منتدى العمق

نحو تربية ناجحة لأبنائنا

جميل أن نهتم بتغذية أبنائنا وشراء متطلباتهم، والأجمل من ذلك الحرص على تربيتهم وتعليمهم بشكل جيد ومتقدم، وعلينا أن نحثهم باستمرار على القيام بواجباتهم الدراسية والدينية.

وكلما حررناهم من هواتفهم وحواسيبهم ودعوناهم لترشيد استعمال الأنترنيت فسنسدي لهم جميلا يستمر معهم طول حياتهم إذ لا معنى ألا يراجعوا دروسهم ولا يصلوا و يضيعون الساعات الطوال في الألعاب الإلكترونية، وفي كثرة المحادثات مع أصدقائهم ويسهرون يوميا إلى وقت متأخر من الليل.

كما يستحب التواصل المستمر مع أساتذتهم وتجنيبهم رفقاء السوء، ويجب أن نحرص على إبعادهم عن جميع أنواع الإدمان والإنحراف ولو بالحزم والصرامة معهم بعض المرات لأن جميع الأبناء الذين ينشأون على الدلال ومنحهم كل ما يريدون تكون تربيتهم غير متزنةو يمعنون في إذلال والديهم…

تقوم فلسفة التربية الإسلامية على تنشئة الأبناء وفق الهدي النبوي والسلوك الإسلامي الذي يزرع الثقة في أنفسهم وغرس القيم التربوية والتعليمية،و الأخلاق الإسلامية والإنسانية في قلوبهم منذ الصغر، وتعويدهم على الجد والإجتهاد والإعتماد على الله ثم على أنفسهم…

للأسف شكلت العولمة والعالم الرقمي وثورة الإتصالات عقول أبنائنا وفق نمط جديد معولم يركز على الإستهلاك وكثرة المطالب والكسل وعدم القيام بواجباتهم اتجاهنا كآباء بمبررات واهية. في الوقت الذي رأينا فيه منافسة دراسية شرسة بين تلاميذ الأجيال الماضية نلاحظ حاليا خمول وكسل على جميع المستويات ،وبالكاد يراجع البعض دروسهم،والأغلبية منشغلة بهواتفها ولا تقوم بواجباتها الدينية والدراسية..

للأسف لا طموح كبير لأبنائنا وهمتهم ليست عالية،والفراغ يغتال يوميا عقولهم وهم عاجزون عن تغيير أنفسهم للأفضل كل ذلك يجعلنا نتحرق عليهم،ونستشيط غضبا يوميا على ضياعهم لعدم معرفتهم لمصالحهم،وعدم تفطنهم لمكائد صناع المحتوى في الأنترنيت الذين هدفهم صرف التلاميذ والشباب عن جادة الصواب وأن يتخذوا التافهين والنكرات قدوات لهم بدل المجتهدين والجادين والمبدعين، وكل الناجحين في الحياة الذين أكملوا دراستهم إلى النهاية.

وبتتبعي لبيداغوجية التعليم ومناهج التدريس في مؤسساتنا التعليمية بمدينة خريبكة لاحظت أن ما تتعلمه الشريحة الواسعة من الطلبة والتلاميذ ذكورا وإناثا في أقسامهم الدراسية غير متعدي الى أسرهم والمجتمع، وما يدرسونه لا ينعكس على الواقع للأسف.

ولانقاذ أبنائنا من براثن الجهل والتخلف والإنحراف، ورفقاء السوء والهدر المدرسي علينا أن نبعدهم أكثر عن هواتفهم وأن نحبب لهم القراءةونكتشف مواهبهم،وأن نوجههم بشكل جيد وأن ندعوهم ليقووا صلتهم بالله،و يجتهدوا في دراستهم أكثر.

* مومني عزيز، طالب مجاز في الجغرافية البشرية وموظف من خريبكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *