مجتمع

اليوسفي .. سجين سابق يحكي كيف حوله السجن من متطرف إلى “مواطن صالح” (فيديو)

قال المعتقل السابق على خلفية قانون الإرهاب، عبد الله اليوسفي، والذي اعتقل سنة 2014، وقضى 3 سنوات في السجن، إنه منذ أن وطأت قدمه السجن وهو يحس بأنه في إطار الإدماج، مشيرا إلى أنه تمكن من مواصلة دراسته التي انقطع عنها في وقت مبكر.

وأشار اليوسفي، في لقاء تواصلي حول تدبير معتقلي قضايا التطرف والإرهاب نظمته إدارة السجون، الجمعة الماضية، بالسجن المحلي سلا 2، إلى أنه انخرط في التكوين المهني وحصل على دبلوم في الإعلاميات، وشارك في كافة الأنشطة والبرامج التي تنظمها مندوبية السجون وإعادة الإدماج.

ولفت إلى أنه كان له تصور مغلوط وظلامي حول مؤسسات البلاد وكان يظن أن كل هؤلاء الناس ليس لهم علاقة بالدين، مضيفا: “حينما دخلت السجن التقيت بالذين كنا نعتبرهم طغاة”، واستحضر اليوسفي في شهادته، واقعة حدثت له عند دخوله للسجن، حيث قال: “أول بادرة رأيتها في السجن، أن موظفا قال لي اذهب توضأ وصلي وبعد ذلك نتحدث”، مضيفا أن هذه الالتفاتة أثرت في نفسه.

وتحدث اليوسفي عن حصوله على شهادة البكالوريا في السجن، واستفادته من دورات تكوينية نفسية وحقوقية وفكرية وقانونية، وهي دورات صححت له العديد من الأفكار المغلوطة، مشيرا إلى أنه استفاد من محاضرات أكسبته مناعة فكرية وحصنته حتى أصبحت لديه إمكانية أنه لا يمكن أن يقتنع بأي فكر متطرف مهما كانت تأصيلاته وموجاته ومستويات تأثيره.

وشدد على أن السجن لم يكن لسلب الحرية بقدر ما كان فترة للوقوف مع النفس ومحاسبتها ومراجعة الضمير وتأنيبه وتوبيخه وجلد الذات برفق، رافضا في شهادته، كل ما يتم ترويجه من أفكار وتصورات حول أن المؤسسة السجنية فيها نوع من الممارسات.

وأدرف، أنه عندما عرض عليه مدير سجن تيفلت الانضمام إلى برنامج “مصالحة” وافق دون أي تردد، وحتى بعد أن انتهت مدة محكوميته، أصر على استكمال البرنامج، مشيرا إلى أن والدته كانت تتصل به وهو خارج السجن تطلب أن تراه فكان يخبرها بأنه سيكمل مشروعا كان “فرصة العمر” بالنسبة له.

إلى ذلك، أكد اليوسفي على الدور والمجهود الجبار الذي تقوم به المؤسسات الدينية والسجنية وباقي المؤسسات لمواجهة الأفكار المتطرف، مضيفا أن المغرب لديه نموذج يحتذى به في هذه المقاربة والذي أخذ بعدا حقوقيا وإنسانيا ودينيا وفكريا وأمنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *