مجتمع

وفاة ضحية آخر للكلاب الضالة بمراكش.. وتساؤلات عن مصير 900 مليون لمحاربة الظاهرة

توفي رجل في عقده السادس، بعد أن أسقطته كلاب ضالة من فوق دراجته النارية بشارع 11 يناير، على مقربة من مقر ولاية جهة مراكش آسفي، لينضاف للضحايا الذين لقوا مصرعهم بسبب مهاجمة الكلاب الضالة لهم بالمدينة.

الحادث الذي وقع في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عند مدارة باب الخميس، وفق ما تداولته مصادر محلية، أدى إلى وفاة الستيني فور سقوطه من دراجته النارية، حيث تم نقله مباشرة إلى مستودع الأموات، بعد حضور عناصر أمنية والوقاية المدنية التي سهرت على العملية.

نفس الحادث وقع مع رجل ثلاثيني، بحي الداوديات بنفس المدينة، شهر أبريل المنصرم، حيث سقط من دراجته بعدما هاجمته الكلاب الضالة، أدت لإصابته بجروح خطيرة على مستوى الرأس نقل على إثرها إلى المستعجلات، حيث فارق الحياة.

وفي حي المحاميد، بتراب مقاطعة المنارة بمراكش، تسبب هجوم كلب في وفاة طفل، شهر دجنبر من السنة الماضية، بعد أن كان الطفل هاربا بسبب الخوف من الكلب، قبل أن يسقط أرضا جراء سكتة قلبية.

وقد عرضت الكلاب الضالة بمراكش، العديد من المواطنين بالمدينة لإصابات متفاوتة الخطورة، طالبت على إثرها هيئات مدنية وحقوقية وسياسية، المسؤولين بالتدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة، خاصة وأن خطورتها أضحت منتشرة بكل أحياء المدينة، بما فيها السياحية.

وتعرف العديد من الأحياء والشوارع الكبيرة وسط المدينة، وبالمدينة القديمة أيضا، وفق ما عاينته الجريدة، انتشارا كبيرا للكلاب الضالة، حيث تتسبب في مشاكل على الطرقات، بمهاجمتها أصحاب الدراجات النارية والمارة، كما أن نباحها يقض مضجع الساكنة ويزعجهم طيلة الليل.

رصد ميزانية 900 مليون

وتداول في وقت سابق، أن المجلس الجماعي لمدينة مراكش، برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، قد رصد ميزانية قدرها 900 مليون سنتيم لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، دون أن يكون لذلك أثر في الواقع.

في هذا الصدد، عبر للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بمراكش آسفي،  عن قلقه بسبب انتشار الكلاب الضالة بمراكش، وما ينتج عن ذلك من حوادث أليمة للمواطنين.

وسجل المرصد الحقوقي المذكور، في بلاغ اطلعت جريدة العمق على نسخة منه، غياب سياسة واضحة من مجلس المدينة لمحاربة الكلاب الضالة، مستفسرا  في ذات الوقت عن مصير الميزانية التي تقدر بحوالي 900 مليون سنتيم، المخصصة لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، محملا المجلس الجماعي لمراكش، مسؤولية  ضياع أرواح المواطنين بسبب هذه الحيوانات.

استنجاد بالمركز

لقد وجه النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عن دائرة المنارة – مراكش، عبد الواحد الشافقي، سؤالا كتابيا، لوزير الداخلية، حول الموضوع، مطالبا إياه بالكشف عن مآل الاتفاقية الإطار للقضاء على الكلاب الضالة، خصوصا أمام عجز العديد من الجماعات الترابية عن احتواء الظاهرة.

وقال الشافقي، وهو أيضا، رئيس مقاطعة المنارة، مراكش، في ذات السؤال الذي اطلعت “العمق” على نظيره، إن انتشار الكلاب الضالة يقض مضجع المواطنين والمواطنات، حيث باتت شوارع مختلف المدن تعرف انتشارا كبيرا للكلاب الضالة، في مشهد مخيف.

وأضاف الشفاقي، في سؤاله الكتابي، أن المقلق في الأمر، هو كون الكلاب غير ملقحة ضد عدد من الأمراض، خاصة داء السعار، مما يشكل خطرا كبيرا على صحة الأشخاص، خاصة الأطفال منهم. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *