مجتمع

لغروس يحذر من “تمييع” الصحافة في زمن التواصل الاجتماعي ويبرز تحديات الإعلام (فيديو)

حذر مدير موقع “العمق”، محمد لغروس، من “تمييع” مهنة الصحافة في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز مجموعة من التحديات التي تواجه الإعلام في سيق حديثه عن التحولات التي عرفها المجال من التقليدي نحو الرقمي.

وأشار لغروس، خلال ندوة للشبيبة الاتحاية حول “الشبيبة الاتحادية ورهان الرقمنة، إلى المساحة الكبيرة التي احتلتها مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الناس، حيث تحولت في أحيان كثيرة إلى مصادر للأخبار وبرز الحديث عن “الصحافي المواطن”.

وفي هذا الصدد انتقد المتحدث “استسهال الصحافة واختزالها في نقل الأخبار فقط”، متسائلا: هل يمكن الحديث عن الطبيب المواطن مثلا؟ مضيفا “إذا سمحنا لشخص لا يمتهن الطب بإجراء عملية جراحية على القلب لشخص ما فإن ما يرتكبه من فظاعات شبيه ما يرتكبه البعض في حق الصحافة اليوم”، محذرا من “تمييع” مهنة الصحافة.

وأشار مدير “العمق” إلى استعانة وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما يسمى بالمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف ببرنامج فرصة، واصفا ذلك بـ”الخطوة الغريبة”.

“ورغم أن الاستعانة بالمؤثرين فيها ذكاء بالنظر لعدد المتابعين لهؤلاء، لكن الوزارة ليست تاجرا يروج لسلعة”، يضيف لغروس منتقدا توجه الوزارة للقطاع غير المهيكل ودعمه مقابل تجاهل القطاع المهيكل (الصحافة)”.

وتابع المتحدث أنه رغم القوانين والتشريعات العديدة في مجال الصحافة والمؤسسات والإطارات المختلفة، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود أزيد من 700 موقع الكتروني إخباري خارج القانون.

وفي سياق متصل تحدث لغروس عن التحولات والتحديات التي يعيشها قطاع الإعلام في سياق الانتقال من التقليدي الورقي نحو الرقمي، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه لا توجد وسيلة إعلامية ألغت سابقتها، حيث لم يستطع التلفاز إلغاء المذياع.

وأضاف أن خطاب النهايات يرى بأن الورقي سينتهي في الظل الرقمي، والتلفاز سيلغي المذياع، كما تنبأ بنهاية الشاشات الكبيرة وكذلك نهاية المتلقي والعالم، لكن “تبين أن خطاب النهايات مجرد تنجيم، ولم تلغ أي وسيلة سابقاتها”.

واشترط لغروس استمرار الوسائل الإعلامية التقليدية وصمودها في ظل الثورة الرقمية تطورها ومواكبتها للمستجدات، بحيث إن “كل من لا يتجدد يتبدد وكل من لا يتطور يتدهور”.

في هذا السياق أوضح أن الجرائد الورقية لا يمكن أن تنافس المواقع الإلكتونية في السرعة في نقل الأخبار، بحيث يجب أن تتجه للاشتغال على أجناس أخلاى مثل التحقيق، وتطور نفسها، وهو ما يضمن لها القدرة على الصمود.

وأوضح أنو مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت هزة كبيرة، مستفيدة من الثورة التكنولوجية والتقنية، بحيث شكلت امتدادا لحواس الإنسان، مذكرا ببعض الإحصائيات والأرقام التي تبين الإقبال الكبير على هذه المنصات.

ونبه إلى عدم إغفال الدافع الاقتصادي والخلفية التجارية في ظهور وإبراز مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث إن عدة شركات استثمرت مبالغ مهمة للترويج لمنتوجاتها في هذه المواقع، وهو ما تسبب في تراجع الإشهار في التلفزيون لصالح هذه المنصات.

وخلص إلى أن المحتوى على الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يتميز بعدد من العناصر أبرزها التفاعلية، حيث بامكان المتلقي التفاعل بحرية، كما تتميز أيضا بـ”سلطة المباشر”، إذ تقلصت المسافة بين حدوث الخبر وإنتاجه وبثه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *