خارج الحدود

بعد مجزرة تكساس.. بايدن يدعو إلى الوقوف “باسم الله” في وجه لوبي السلاح

واصلت جرائم الهجومات المسلحة على المدارس الأمريكية تسجيل المزيد من الضحايا، وخاصة في صفوف الأطفال بعد الإعلان عن مجزرة دموية جديدة، الثلاثاء، في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، تعتبر الحادث رقم 27 من نوعه، خلفت ما لا يقل عن 21 قتيلا بينهم 18 طفلا على إثر إطلاق النار.

وتعرف الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاع جرائم إطلاق النار، حيث سقط أكثر من 31300 شخص إلى حدود جريمة تكساس الأخيرة، ما بين قتيل وجريح جراء حوادث متعلقة بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة هذا العام، وفقا لقاعدة بيانات تديرها مجموعة الأبحاث غير الربحية المسماة أرشيف العنف المسلح.

الوقوف باسم الله في وجه لوبي السلاح

أعلن البيت الأبيض، حسب الجزيرة نت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر بتنكيس الأعلام على المباني الحكومية في داخل بلاده وخارجها، بما فيها السفارات والقواعد العسكرية والسفن البحرية، حدادا على أرواح الضحايا.

وحسب نفس المصدر، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن إطلاق النار العشوائي في مدرسة روب الابتدائية في بلدة أوفالدي بولاية تكساس بأنه “مجزرة أخرى” في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن جرائم القتل الجماعي نادرا ما تحدث في أي بلد آخر.

ودعا الرئيس الأميركي أيضا إلى الصلاة من أجل الضحايا و”الوقوف في وجه لوبي السلاح”. وأضاف “علينا أن نسأل متى سنقف باسم الله في وجه لوبي السلاح؟ متى سنفعل باسم الله ما نعلم جميعا أنه يجب القيام به من داخلنا؟”، معتبرا أن فكرة أن يتمكن فتى في الـ18 من عمره من الدخول إلى متجر أسلحة وشراء أسلحة هجومية فكرة خاطئة.

وقال بايدن -وقد بدت عليه واضحة أمارات التأثر- “لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد، ينبغي علينا أن نوضح لكلّ مسؤول منتخب في هذا البلد أنّ الوقت حان للتحرّك”.

تفاصيل الحادثة

وفي وقت سابق قبل الإعلان عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 20 قتيلا، أعلن حاكم ولاية تكساس الأميركية مقتل 14 طفلا ومعلم برصاص شاب يبلغ من العمر 18 عاما أطلق النار في مدرسة ابتدائية بمدينة أوفالدي في الولاية، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.

وقال الحاكم غريغ أبوت في مؤتمر صحفي إن المهاجم “أطلق النار وقتل بشكل مروّع وغير مفهوم 14 تلميذا ومدرّساً واحداً”.

وأضاف أن المشتبه به من أبناء المنطقة ويدعى سلفادور راموس (18 عاما) “مات، ويُعتقد أن رجال الشرطة الذين استجابوا للعملية قتلوه”، وأشار إلى أن ضابطي شرطة أصيبا خلال تبادل لإطلاق النار مع المشتبه به لكن إصابتهما ليست خطيرة

ولفت حاكم ولاية تكساس إلى أن مطلق النار اقتحم المدرسة الابتدائية وكان مسلحا بمسدس وربما بندقية.

ووقع إطلاق النار داخل مدرسة روب الابتدائية في بلدة أوفالدي الصغيرة التي تبعد نحو 130 كلم إلى الشرق من سان أنتونيو، بحدود الساعة 12:15 ظهرا بالتوقيت المحلي لولاية تكساس

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي انضمامه لجهود التحقيق في الحادثة، رغم أن مدير شرطة مقاطعة أوفالدي، بيت أريدوندو، صرح في وقت سابق بأن ما تكشف حتى الآن أن المهاجم منفرد ولا دلائل على ارتباطه بمجموعة.

وفي السياق، أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة العشرات بينهم امرأة عجوز (66 عاما) والعديد من الأطفال. كما أشارت إلى أن منفذ إطلاق النار طالب سابق في المدرسة وقتل جدته قبل التوجه لتنفيذ الهجوم

يذكر أن مدرسة روب الابتدائية -التي وقع فيها الهجوم- تضم 535 طالبا، 90% منهم من أصول لاتينية ونحو 81% من أبناء ذوي الدخل المحدود بحسب بيانات الولاية، وكان من المقرر أن يكون يوم الخميس آخر يوم في المدرسة قبيل العطلة الصيفية، لكن إدارة المدرسة ألغت جميع نشاطاتها بعد الحادثة إلى إشعار آخر.

119 حادث إطلاق نار في المدارس

وحسب قناة الحرة، يمثل إطلاق النار في مدرسة ابتدائية في أوفالدي بولاية تكساس، والذي أسفر عن مقتل 18 طفلا و3 بالغين، الحادث رقم 27 في المدارس الأميركية هذا العام لوحده، وفقا لمنظمة متخصصة بتعقب هذه الحوادث.

ويأتي الحادث بعد 10 أيام فقط من إطلاق النار في سوبر ماركت توبس في بوفالو، نيويورك، والذي أودى بحياة 10 أشخاص

ووفقا لمنظمة “Education Week” المعنية بمتابعة أمور التعليم في الولايات المتحدة، حسب نفس المصدر، فقد وقع نحو 119 حادث إطلاق نار في المدارس، منذ بدء المنظمة تتبع هذا النوع من الحوادث.

لكن حادث مدرسة روب في أوفالدي بولاية تكساس، هو الأعنف منذ إطلاق النار في ولاية كونيكتيكت عام 2012، عندما أطلق مسلح النار وقتل 26 شخصا، منهم نحو 20 من طلبة الصف الأول، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بالولاية

وثاني أعنف حادث خلال الأعوام العشرة المنصرمة حصل  في 2018، حيث قتل 17 شخصا في إطلاق نار في مدرسة مارجوري ستونمان الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا

وتتعقب المنظمة عمليات إطلاق النار التي أطلق فيها سلاح ناري وحيث يصاب أي شخص (بخلاف المشتبه به) برصاصة ناجمة عن الحادث

ولا تشمل إحصاءات المنظمة حوادث إطلاق النار التي تحدث في الكليات أو الجامعات.

ووفقا لإحصائية المنظمة، فإنه منذ بداية العام وحتى الآن حدث إطلاق نار أدى إلى إصابات أو وفاة في 27 مدرسة، وقتل 27 شخصا في تلك الحوادث، منهم 24 طالبا بالإضافة إلى 3 موظفين في المدارس، فيما أصيب 40 شخصا

ووفقا للمنظمة، فقد شهد عام 2021، 34 حادثا من هذا القبيل في المؤسسات التعليمية (وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت المنظمة قاعدة بياناتها). وفي عام 2020، كان هناك 10 عمليات إطلاق نار، وسجل كل من عامي 2019 و2018، 24 عملية إطلاق نار.

وبالإضافة إلى حوادث المدارس، تنقل شبكة NPR الإخبارية عن “أرشيف العنف المسلح” وهي منظمة مستقلة لجمع البيانات حدوث 212 عملية إطلاق نار جماعي حتى الآن هذا العام

ويعرف إطلاق النار الجماعي بأنه حادث قتل فيه أربعة أشخاص أو أكثر، من دون احتساب مطلق النار

وأنهت الولايات المتحدة عام 2021 بـ 693 عملية إطلاق نار جماعي، وفقا لأرشيف العنف المسلح، فيما شهد العام السابق 611 حادثا، وشهد عام 2019، 417 حادثا

وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في أحدث بياناتها إن الولايات المتحدة شهدت 19350 جريمة قتل بسلاح ناري في عام 2020، بزيادة تقارب 35 بالمئة مقارنة بعام 2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *