سياسة

“الجماعة”: احتكار القصر للديبلوماسية أفشل الدفاع عن الصحراء

اعتبرت جماعة العدل والإحسان في تقريرها السياسي لسنة 2016، أن الديبلوماسية المغربية راكمت “أصنافا للفشل” في تدبير القضايا الاستراتيجية للوطن وفي مقدمتها قضية الصحراء، وذلك بسبب ما اعتبرته “احتكار” المؤسسة الملكية لمجال تدبير العلاقات الخارجية.

وأورد التقرير الذي اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، أنه “من المسلمات التي لا يماري فيها عارف بأحوال المغرب أن مجال تدبير العلاقات الخارجية للبلد مجال محتكر بالكامل من قبل المؤسسة الملكية ولا يسمح للفاعلين السياسيين من خارج هذه المؤسسة بلعب دور مستقل أو التدخل في هذا الشأن دون إذن أو تعليمات من الفاعل الحقيقي”.

وتابع التقرير “وهذا تقليد ترسخ في الممارسة السياسية المغربية وصار من الأعراف الثابتة التي لا يسمح لأي كان بتغييرها أو المطالبة بتعديلها. وقد أفرز هذا الاحتكار الملكي لمجال العلاقات الخارجية والديبلوماسية غياب استراتيجية واضحة للتعاطي مع مختلف القضايا المرتبطة بالعالم مما جعل الديبلوماسية المغربية غارقة في الارتباك والارتجال نتج عنها مراكمة الكثير من أصناف الفشل في تدبير القضايا الاستراتيجية للوطن وفي مقدمتها قضية الصحراء”.

وشدد التقرير في الفصل المعنون بـ “المجال الديبلوماسي.. احتكار ملكي وأداء مؤسسي هزيل وتراكم الإخفاق”، على أن الدولة عملت على “تهميش” الأدوار الطلائعية التي يمكن أن تقوم بها المؤسسات الأخرى في الدولة والمجتمع لخدمة مصالح البلد”، موضحة “حيث تحولت تلك الهيئات إلى تابع منفذ للتعليمات الفوقية دون امتلاك القدرة على التحرر منها وإن بدت للجميع، في معظمها اختيارات خاطئة، ولم تكن سنة 2016 استثناء في الباب إذ استمر فيها النهج التدبيري نفسه بالأخطاء والنتائج نفسها”.

واعتبرت الجماعة في تقريرها أن قضية الصحراء سجلت خلال السنة المشرفة على الانتهاء “انعطافة خطيرة”، أثارت زوبعة كبيرة داخل المغرب وخارجه، وأوضحت أن الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء والتصريحات التي أدلى بها خلالها، واعتبرت مستفزة للمغرب، كشفت “مدى هشاشة الديبلوماسية المغربية”.

وأردفت “فضلا عن البطء في التعامل مع الحدث تم اللجوء من قبل النظام المغربي لأسلوب التهريج والتهييج للرد على تلك الزيارة والتصريحات حيث تم تجييش المغاربة للخروج في مظاهرات ضد الأمين العام للأمم المتحدة وإثارة حملة دعاية مضادة له مما انعكس سلبا ضد المغرب وحشره في عزلة قاتلة”.

علق التقرير “وهذا ما ينبئ عن عجز النظام المغربي وعدم قدرته على التعاطي الاستراتيجي مع مثل تلك المواقف المستفزة واحتوائها والتركيز على التعبئة الداخلية والخارجية الفعالة لتهميشها والحد من عواقبها وامتداداتها”.