مجتمع

طاجين “الدود”.. قصة أكلة هزت صورة أشهر شلال في المغرب

على بعد 36 كيلومترًا غرب أزيلال، تنبثق شلالات “أوزود”، مشكلًة منظرًا رائعًا قل نظيره، حيث تنهمر مياه الشلالات من على علو يتجاوز 100 متر لتغيب في غياهب منحدر تلفه الطبيعة برداء أخضر رائع، وفقًا لتوصيف موقع “اكتشف المغرب”.

شلالات أوزود جزء من “إمبراطورية الطبيعة” الخلابة التي يتمتع بها المغرب، وبفضل هذا الجمال الطبيعي أصبحت أوزود الملاذ الأول للآلاف من السياح من داخل المغرب وخارجه  العاشقين خوض المغامرات في الهواء الطلق.

إلا أن الجمال وحده ليس كافيا لاستمرار علاقة الحب والإعجاب التي تجمع الزوار بهذه المنطقة، إذ أثارت مجموعة من الممارسات في المنطقة استياء عدد من الزائرين.

طاجين “الدود” وأشياء أخرى

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، مقطع فيديو مدتة دقيقة و52 ثانية تظهر وجبة غذاء معدة في طاجين مملوءة بالدود بأحد مطاعم شلالات أوزود التابعة لإقليم أزيلال.

مستهلكو الطاجين قاموا بتصوير المشهد وتوجهوا بعد ذلك إلى مقر الدرك الملكي بشلالات أوزود قصد وضع شكاية بصاحب المطعم الذي قالوا إنه لا يحمي المستهلك بمثل هذه الوجبات التي لا تحترم الشروط الصحية.

انتشار المقطع أجبر السلطات على التفاعل معه، إذ قامت بإغلاق المطعم وفتح تحقيق في الموضوع.

متتبعون قالوا إن قضية “طاجين الدود” ما هو إلا شجرة تخفي غابة الفوضى التي تعيش على إيقاعها شلالات أوزود منذ سنوات دون أن تتدخل السلطات بشكل يحمي حق المستهلك في خدمات جيدة واستقبال جيد وبأثمنة معقولة.

جريدة “العمق” عاينت أكثر من مرة حجم الجشع الذي يمارس على السائحين المغاربة وغير المغاربة، فدخولهم “أراضي الشلالات” يعني دفع الأموال إلى حين مغادرتك لها بأمن وسلام.

مؤامرة ضد أوزود ومراكش في قفص الاتهام

رئيس جماعة أوزود قال في تصريح لجريدة “العمق” إن قضية الدود التي تحدث عنها صاحب الفيديو لا يمكن تصديقها بالمرة، متسائلا كيف يمكن للدود أن يعيش وسط “طاجين” تعرض لدرجة حرارة مرتفعة لأزيد من ثلاث ساعات.

ولم يستبعد رئيس الجماعة أن يكون الفيديو مؤامرة و”حرب إعلامية” تسعى لضرب السياحة في الجماعة القروية ايت تكلا، الجماعة الأولى في العالم التي يوجد بها فندق من خمسة نجوم.

وقال المتحدث إن من يقف وراء هذه الحرب هم من ينافس “أوزود” لجلب أكبر عدد من السياح، مشيرا إلى أن أكبر منافس حاليا لمنطقة أوزود هو مدينة مراكش.

وأشار في هذا الصدد إلى أن بعض وكالات الأسفار تنشر مغالطات حول الموقع السياحي، من قبيل أن الموقع لا يتوفر على فنادق وأنه منطقة عبور فقط، وكل ذلك لضرب قطاع السياحة في المنطقة.

ونفى رئيس جماعة أيت تكلا ما يروج حول الأثمنة المرتفعة بأوزود، مؤكدا على أن أثمنة المواد الغذائية بشلالات أوزود هي الأرخص مقارنة مع عدد من الأماكن السياحية في المغرب.

وقال إن موقع أوزود يحظى بأهمية كبيرة من طرف المسؤولين بالإقليم، مضيفا أن الجهات المختصة تقوم عند بداية كل صيف بتنظيم تكوينات للمشتغلين بالموقع حول كيفية استقبال السياح، كما تعمل هذه المصالح على مراقبة الأسعار ومدى توفر المطاعم على الشروط الصحية المعمول بها في القطاع.

وفي موضوع أثمنة مواقف السيارات، أوضح المسؤول ذاته أن القرار الجبائي للجماعة حدد تسعيرة مواقف السيارات في خمسة دراهم نهارا و10 دراهم ليلا.

وقال إن المصالح المختصة أخذت عينة من “الطاجين” لإجراء التحليلات “رغم أننا لا ننتظر نتيجة التحليلات لأن صاحب المطعم ينفي أن يكون محله هو مصدر اللحم الذي ظهر في الفيديو”، وفق تعبير رئيس الجماعة.

استهداف مطعم استقبل الأسرة الملكية 

وفي نفس السياق، قال صاحب المطعم، صلاح العسري، إنه كان يسير المحل وعمره لا يتجاوز 14 سنة وكان يشتغل بطريقة عادية إذ كان في بعض الأيام يبيع أزيد من 100 طاجين، ومحله مشهور لدرجة أن العديد من الممثلين اختاروا مطعم “الأصدقاء” كمكان لتصوير عدد من المشاهد، كما أنه المطعم الوحيد بجهة بني ملال خنيفرة الذي استقبل الأسرة الملكية قبل 10 سنوات.

وقال إن المطعم معروف بخدماته التي يشهد الجميع بجودتها ويقصده السياح من مختلف الجنسيات، ولم يسبق لأي زائر أن سجل مخالفة قبل صاحب الفيديو الذي أراد تدمير “أوزود”، وفق تعبير صلاح العسري.

وقال إن المعني بالشريط الذي أثار ضجة كان قد حل بالمطعم على الساعة 12 زوالا وطلب “طاجينا” لشخصين، وكان في كل مرة يطلب تأجيل تقديم الطبق حتى الساعة الثالثة والنصف وهو الوقت الذي انصرف فيه الزبناء الذين كانوا يملؤون المطعم.

وقال إن هدف المعني بالأمر هو ضرب منطقة أوزود المشهورة بالسياحة والكرم التي تضم أكثر من 40 مطعما تستجيب لمعايير النظافة.

فراغ قانوني والمطاعم لا تخضع للمراقبة

من جانبه أدان رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، ما ظهر في الفيديو الذي لا يحنرم حق المستهلك، وقال إن الفيديو يطرح من جديد إشكالية مراقبة المطاعم والجهات المنوط بها تسليم الرخص لهذه المطاعم.

وقال الخراطي في تصريح لجريدة “العمق”، إنه من غير المقبول أن يتم الترخيص لمطعم لا يتوفر على أدنى شروط حفظ الصحة، مشيرا إلى أنه من ضمن شروط الصحة إلزامية اقتناء اللحوم من المجازر لضمان خضوع اللحوم للمراقبة البيطرية.

واعتبر الخراطي قضية “الطاجين” قنبلة انفجرت في قطاع المراقبة الصحية داخل المطاعم، مشيرا إلى المطاعم في المغرب لا تخضع للمراقبة.

وسجل المتحدث فراغا قانونيا في هذا الموضوع، مشيرا إلى وجود تناقض بين وزارتي الفلاحة ووزارة الداخلية، حيث يتم منح الترخيص الإداري والصحي من طرف الجماعات المحلية، وهو ما يمنع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من التدخل لمراقبة هذه المطاعم.

وأوضح أن المكتب له الحق في عدم مراقبة المحلات التي لم يمنحها الترخيص، وهو ما يجعل ضرورة إعطاء صلاحية منح الترخيص الصحي للمطاعم لمصالح المكتب ليتحمل مسؤوليته في مراقبة ما يتم تقديمة للزبناء.

ودعا الحقوقي ذاته وزارة الداخلية لسحب الترخيص الإداري من المجالس ومنحه للسلطات المحلية بسبب التجاوزات التي تحدث في هذه التراخيص، وفق تعبيره.

طاجين “الدود” يصل البرلمان

“طاجين الدود” دفع النائب البرلماني محمد أوزين إلى مساءلة وزير الداخلية حول الإجراءات والتدبير الاستباقية التي ستتخذها وزارته من أجل تشديد المراقبة على المنتجات المقدمة في المطاعم ومحلات الوجبات السريعة القارة والمتنقلة حماية لصحة وسلامة المستهلك.

وقال البرلماني الحركي في سؤال كتابي إنه “مع اقتراب فصل الصيف تنتعش حركة السياحة الخارجية والداخلية، ومعها يكتر الإقبال على مطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة، وفي إطار حماية المستهلك تطرح بإلحاح مسالة الوقاية والمراقبة تفاديا للإصابة بالتسممات الغذائية”.

وأشار البرلماني ذاته إلى أنه في هذا الإطار انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء 11 ماي الجاري، مقطع فيديو يوثق صدمة زبون من احتواء طبق “الطاجين” الذي طلبه على الديدان، في واحدة من أشهر الأماكن السياحية بالمغرب، مما يعتبر مسا ويشكل ضررا بسمعة السياحة المغربية التي عانت الأمرين خلال السنتين الماضيتين جراء الإغلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنتين

    المفروض فتح تحقيق مدقق ادا ما الأمر فعلا مؤامرة واشد العقاب المجرم ما يثير فعلا الانتباه كيف يظهر الدود في طاجين مستوي على حرارة مرتفعة

  • majd
    منذ سنتين

    il n y a aucun contrôle de qualité dans es restos marocains, .Il Y a des gens qui cuisinent n'importe quoi dans les rues pour offrir à la population des aliments non sain et sont dangereux pour la santé des citoyens. Je pense que les responsables au ministère de l'intérieur son aussi concernés , ils ne font aucun contrôle et laisse les gens manger n’importe quoi. Il y a lieu de nettoyer les rues des villes de ces restos, ou place pour manger des sandwichs non sains et non contrôlés. moi même j'ai été victime d'une intoxication alimentaire d'avoir mangé un jour dans ces endroits insalubres ,dans le passé ,qui a failli prendre mon âme..