اقتصاد

بسبب الحرب وكوفيد19 .. معهد دولي يحذر من ركود اقتصادي عالمي حاد

ثلاث مصائب تهدد العالم بركود اقتصادي وشيك، هذه خلاصة التحذير الذي أطلقه معهد التمويل الدولي في تقرير أصدره الجمعة وكشف فيه معطيات مقلقة عن مستقبل الاقتصاد العالمي، مما يهدد بتفاقم الأزمات الاجتماعية وخاصة تفاقم المجاعة عبر العالم.

وحسب فوربس الشرق الأوسط،  حذر معهد التمويل الدولي من اتجاه الاقتصاد العالمي نحو حالة من الركود، مع تراجع نشاطه نتيجة للأزمة الروسية الأوكرانية، وعمليات الإغلاق في الصين للسيطرة على انتشار كوفيد-19، والتشديد السريع في السياسة النقدية الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

تباطؤ النمو

توقع المعهد، في تقرير أصدره الجمعة، نمو الاقتصاد العالمي (بمقياس تعادل القوة الشرائية) بنسبة 2.2% العام الجاري مقابل 6% مسجلة خلال العام الماضي.

كما استشرف نمو الاقتصادات المتقدمة بنسبة 2% مقابل 5.1% العام الماضي، ونمو الاقتصادات الناشئة بنسبة 2.4% مقابل 6.6% العام الماضي.

تبلغ توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري 3.6% فيما تصل في الاقتصادات المتقدمة إلى 3.3% وفي النامية إلى 3.8%.

معنويات المستثمرين

أثرت حالة عدم اليقين ومخاطر الركود على معنويات المستثمرين، حسب فوربس الشرق الأوسط، ما جعل الأسواق أقل تسامحًا مع تشديد السياسة النقدية الذي يُنظر إليه على أنه لم يعد له ما يسوّغه، بحسب تقرير للمعهد أصدره الجمعة.

وأستشهد التقرير برد فعل الأسواق عندما أعلن الاحتياطي الفيدرالي بشكل مفاجئ في ديسمبر/كانون الأول 2018 التوقف عن رفع الفائدة، بعد أن أدت الحرب التجارية المتصاعدة إلى شعور الأسواق بأن رفعها لم يعد مطلوبًا، ما أدى إلى تراجع حاد لمؤشر S&P 500

ودعا المعهد بنكي الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي إلى التوقف مؤقتًا عن رفع الفائدة بدلاً من التراجع عن تدابيرهما، لأن التضخم المرتفع يزيد الكُلفة على مصداقيتهما ومصداقية سياستهما.

أشار المعهد في تقرير سابق إلى أن المتضرر الأكبر من استمرار رفع البنوك المركزية الكبرى للفائدة للحد من الضغوط التضخمية سيكون المقترضين من الأسواق الناشئة الذين لديهم قاعدة أقل تنوعًا من المستثمرين.

اقتربت ديون الأسواق الناشئة من مستوى 100 تريليون دولار، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

وارتفعت ديون العالم بواقع 3.3 تريليون دولار بنهاية الربع الأول من العام الجاري إلى 305 تريليونات دولار، لتسجّل مستوى قياسيًا جديدًا، وتمثّل 348% من الناتج المحلّي الإجمالي العالمي.

أزيد من 46 مليون شخص إضافي سيعاني الجوع الحاد

أكد برنامج الأغذية العالمي (الفاو) أن الأزمة الأكرانية 46 مليون شخص إضافي نحو انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأضاف البرنامج، حسب موقع أخبار الأمم المتحدة، أكثر من 276 مليون شخص يواجه حالياً الجوع الحاد.

وحسب نفس المصدر، قال فولي كاروتشي، مدير المرونة وأنظمة الغذاء في برنامج الأغذية العالمي: “إن الارتفاع الحاد في تكاليف الغذاء والوقود والأسمدة المرتبط بالأزمة في أوكرانيا يزيد من تفاقم الأوضاع الهشة بالفعل في جميع أنحاء العالم. لذا أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية إلى جانب الاستجابة للاحتياجات العاجلة. يجب أن نساعد في إنشاء أنظمة غذائية أكثر مرونة وبناء قدرة المجتمعات المتضررة من تدهور الأراضي على الصمود “.

و دعا برنامج الأغذية العالمي، الخميس، إلى توسع هائل في الحلول التي أثبتت جدواها في إصلاح النظم الغذائية المعطلة والتي تجعل المجتمعات المتضررة من تدهور الأراضي أكثر مقاومة للصدمات.
وحسب نفس المصدر، يقول البرنامج إن التصحر، كنتيجة ومساهم رئيسي في تغير المناخ، يعتبر أحد أخطر التهديدات وأكثرها تجاهلاً فيما يخص الأمن الغذائي والتغذية والنظم الغذائية المستدامة. إلى جانب النزاعات والأزمات الاقتصادية، فإنه يساهم أيضا في التفاقم غير المسبوق لعدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.

وتأتي دعوة برنامج الأغذية العالمي للعمل في الوقت الذي تدخل فيه المفاوضات حول استعادة الأراضي ومقاومة الجفاف في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP15) في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) مرحلتها النهائية

الإجراءات الفورية اللازمة لتحويل الأنظمة الغذائية

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن الإجراءات الفورية اللازمة على نطاق واسع لتحويل الأنظمة الغذائية الحالية تشمل تكثيف إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وتمكين الإنتاج المحلي للاستهلاك المحلي، وخلق فرص العمل والدخل، وربطها بزيادة إنتاج الأغذية المحلية وتعزيز سلاسل التوريد الأكثر مرونة، بما في ذلك المشتريات المحلية لبرامج الحماية الاجتماعية.

كما تشمل الإجراءات توسيع نطاق إنتاج واستخدام الأسمدة العضوية للحد من انخفاض توافر الأسمدة في الأسواق العالمية وزيادة المحاصيل بطريقة مستدامة، والحد من خسائر المحاصيل من خلال زيادة المناولة المحسنة والتخزين بعد الحصاد – مما سيؤدي إلى إحداث تحول وخلق فرص عمل للشباب

ودعا البرنامج أيضا إلى تشجيع استخدام الأطعمة المحلية والأصلية مثل زيت الطعام المستخرج من أشجار الساحل عالية الإنتاجية كبدائل لزيت عباد الشمس، وإعادة إدخال المحاصيل المقاومة للجفاف في النظم الغذائية والأطعمة المحلية.

من المتوقع أن يعزز مؤتمر الأطراف الحلول لاستعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف. وشدد البرنامج على وجوب الاستفادة من الممارسات الجيدة وتوسيع نطاقها، بما في ذلك الجهود التي تبذلها بلدان الساحل.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *