سياسة

إسبانيا تضغط على حلف “الناتو” لتوسيع دفاعه إلى سبتة ومليلية

تدفع الجارة الشمالية بثقلها من أجل إقناع قادة حلف الناتو اللذين يقعدون اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، قمة بإسبانيا، بتوسيع حمايته على أراضي سبتة ومليلية المحتلتين، حيث ينعقد هذا الاجتماع في وقت بالغ الأهمية بعد التغيرات الجيوسياسية والأمنية التي مرت بها الدول الأعضاء نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبالإضافة إلى التهديدات من الشرق (روسيا والصين)، وتحت ذريعة أن مدريد هي المدينة المختارة للجمع بين قادة الناتو الدوليين، سعت إسبانيا للتأكيد على أهمية النظر إلى محيطها الجنوبي، والسبب في ذلك هو أنه في الوقت الحالي، لا تشكل سبتة ومليلية جزءًا من أراضي الناتو، لذلك في حالة وقوع هجوم على أي من هاتين المدينتين المتمتعة بالحكم الذاتي، فلن يتحمل أعضاء الناتو مسؤولية الرد لصالح دفاع مشترك.

وتنص المادة 5 التي تحكم معاهدة واشنطن، على أن أي هجوم على دولة عضو في الناتو سيعتبر هجومًا على جميع أعضاء الناتو وسيكون لهم الحق في الرد.

امتدت هذه المادة حصريًا إلى المنطقة الأوروبية الأطلسية، والتي تضمنت الأعضاء الأوروبيين في المنظمة، وكذلك أمريكا الشمالية وتركيا والجزر الواقعة شمال مدار السرطان، مما يعني أن جزر الكناري تتمتع بالفعل بهذه الحماية. ومع ذلك، فقد استبعدت هذه الخريطة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مما يعني أنه إذا تم شن هجوم على هذه الأراضي، فلن يتحمل أعضاء الناتو مسؤولية الرد.

وفق وسائل إعلام إسبانية، فإنه من المرجح أن يوافق حلف شمال الأطلسي على توسيع نطاق المادة 5 ليشمل مدينتي سبتة ومليلية، مشيرة إلى أن خريطة الطريق الجديدة ستدافع عن “سيادة وسلامة” جميع الدول الأعضاء، والتي ستشمل المدينتين المتمتعة بالحكم الذاتي. وبنفس الطريقة سيتم تطبيق هذا الإجراء في خارطة الطريق الجديدة المزمع توقيعها خلال أيام القمة.

وذكرت صحيفة الباييس “أن هذا الإجراء الجديد يستجيب للسياق الأمني ​​الجديد الذي بدأ يتشكل نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا”. موضحة أن “هذا الإجراء لن يكون جزءًا من تنازل الناتو لإسبانيا، ولكنه سيكون نتيجة مباشرة للمشهد الجيوسياسي الجديد بعد الغزو”.

من ناحية أخرى، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ لوكالة EFE الإسبانية، إنه “مقتنع تمامًا” بأن حلفاء الناتو “سيقفون إلى جانب إسبانيا إذا واجهت تهديدات وتحديات”، وذلك ردا منه عندما سئل عما إذا كان الناتو سيحمي سبتة ومليلية في حال هجوم.

وذكر ستولتنبرغ أن “الناتو موجود لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم ضد أي تهديد (…) لدينا التزامات واضحة في المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو. ولدينا أيضًا تعريفات واضحة للنطاق الجغرافي للتحالف. وفي النهاية، إنه قرار حلفاء الناتو”.

وأضاف ستولتنبرغ: “إسبانيا حليف ذو قيمة عالية حقًا وأنا ممتن للغاية لذلك”، مشددًا على أهمية الناتو “في عالم أكثر خطورة وتنافسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *