أدب وفنون

بسبب “الطريق إلى الجنة”.. القضاء يغرم المخرج السنوجي 350 مليون سنتيم

قضت محكمة بالرباط بتغريم المخرج المغربي وحيد السنوجي 350 مليون سنتيم بتهمة سرقة سيناريو فيلمه الطويل “الطريق إلى الجنة”.

وعبر وحيد السنوجي في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على “فيسبوك” عن استيائه من الحكم الصادر في حقه، معتبرا أنه “ظالم” ولا يقوم على أي أساس صحيح.

وقال السنوجي في مقطع الفيديو، أنه تفاجأ بعد عرض فيلمه في المهرجان الوطني للسينما بطنجة سنة 2020، برفع شخص لدعوى قضائية ضده يتهمه فيها بسرقة قصة الفيلم التي يدعي أنه وثقها عام 2017.

وأضاف السنوجي، أن قصة فيلمه بعيدة كل البعد عن السيناريو الذي اتهم بسرقته، مستغربا من تقرير الخبير القضائي الذي أدانه في الوقت الذي لم يشاهد فيه فيلمه من أجل المقارنة والحكم عليه.

وأشار المخرج المغربي، إلى أن “الطريق إلى الجنة” يحكي قصة عائلة مغربية تقيم في هولندا تواجه العديد من الصعوبات بعد اتهام أحد أبنائها بالاتجار بالمخدرات، وهو عكس السيناريو الآخر الذي تدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية بالمغرب.

وفي هذا الصدد، قال الناقد والمخرج المغربي عبد الاله الجوهري الذي تدخل في الموضوع بطلب من السنوجي: “فعلا قرأت السيناريو الذي منح لي، لأكتشف بداية أنه مجرد نص مكتوب بشكل بدائي، حيث لا تتوفر فيه أدنى شروط كتابة قصة فبالأحرى سيناريو، لأن للسيناريو كتابة خاصة لها تقنياتها وشروطها الأساسية التي تميزها عن الأدب أو غيرها من الفنون. وبالتالي فالنص الذي اعتبر سيناريو وسندا للحكم وقول أن قصته تتشابه وأحداث الفيلم، مجرد حكي مسترسل غير متناغم، بشخصيات متهلهلة، وأحداث جد سطحية، مع غياب أدنى تناسق في البناء، ”

وأضاف الجوهري في تدوينة على “فيسبوك” أن السيناريو الذي اتهم السنوجي بسرقه : “يحكي قصة شاب اسمه عمر يتورط في عملية ارهابية. وهو نص لا يصلح، في اعتقادي، بأي حال من الأحوال أن يكون أساس فيلم سينمائي، علما أن أحداثه تدور بالرباط وسط الأحياء الشعبية، بينما أحداث الفيلم تحتضنها مدينة أمستردام الهولندية، هذا دون نسيان الإشارة إلى أن النص يفتقد للحدود الدنيا للكتابة من حيث الوفاء لقواعد النحو والإملاء.”

وتابع ذات المتحدث: “بعد قراءة النص، شاهدت الشريط، لأصاب بالصدمة، لأن سيناريو الفيلم وحكايته لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسيناريو المفترض أنه أساس الفيلم، وبالتالي تساءلت: كيف يمكن لخبير أن يقر في تقريره أن الفيلم مأخوذ كليا عن السيناريو الموضوع لدى المحكمة؟. بينما حكاية الفيلم لا علاقة لها بالإرهاب تماما، بل تتمحور حول تمزق عائلة مغربية مقيمة بهولندا، عائلة تجد نفسها تواجه اشكالات عديدة خاصة بعد اعتقال أحد أبنائها بتهمة الاتجار في المخدرات”.

واعتبر الجوهري أن “هناك شيئ غير واضح تماما في حيثيات نطق الحكم، تعود في اعتقادي لعوامل عديدة، أولها: عدم اختصاص المحكمة في مثل هذه القضية، وثانيها: مجانبة الخبير للحقيقة وهو يدبج تقريره الذي بنت على أساسه المحكمة حكمها. ثالثا: ضعف محامي الدفاع في القيام بمهامه من حيث المتابعة اللصيقة لتطورات القضية قبل نطق الحكم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *