سياسة

بنسعيد يتهم فرنسا بـ”التماطل” و”التسويف” في تسليم المغرب كم هائل من الأرشيف

اتهم وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، دولة فرنسا بـ”التماطل والتسويف” في تسليم المغرب كما من الوثائق والأرشيف الخاص به، بما فيه الوثائق التي تمت رقمنتها، كما كشف أن جزءا كبيرا من أرشيف المغرب مازال بحوزة كل من فرنسا وإسبانيا.

وشدد على أنه بالرغم من الجهود التي بذلتها مؤسسة أرشيف المغرب لاسترجاع الوثائق والأرشيفات التي تهم المغرب، فإن كل ما تم استرجاعه “مجرد غيض من فيض”، وذلك “نظرا للكم الهائل من الأرشيفات المحفوظة في الخارج والتي تهم المغرب، ولعل فرنسا وإسبانيا تحتلان الصدارة في ذلك”، يقول الوزير في جواب على سؤال كتابي للمستشار البرلماني عن فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عبد اللطيف مستقيم.

وتابع بنسعيد “علما أنه فيما يتعلق بفرنسا فهي تسلك سياسة التماطل والتسويف حتى فيما يخص تسليم أرشيفات تم رقمنتها منذ سنوات بطلب من مؤسسة أرشيف المغرب”.

وأشار إلى ضرورة “تضافر جهود كافة المعنيين، وعلى رأسهم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من أجل طرح مسألة استرداد الأرشيف المتعلق بالمغرب (أو على الأقل نسخ منه)، خاصة مع الطرفين الفرنسي والإسباني خلال المحادثات الدورية الرفيعة المستوى، مما سيدعم المبادرات التي تقوم مؤسسة أرشيف المغرب لاسترجاع ما يمكن استرجاعه من الأرشيفات التي تهم بلادنا، والتي تم ترحيل الكثير منها بعد حصول المغرب على استقلاله”.

وأبرز الوزير أن جهود مؤسسة أرشيف المغرب مكنت من استرجاع كم مهم من الوثائق والأرشيفات التي تهم المغرب، خصوصا من لدن الخواص الذين سبق لهم الإقامة في المغرب.

ويذكر أن قضية الأرشيف المغربي الذي مازالت ترفض فرنسا تسليمه للمغرب يشكل أحد نقاط الخلاف مع فرنسا، وتصدرت بخصوصه توصيات عدة خصوصا للمؤسسات الدستورية، آخرها المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي سلط الضوء في يناير الماضي على ضرورة استرجاع أرشيف المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي من فرنسا.

وقال المجلس الوطني في بيان له، إن “رئيسة المجلس آمنة بوعياش وجهت عن طريق السلك الدبلوماسي مذكرة كتابية للأرشيف الدبلوماسي الفرنسي التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية تحث من خلالها على أهمية استرجاع المغرب لأرشيف المرحوم محمد بن عبد الكريم الخطابي”.

وأضاف أن “استرجاع أرشيف الخطابي يدخل في إطار جهود الحفاظ على الأرشيف الوطني والذاكرة المغربية الجماعية”، موضحا بأن مراسلة بوعياش “جاءت دعما لطلب في الموضوع سبق أن وجهته مؤسسة أرشيف المغرب، للأرشيف الدبلوماسي من أجل استرجاع الوثائق الأصلية للمرحوم عبد الكريم الخطابي التي توجد بحوزتها، بعد أن استحوذت الجيوش الفرنسية عليها سنة 1926”.

وتابع بيان المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن “الأرشيف الوطني، علاوة على قيمته الرمزية، له أهمية بالغة في توطيد دولة الحق والقانون وفي قراءة الأحداث التاريخية، خاصة ما يتعلق منها بتاريخنا الراهن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *