منوعات

الشرقاوي: هناك حاجة لبلورة عقل استراتيجي عربي ومغربي لاحتواء مخلفات الأزمات (فيديو)

تصوير ومونتاج: لحسن الوالي / هولندا

قال الأكاديمي المغربي المتخصص في تسوية النزاعات الدولية في جامعة “جورج ميسون” بالولايات المتحدة الأمريكية، محمد الشرقاوي، إن المنطقة العربية تعيش مرحلة حرجة بسبب المخلفات الاقتصادية لجائحة “كورونا”، والخوف على الأمن الغذائي العربي بسبب مشكل الصادرات الروسية والأوكرانية من القمح.

وأضاف الشرقاوي في تصريح لجريدة “العمق” على هامش محاضرة ألقاها في الجامعة الحرة بـ”أمستردام”، حول “كورونا – أوكرانيا: نزاعان مركّبان بمتحوّرات سياسية وإصلاحات مرتقبة”، أن هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلى بلورة عقل استراتيجي عربي ومغربي يشجع على استشراف التحديات وإيجاد بعض الآليات لاحتوائها والبناء عليها باتجاه حلول عملية وليس التخبط في أزمات مثل “كورونا” وحرب أوكرانيا.

وتحدث الأكاديمي المغربي عن حصيلة تعامل المجتمعات ومنظمة الأمم المتحدة مع جائحة “كورونا”، حيث تبين بحسب الشرقاوي، أنه لم يتحقق الكثير إذا قارنا بين معدلات الأمن الصحي العالمي، لافتا أنه “تبين أننا في نهاية ديسمبر 2020 كنا في نفس الوضع من حيث ضعف جاهزية احتواء “كورونا” أو أي جائحة أخرى مقارنة مع الوضع الذي كنا عليه في ديسمبر 2019″.

وزاد الشرقاوي، أن هذا الوضع يدفع إلى طرح أسئلة كثيرة من قبيل: “هل نستطيع مواصلة العمل بهذه الآلية أم أن هناك سلسلة أوبئة وجائحات في المستقبل على المجتمع الدولي ومنظمة لصحة العالمية أن تجد لها آلية عملية وليست فقط أن تبقى المسألة في إطار إدارة أزمة أو حرب أو معركة أو ما إلى ذلك”.
فيما يخص الحرب في أوكرانيا، قال أستاذ تسوية النزاعات الدولية، إنه “وصلنا إلى مرحلة نحتاج فيها إلى مفاهيم جديدة، عدنا نجتر أو نعيد إنتاج سردية الحرب الباردة وأيضا النظام العالمي الجديد أو ميزان القوى”، مضيفا أن “هذه المفاهيم التقليدية ليست صالحة الآن ونحتاج أن نمسح الطاولة ونبدأ في صياغة مفاهيم تتوافق مع هذه المرحلة”.

في هذا الإطار، أضاف، أن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” زار موسكو واجتمع مع بوتين في الكرملين قبل أسابيع، وأكثر ما قدمه هو مطالبة روسيا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، مضيفا أنه يخشى أن تتحول منظمة الصحة العالمية ومن خلفها الأمم المتحدة إلى مجرد صيدلية كبرى لاحتواء أزمة اللاجئين ووضع بعض الضمادات على هذه الحروب والأزمات، مشددا على أن “فكرة الصيدلية الكبرى أعتقد أنها مسألة تنذر بفشل النظام الدولي في احتواء هذه الأزمات”.

وفي سياق متصل، أبرز الشرقاوي، أننا نعيش اليوم في عصر الفيروسات المنتشرة ومعضلة “كورونا” وأخواتها المتعددة والمتلاحقة، الآن “جدري القرود”، وقبل أشهر “أوميكرون”، مضيفا أن السؤال ليس هو هل فشلنا في مواجهة هذه الفيروسات أم لا؟ بل التحدي هو أننا دخلنا في مرحلة اللايقين، وعصر اللايقين، وهذا ينعكس على مستوى الوعي لدى الفرد والمجتمعات وحتى على أداء الحكومات في الشرق والغرب.

وتحدث عن نتائج دراسة مقارنة حول كيفية تعامل 8 دول في أوروبا وأمريكا وشمال إفريقيا وفي الصين مع الجائحة قام بها في 2020، حيث توصل إلى أنه “لازلنا نواجه تقريبا نفس التحديات، وإن كانت التجربة الألمانية قد تفوقت نسيبا عن باقي التجارب في الدول الأخرى إلا أنه لم نصل بعد إلى نموذج يسهل علينا مواجهة هذه المحن وهذه الأزمات في الصحة العامة”.

ومضى يؤكد أنه “بالرغم من أن لدينا مجلس أمن ومنظومة حفظ السلام وميثاق للأمم المتحدة، إلا أن الحرب الأوكرانية تكشف أننا خارج هذا المنطق، بمعنى انه حتى مجلس الأمن عاجز الآن نظرا للخلاف المستشري بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى باعتبارهما عضوان يتمتعان بالعضوية الدائمة وبممارسة حق الفيتو”.

وأكد أستاذ تسوية النزاعات الدولية على “أننا اليوم أمام مرحلة مفصلية سواء في أزمات مثل معضلة كورونا أو في الأزمات السياسية أو الحروب، نحن في متاهة ومحاضرتي تحاول أن تستشرف اليوم كيف يمكن أن نجتهد في بلورة مفاهيم جديدة وهل هناك ما يمكن أن نسميه نظرية جديدة وهي الذكاء الخاص بالصراعات، وهل وصلنا إلى ذكاء اصطناعي في مجال الأزمات الطبيعية والكوارث وأيضا في مجال هذه الحروب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 أشهر

    H