أخبار الساعة، مجتمع

لقاء يناقش “تهيئة” خنيفرة ويستعرض التوجهات الكبرى للنهوض بالمدينة

احتضن مقر عمالة إقليم خنيفرة، الثلاثاء، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال اجتماعا للجنة المركزية الخاصة بدراسة تعرضات العموم وملاحظات واقتراحات المجالس بخصوص تصميم تهيئة مدينة خنيفرة والمناطق المجاورة لها.

وفي كلمة توجيهية له بالمناسبة، أوضح عامل إقليم خنيفرة، محمد فطاح، أن الهدف الأساسي من هذا الاجتماع المسطري، إضافة إلى دراسة اقتراحات و تظلمات المجالس و العموم، هو محاولة لإيجاد توازن ما بين الانتظارات والطلبات المشروعة للمواطنين و لممثليهم ولباقي الفاعلين المحليين، و ما بين ما تتطلبه ضرورات المرحلة من حلول للإشكاليات الحضرية الكبرى للمدينة عاصمة الإقليم.

وأضاف المسؤول الإقليمي ذاته أن التفكير في “إعادة توجيه “تصميم التهيئة لخنيفرة أمْلَتْهُ عدة اعتبارات مرتبطة أساساً ببُروز تحديات جديدة تحتم ضرورة ملائمة هذا المخطط مع المعطيات الميدانية الحالية، وخصوصاً محاولة معالجة الإشكاليات الكبرى التي أصبح يطرحها المجال.

واستعرض المتحدث مجموعة من التوجهات الكبرى والاقتراحات التي من شأنها أن تجعل من مدينة خنيفرة فضاء منسجما ومتناسقا، يضمن شروط العيش الكريم في إطار تنمية حضرية مستدامة، تتيح أمل مستقبلٍ أفضل.

وهمت هذه التوجهات تأهيل المدينة القديمة والحفاظ على موروثها المعماري والثقافي وجعلها القلب النابض للمدينة ككل، وتحويل “نهر أم الربيع” إلى واجهة حقيقية للمدينة بتأهيله، وجعله عمودا فقريا للتهيئة الحضرية بالمدينة، ورافدا رئيسيا للأنشطة الترفيهية والسياحية بالإضافة الى خلق أقطاب حضرية متعددة ومتجانسة، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة على حدة (ديور الشيوخ-المستشفى القديم – أم الربيع -القطب الجامعي …).

كما تمحورت أيضا حول ضرورة تهيئة المنطقة الشمالية للمدينة لاستيعاب التطور المستقبلي في احترام عام لمبدأ التدرج، وتخصيص فضاء الكورس لمشاريع ذات نفع عام مع جعله متنفسا للأحياء المجاورة، وحُضنًا لمشاريع ملائمة ذات أبعاد روحية ورياضية مع الحفاظ على رمزية تسمية «الكورس».

ومن جهته، أكد مدير الوكالة الحضرية، مراد عامل، على ضرورة احترام التناسق المعماري على مستوى مداخل المدينة (شمالا وجنوبا وفي اتجاه المدار السياحي)، وتخصيص مناطق ملائمة لاستقبال الفنادق والسكن السياحي في تكامل مع المبادرات الرامية إلى تشجيع السياحة الإيكولوجية بالإقليم.

كما رحب بفكرة إدراج مشروع خلق حزام أخضر بمحيط المدينة في هذا المخطط، كانت قد اقترحته في وقت سابق مصالح العمالة؛ ستتكلف بإنجاز دراسته المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر؛ وهو ما سيمكن من إضفاء جمالية أكثر على المدينة وحمايتها من خطر الفيضانات، وفق تعبير المتحدث.

فيما ركزت مجمل مداخلات الحاضرين على إشكالية الأحياء العشوائية المحيطة بالمدينة وسبل معالجتها وكيفية تنظيم الفضاء الحضري للمدينة حول مساحات خضراء، وساحاتٍ عموميةٍ متعددة ومتنوعة ومتناسقة للحد من الآثار السلبية لتشتت الأحياء والسكن، بالإضافة الى إمكانية تأهيل الفضاءات المناسبة لاستقبال الصناعات التقليدية العريقة بالمدينة، وبعض الحرف العتيقة “كرحبة الزرع” و “سوق الزربية” وغيرها…

وبعد نقاش مستفيض عرضت خلاله اللجنة مجموعة من تعرضات المواطنين وملاحظات و اقتراحات المجالس المنتخبة (لخنيفرة وموحى اوحمو الزياني و البرج)، تمت المصادقة بالإجماع على مقترحات هذه اللجنة التحضيرية للجنة المركزية مع الاخذ بعين الاعتبار التوصيات المعتمدة و التي ستدرج في ضابطة التهيئة للتصميم؛ كما سيتم موافاة الوزارة الوصية بمشروع التصميم المعتمد من أجل دراسته من طرف الأمانة العامة للحكومة في افق إصداره في الجريدة الرسمية.

وقد حضر هذا اللقاء كل من عامل إقليم خنيفرة ومدير وأطر الوكالة الحضرية لخنيفرة ورؤساء الجماعات الترابية لخنيفرة وموحى اوحمو الزياني و البرج، بالإضافة الى المفتش الجهوي والمدير الإقليمي للسكنى والتعمير ورؤساء المصالح الخارجية المعنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *