هل غامر “ماسك” بمستقبل “تويتر” بتصريحه: لا مانع لدي من الذهاب لجهنم؟

فاجأ إيلون ماسك متابعي حسابه على تويتر برده على لاعب في فريق الاتفاق السعودي حول الإيمان بالله. ولم يتردد أغنى رجل في العالم مهووس بالخيال العلمي في توظيف مواهبه وقدرته على التلاعب بالأسواق المالية العالمية عبر تغريداته، في مقاربة مصير الناس يوم القيامة من خلال منطق “الأغلبية” ويعلن أنه لا مانع لديه للذهاب إلى جهنم لأن الأغلبية من البشر ستكون هناك أيضا.

وتطرح جرأة ماسك أسئلة حول مدى تأثيرها على مستقبل منصة التويتر بين المتدينين.

وكان اللاعب السعودي الأسبق، محمد المسحل، حسب سي ان ان عربي، قد علق على تغريدة للملياردير إيلون ماسك عن “الموت في ظروف غامضة”، داعيا إياه إلى “الاعتراف بوجود خالق عظيم لهذا العالم”.

وجاء تعليق اللاعب السعودي على تغريدة مثيرة للجدل قال فيها إيلون ماسك، حسب نفس المصدر: “إذا مت في ظروف غامضة فإنه من الجيد معرفتكم جميعا”. وفي تعليق تفاعل معها آلاف المغردين بين مؤيد ومعارض لما قاله ماسك، كتب المسحل: “لن تموت قبل يومك يا إيلون. على أي حال أنت أو كنت شخصية فريدة في هذا العالم. أنا فقط أتساءل عن شيء واحد: كعبقري، ألم تدرك بعد أن هناك خالقا عظيما لهذا العالم؟ إذا فعلت، فتأكد من الاعتراف بذلك قبل خفقان قلبك الأخير. بوركت”.

واعتبر المسحل تعليقه يدخل ضمن الواجب الدعوي على كل مسلم في الدعوة إلى دين الله الحق.

وفاجأ ماسك متابعي حسابه برد يقول فيه: “شكرا لك، لكن لا مانع لدي من الذهاب للجحيم، إذا كانت هذه وجهتي فعلا، لأن الأغلبية الساحقة من البشر ستكون هناك”.

وتوقف السجال من جانب ماسك عند هذا الرد، بعد أن اتضح له أنه سيجني مزيدا الغضب عليه وعلى المنصة التي استحوذ عليها للتو، وهو الذي ألف أن يجني المال من خلال تغريداته في حسابه بتويتر.

وقال أحد المغردين للمسحل، حسب المصدر ذاته، إنه لا يشكك في “نواياه الطيبة” ولكن مثل هذه التعليقات يعتبرها الكثير من الناس “نصيحة غير مرغوب فيها” و”عدمها أفضل من نفعها”، ليرد المسحل قائلا إنه “أمر رباني لكل مسلم”. كما قال المسحل في رد على مغرد آخر إنه “واجبنا كمسلمين الدعوة إلى دين الله الحق”.

هل يغامر ماسك بالتويتر؟

قبل أسابيع فقط تمكن إيلون ماسك من إضافة منصة “تويتر” (Twitter) إلى إمبراطوريته، ويعتبر العالم الإسلامي أحد المناطق التي يستعمل فيها تويتر بشكل أساسي كمنصة للتواصل الاجتماعي، وخاصة في الشرق الأوسط وآسيا ومناطق من شمال إفريقيا، كما يسجل حضوره المتميز أيضا في مناطق من العالم المتدين.

ويثير التفاعل بين ماسك كمالك جديد لتويتر، واللاعب السعودي كداعية، أسئلة حول صدقية مزاعم ماسك المتعلقة بتفوقه في الذكاء. باستحضار التأثير المحتملة لجرأته على مستقبل المنصة بين تراجعها بين المتدينين وبين نجاحها في احتضان الجدل حول المعتقدات الدينية.

وقد نجح إيلون ماسك في الترويج لنفسه بامتلاكه ذكاء حادا، حيث يُشاع عنه أنه يمتلك درجة ذكاء 155، وهو معدل مرتفع نسبيا، لكن هذا الذكاء لم يُوضَع أبدا تحت الاختبار لتأكيده، ويبدو أن جرأته الأخيرة لا تدل على مثل هذا المستوى المرتفع من الذكاء.

وقدّم الملياردير إيلون ماسك جملة من التلميحات حول التغييرات التي من المحتمل أن تطرأ على منصة التواصل الاجتماعي، بعد هيمنته عليها، تهم بشكل خاص حرية التعبير والخوارزميات المفتوحة المصدر.

وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، تطرقت الكاتبة ميلينا ديليكيتش إلى المجالات الرئيسية التي يمكن أن يركّز عليها ماسك، حسب الجزيرة نت، ومنها:

حريّة التعبير ومشرفو المحتوى

أعرب ماسك مرارًا عن قلقه من تمادي المشرفين على المحتوى والتدخل المبالغ فيه على المنصة التي يعدها “ساحة المدينة الفعلية” على الإنترنت.

وقال ماسك إن “حرية التعبير هي حجر الأساس للديمقراطية الفاعلة، وتويتر هو ساحة المدينة الرقمية التي تقع فيها مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية”.

وأضاف “أريد أن أجعل تويتر أفضل من أي وقت مضى من خلال تعزيز المنصة بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، وردع البوتات العشوائية، وتوثيق [حسابات] جميع البشر. وبما أن تويتر يتمتع بإمكانيات هائلة، فإني أتطلع إلى العمل مع الشركة ومجتمع المستخدمين لجعله منفتحًا”.

الخوارزمية

أوضح ماسك خططه لجعل خوارزمية الشركة نموذجًا مفتوح المصدر، حيث سيسمح للمستخدمين برؤية الشفرة التي توضح كيفية ظهور مشاركات معينة في جداولهم الزمنية.

وقد أوضح أن المصدر المفتوح سيكون أفضل من “الترويج لتغريدات بشكل غامض أو غمرها من دون أي نظرة ثاقبة لما قد يحدث بعد ذلك”.

كما أشار ماسك إلى تسييس المنصة في السابق، وذكر مؤخرًا في تغريدة أن “سياسات أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي ستكون جيدة إذا كانت نسبة 10% من أقصى اليسار واليمين غير راضية”.

من يستخدم المنصة وكيف؟

قبل أن يعرض ماسك شراء تويتر أبريل/نيسان الماضي، أعرب عن قلقه بشأن أهمية المنصة. وعندما نشر أحد الحسابات قائمة بأكثر 10 حسابات متابعةً على تويتر، بما في ذلك حساب الرئيس الأسبق باراك أوباما ونجمي البوب جاستن بيبر وكاتي بيري، رد ماسك بالقول “نادرا ما تنشر معظم هذه الحسابات تغريدات، وهي تنشر محتوى قليلا جدا”.

وفي الآونة الأخيرة، وعد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا -في تغريدة- بأنه “سوف يقضي على البوتات العشوائية، أو سيموت وهو يحاول”.

“المسكين ماسك”

وُلد الطفل إيلون ماسك، لوالده إيرول ماسك ووالدته ماي هالدمان، في 24 يونيو/حزيران 1971 في جنوب أفريقيا، وعلى عكس ما يُصوِّره الإعلام ويُصوِّره ماسك نفسه فإن كلتا عائلتَيْ أبويه تنتمي إلى الطبقة المخملية، حسب الجزيرة نت، حيث صرَّح والده يوما: “كان لدينا من المال ما لم يُمكِّنَّا حتى من إغلاق خزانتنا”. كان ماسك الأب يعمل مستشارا هندسيا ومُطوِّرا عقاريا ومالِكا لأحد مناجم الزمرد في جنوب أفريقيا، وكانت عائلته تعيش حياة مليئة باليخوت ورحلات التزلُّج على الجليد والحواسيب باهظة الثمن، في حين أن إيلون نفسه تلقَّى تعليمه في مدارس مرموقة باهظة الثمن وهو ما ينكره الآن كلية.

عندما انفصل والداه، بقي إيلون بصحبة أبيه في جنوب أفريقيا لفترة، لكنه انتقل إلى كندا لاحقا بوالدته بعد إتمامه سن السابعة عشرة للتهرُّب من الالتحاق بالجيش جنوب الأفريقي، وبعدها التحق ماسك بمنحة في جامعة كوينز. يتذمَّر ماسك كثيرا من دَيْن أثقل كاهله في تلك الفترة، لكنَّ الكثيرين لا يعلمون أنه لم يتخرَّج من المنحة، حيث إنه أخلَّ بالشروط ولم يُكملها، لذا كان عليه سداد تكاليف المنحة للجامعة، وعند انتقاله لجامعة بنسلفانيا، تَشارَك “المسكين ماسك” مع أحد زملائه في شراء عشر غرف نوم استخدمها ملهى ليليا غير مرخَّص.