الطرفين سواء لمحاربة ظاهرة الهجرة السرية والعصابات والشبكات الإجرامية، أو لإنجاح وتنظيم الشق المتعلق بالهجرة النظامية.

وثمن المتحدث ذاته ما جاء في مضمون الاجتماع، حيث اعتبر الطرفان على أن المسؤولية مشتركة بين الدولتين لمواجهة الهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أن محاربة المغرب للشبكات الإجرامية هو مظهر وجزء عميق من مظاهر حقوق الإنسان، لأنه يحمي، على حد قوله، بالدرجة الأولى المهاجرين ويوفر الأمن والسلم.

واعتبر الخبير في قضايا الهجرة أن هذه الأرقام سواء المتعلقة بعدد المحاولات التي تم إحباطها أو عدد الشبكات المرتبطة بتهريب المهاجرين التي تم تفكيكها، تؤكد أن الهجرة ظاهرة مركبة ومجال يُستغل من طرف عصابات منظمة على المستوى الدولي، مذكرا بأن الاتجار في البشر وتهريب المهاجرين يأتي في المرتبة الثالثة بعد تجارة بالأسلحة والمخدرات، مشددا على أن التعامل مع ظاهرة الهجرة لا يمكن التعامل معها إلا بمقاربة شمولية وبمسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف.

وذكر بأن أزمة “كوفيد 19” والحجر الصحي وتبعات هذه الأزمة الصحية لم تخفف من عدد المهاجرين، مضيفا أن المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أكد ارتفاع أعداد المهاجرين سنة 2020 لتصل لأزيد من 280 مليون مهاجر على مستوى العالم.

حصيلة متميزة

حسب مصدر ومعطيات من الداخلية لجريدة “العمق”، فقد تمكنت السلطات المغربية خلال سنة 2021 من إحباط 63121 محاولة للهجرة غير المشروعة، كما تم تفكيك 256 شبكة إجرامية للاتجار وتهريب المخدرات.

كما تمت إغاثة 14236 مهاجرا في عرض البحر، مع تنظيم عودة 3500 من الأجانب المتواجدين في وضعية غير قانونية بالمغرب صوب بلدانهم الأصلية، من بينهم 2300 شخصا بشاكة مع المنظمة الدولية للهجرة، كما تمكنت السلطات من إحباط 49 عملية اقتحام من بينها 47 على مستوى مليلية.

وواصل المغرب جهوده في محاربة الهجرة غير المشروعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2022، حيث تمكنت السلطات المغربية من إحباط 14746 محاولة للهجرة غير المشروعة، وتفكيك 52 شبكة إجرامية للاتجار وتهريب المهاجرين، مع إغاثة 97 شخصا.

وعمل المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية على تنظيم عودة 1080 من الأجانب في وضعية غير قانونية بالمغرب صوب بلدانهم الأصلية، من بينهم 600 شخصا بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة، إضافة لإحباط 12 عملية اقتحام على مستوى مليلية.

وتندرج هذه العمليات في إطار الجهود المتواصلة والمستمرة للدرك الملكي والبحرية الملكية ومندوبية الصيد البحري والسلطات المحلية، لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

ويعتبر المغرب، بشهادة جميع شركاءه، نموذجا إقليميا في تدبير قضية الهجرة، حيث يقوم هذا النموذج، على ثلاث ركائز التضامن، المسؤولية والتعاون الدولي، كما ساهمت المملكة خلال العقدين الماضيين في النقاش الدولي حول الهجرة وقدمت مقترحات ملموسة وشاملة في محتواها وعملية في أجرأتها.

اجتماع تنسيقي بين المغرب وإسبانيا لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية

عقد “الفريق الدائم المغربي-الإسباني حول الهجرة” اجتماعا، الأسبوع الماضي، لمناقشة أزمة الهجرة غير النظامية التي تشهدها الحدود بين البلدين.

وتعنى هذه اللجنة بالتنسيق في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، حيث يعتبر هذا الملف محوريا في تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة أن إسبانيا تعتبر المغرب معبراً رئيسياً للمهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا.

وكان كل من المغرب وإسبانيا اتفقا، على هامش زيارة رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز للملك محمد السادس، الشهر الماضي، على إعادة إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة، حيث سيتم القيام بالتنسيق في إطار رئاسة كل منهما لمسلسل الرباط للفترة 2022-2023، بشكل يسلط الضوء على التعاون المثالي في هذا المجال، لصالح مقاربة شاملة ومتوازنة لظاهرة الهجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *