مجتمع

يحياوي: أحداث الناظور تفرض على الاتحاد الأوروبي أن يتجاوز مقاربته الأمنية “الانتهازية”

قال أستاذ الجغرافيا السياسية، مصطفى يحياوي، في تعليقه على أحداث الجمعة الماضي التي وقعت في النقطة الحدودية بين الناظور ومليلية المحتلة، (قال) إنه بالنظر إلى ما آلت إليه هذه الأحداث، فإنه يصعب على المغرب أن يتحمل وحده تدبير أزمات محاولات هجرة أفارقة جنوب الصحراء إلى أوروبا.

وقال يحياوي في تغريدة له على حسابه بتويتر إنه على الاتحاد الأوروبي أن يتجاوز مقاربته الأمنية ‘الانتهازية’ القائمة على دفع دول الجوار إلى مواجهة استباقية لتلك الأزمات، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق، كلفت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان وفدا من المجلس بمهمة استطلاعية بمدينة الناظور ونواحيها، على إثر “الأحداث المأساوية والعنيفة” التي ترتبت عن محاولات عبور مئات المهاجرين لبوابة العبور بين مدينتي الناظور ومليلية، وما نتج عنها من وفاة 23 شخصا وإصابة 76 من العابرين وجرح 140 عنصرا من عناصر القوات المغربية، حسب آخر المعطيات المتوفرة.

وأورد المجلس الوطني لحقوق الإنسان في بلاغ توصلت به جريدة “العمق”، أنه تابع “عبر لجنته الجهوية بالشرق وأعضائها بنواحي الناضور، المعلومات المتقاطعة بخصوص العدد الهائل للأفراد الذين حاولوا العبور في نفس الوقت وحدة العنف وحجم الخسائر في الأرواح”.

وأضاف المجلس، أنه عاين مجموعة من الصور والفيديوهات المنتشرة. “وبهذا الخصوص سجل المجلس، مرة أخرى، نشر صور وفيديوهات لا علاقة لها بمحاولة عبور المهاجرين، تتضمن تضليلا ومعطيات غير حقيقية بشأن العبور الجماعي المكثف وما نتج عنه”.

وتضم اللجنة الاستطلاعية حسب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كل من “محمد لعمارتي، منسق اللجنة، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق؛ محمد شارف، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة؛ عبد الرفيع حمضي، مدير الرصد وحماية حقوق الإنسان بالمجلس؛ الدكتور العادل السحيمي، طبيب، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق؛ مليكة الداودي، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق”. 

وارتفعت حصيلة الوفيات في محيط السياج الحدودي لمليلية المحتلة بالناظور، مساء أمس السبت 25 يونيو الجاري، إلى 23 وفاة في صفوف المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وحسب مصادر محلية، تم تسجيل 5 وفيات في صفوف المهاجرين غير النظاميين بمحيط السياج الحدودي الفاصل بين مدينتي الناظور ومليلية، وذلك نتيجة مضاعفات تعرضوا لها إثر عمليات التدافع، فيما يبقى حاليا رهن المراقبة الطبية شخص واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين.

وفي وقت سابق، أفادت السلطات بالناظور بأن هذه الأحداث اندلعت إثر محاولة اقتحام جماعي نفذها مهاجرون ينحدرون من دول افريقية مختلفة من جنوب الصحراء، لتنتج إصابات متفاوتة الخطورة، بلغ عددها أزيد من 140 شخصا في أفراد القوات العمومية وحوالي 80 شخصا من المقتحمين.

مصادر إعلامية إسبانية، قالت إن نحو 2000 مهاجر من دول جنوب الصحراء حاولوا التسلل نحو مدينة مليلية المحتلة، صباح الجمعة، عبر المعبر الحدودي بين المدينة والناظور، مشيرة إلى أن حوالي 130 شخصا منهم نجحوا في عبور السياج.

وبحسب ما أوردته وكالة “فرانس بريس”، فقد رصدت الشرطة الإسبانية في حوالى الساعة 6:40 صباحًا أزيد من 2000 مهاجر يقتربون من الحدود، نجح من بينهم 130 شخصًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في الدخول إلى مليلية، وفق متحدث باسم شرطة المنطقة.

وقالت المصادر الإعلامية الإسبانية، إن الدخول الكثيف أسفر عن إصابة 49 من عناصر الحرس المدني الإسباني بجروح طفيفة، و57 مهاجرا، تم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى بالمدينة المحتلة.

وأوضح مسؤول إسباني أنه “رغم الانتشار الأمني الواسع للقوات المغربية التي تتعاون بشكل نشط ومنسق مع القوى الأمنية الإسبانية، “تمكنت مجموعة كبيرة من الأشخاص المهاجرين، بطريقة منظمة وعلى نحو متقن وبعنف، من اقتحام بوابة الدخول عند الحدود قبل أن تدخل إلى مليلية”.

وفي نفس السياق، حمًّل رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، مسؤولية أحداث السياج الحدودي لمليلية، لـ”مافيات الاتجار الدولي في البشر ومنظمي الهجرة الغير قانونية”.

وقال بيدرو سانشيز، في معرض حديثه لوسائل الاعلام في مدريد، إن الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأحداث المأساوية التي شهدها محيط السياج الحدودي لمليلية هي عصابات الاتجار في البشر، مشيدا في الوقت ذاته بمجهودات القوات العمومية المغربية، لمواجهة تدفق المهاجرين الغير نظاميين القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *