أدب وفنون

إيحاءات جنسية وخمر واستهزاء بالملتحين.. هل تاجر “طاليس” بالدين من أجل المال؟

وظف الممثل الكوميدي عبد العالي لمهر الشهير بـ”طاليس” مجموعة من الطابوهات المجتمعية من أجل تأثيت سيناريو فيلمه السينمائي الطويل الأول “الإخوان”، الذي عُرض لأول مرة مساء أمس الإثنين في السينما بحضور وزير الشباب والثقافة والاتصال مهدي بنسعيد وعدد من المشاهير.

إيحاءات جنسية مع الراقصة مايا، مشاهد ترويج للخمر، تطبيع مع المثلية الجنسية، وتوظيف لآيات قرانية في غير محلها بغية السخرية من الشباب الملتحين، هكذا لخص مجموعة من الأشخاص قصة فيلم “الإخوان” الكوميدي الذي تطرق لعدد من القضايا الاجتماعية خلال عرضه بسينما ميغارما بالدار البيضاء .

خلق فيلم “الإخوان” منذ إصدار إعلانه الترويجي قبل عدة أيام جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد بعض روادها السخرية من “الملتزمين” ومحاولة “شيطنتهم والتنقيص منهم”، متهمين “طاليس” بالاتجار بالدين من أجل البوز والمال.

وفي هذا الصدد، قال الناشط المغربي جلال اعويطا، إن فيلم “الإخوان” محاولة لاستيراد نمط درامي له سياقات في دول أخرى مثل مصر وفرضه على المغاربة، معتبرا أن العمل لا يمثل المجتمع المغربي ولا يخدم المملكة بخصوصياتها وتوجهاتها وتحدياتها الحالية بقدر ما يخدم من يُريد ضرب المقدسات المغربية وترابط هذا المجتمع الذي عجز الكثيرون عن تفكيكه.

وأضاف اعويطا في تصريح لجريدة “العمق” أنه شاهد الفيلم الذي اعتمد على “شيطنة” الشباب الملتحي ومحاولة تصويره بطريقة “سيئة” أمام المجتمع، مشيرا إلى أن حملة “الإسلامو فوبيا” كانت عالمية منذ سنوات إلا أنها فشلت ولم يعد يعتبرها الغرب مشكلته الحالية، مستغربا من التطرق لهذا الموضوع في الوقت الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع اعتبار 15 مارس من كل عام يوما لمكافحة “الإسلاموفوبيا” أو “رهاب الإسلام” وهو مصطلح يُعبّر عن حالة “الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام، كقوة سياسية تحديدًا، والتحامل والتمييز ضد المسلمين”.

واعتبر ذات المتحدث، أن نوعية هذه الأفلام تظهر المستوى الضعيف للصناعة الفنية بالمغرب، لأن الفنان المبدع يجب أن يقوم بأعمال عميقة تقوي السينما لا اللجوء إلى مواضيع “حيط قصير” لا تخدم المجتمع من أجل البوز والشهرة، لافتا إلى أن هذا النوع لا يخرج عن النموذج المصري وبخاصة أعمال عادل إمام التي تحاول ربط مظاهر التدين بالإرهاب.

وتابع اعويطا أن من شأن هذه الأفلام أن “تفتح أبواب التشويش التي نحن في غنى عنها وأن توقيت نشره بالتزامن مع الأحداث الإرهابية 16 ماي غير مُوفق، في الوقت الذي تُحاول فيه الدولة المغربية إنهاء هذا الملف وإغلاقه بشكل كلي،بفضل مقاربتها الأمنية والاجتماعية والدينية التي نجحت بشكل كبير في ضرب التطرف والإرهاب بمختلف أنواعه، معتبرا أن المغرب اليوم لا يحتاج لمعارك جانبية تُضعف سيره وتُشوش على أهدافه وتهاجم هويته وتصنع احتقانا مجانيا.

من جهته، أشاد الناقد والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري بالتجربة الجديدة التي خاضها الممثل الكوميدي عبد العالي لمهر وفريقه “إيموراجي” في أول فيلم سينمائي طويل لهم بعنوان “الإخوان”.

وقال الجوهري في تصريح لجريدة “العمق”، إن الهدف الأساسي لفيلم “الإخوان” كان هو الضحك والإضحاك بأي وسيلة كانت، مشيرا إلى أن للعمل مشاهد جيدة وأخرى ضعيفة ولا يمكن الحكم عليه بشكل نهائي.

وأضاف الناقد المغربي، أنه لاحظ أن هناك تصنعا في الكتابة، مرجحا أن سبب ذلك يعود لكاتب السيناريو الممثل في نفس العمل(طاليس)، حيث يعمل الأخير أثناء الكتابة على الظهور بمظهر حسن يمنعه من التفكير في أشياء تحقق التوازن داخل العمل.

وأضاف الجوهري، أن الفيلم الذي يمتد لـ135دقيقة، كان بحاجة إلى وقت أكثر على مستوى الكتابة الإخراجية، حيث لاحظ غياب رؤية فنية تؤطره وتسنده وتقوي عوده، إضافة إلى غياب شبه تام لإدارة الممثل، إذ أن الشباب المشارك في العمل تغلب حضورهم وانتصرت موهبتهم على إمكانية توجيههم وضبط انفعالاتهم.

وأشار عبد الاله الجوهري، إلى أنه ملاحظاته حول العمل لا تلغي أنه قضى طيلة أزيد من ساعتين لحظات مشاهدة جميلة من الضحك على مفارقات الواقع وغرائبه وعجائبه، مع شباب فنان موهوب وطموح، معتبرا أنه صناعه نجحوا في تحقيق معادلة جد صعبة في المغرب من خلال حشدهم لجمهور كبير أمام السينما في إطار العرض ما قبل الأول له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • HAMID
    منذ سنتين

    MAUVAIS AFFAIRE