الأسرة

الطاهري: آخر ما يستحضره المعنف هو نفسية أطفاله

فاطمة الزهراء الجبراني -متدربة

قال الأخصائي في علم النفس فيصل الطاهري، إن المعنف لا يستحضر تبعات سلوكه وآخر ما يستحضره هو نفسية أطفاله، “ومشكلتنا في المغرب أن كثيرا من الآباء يعتبرون أن دورهم ينحصر في توفير المأكل والمشرب والتعليم وإذا حدثته عن المرض سيتجه تفكيره مباشرة إلى ما هو عضوي، لكن عندما تتكلم عن الجانب النفسي لا يعطيه أهمية، لكنه يستشعره أكثر في مرحلة المراهقة عندما يكون هناك صراع مع الابن أو عندما تظهر على المراهق إشارات نحو الجموح أو الإدمان، ولو تم توفير الجو الملائم للطفل لم يكن ليصل إلى هذا المستوى.

نحن دائما نقول يضيف الطاهري، إنه في العلاقة الزوجية يستحيل أن لا يكون نقاش أو خلاف بين الزوجين، نحن نقول إن هذه الحخافات لا ينبغي أن تعالج بحضور الأطفال، بل أن تكون مسألة بين الزوجين يعالجونها خارج البيت أو في غرفة مغلقة”.

وأكد الطاهري، في حوار مع أسبوعية “التجديد”، أن “سوء الاختيار في بعض الحالات يضر بمستقبل الأسرة، كما أن عدم القدرة على تدبير الاختلافات التي تكون بين الزوجين تؤثر على علاقتهما بشكل كبير، وما ينبغي أن يعيه الأزواج هو أن الاختلاف في الطباع وفي الأفكار مسألة طبيعية لأن كل واحد منهما شخصيته المستقلة والبيئة التي نشأ فيها، يبقى عليهما لتجنب الصراعات والخلافات أن يتعلما كيف يتقبلان بعضهما وكيف يدبران تلك الاختلافات حتى يؤسسا لعلاقة طبيعية، لأنه عندما لا يحسنان تدبير هذه الاختلافات والتعامل معها فإن الأمور ستتطور وتزداد سوءا خاصة مع تدخل أطراف أخرى ليصل الأمر إلى غياب الاحترام والتقدير في العلاقة وإلى عنف لفظي وأحيانا جسدي”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن تعنيف الرجل للمرأة أو العكس “يعبر عن ضعف في الشخصية، فعندما يصل الإنسان إلى هذا المستوى فإنه يكون قد فقد القدرة على التواصل اللفظي وعلى الحوار، فليجأ إلى استعمال القوة للضغط على الطرف الآخر وفرض رأيه عليه وقد يصل هذا العنف الجسدي إلى الجرح وأحيانا إلى القتل، بطبيعة الحال تتدخل في هذه الحالة عناصر أخرى من بينها الجانب المرضي، فبعض الأشخاص وبسبب وضعهم المرضي لا يصلحون للزواج بتاتا، والمسألة هنا ليست تنقيصية بقدر ما هي وقاية، لأن قدراتهم العقلية أو النفسية لا تؤهلهم لتحمل المسؤولية في الزواج وإذا كان أحد الطرفين لا يستطيع تحمل المسؤولية فبطبيعة الحال لن ينجح الزواج”.