منتدى العمق

لصوص الوطن وتصفيقات المواطن وشطحات المخزن

هنيئا للصوص الوطن بمثل هؤلاء المواطنين المتفرجين واللذين يحسنون التصفيق بحرارة، حرارة تصفيقاتهم تجعلهم ينسون أو يتناسون أنفسهم حتى تكاد تتقطع، دون شعور أو إحساس بالواقع المر والمخزي والمتهرئ “الراشي والبالي” المليء بالأحلام التي لن تتحقق في بلد يبيع الحلم والوهم للفقراء وضعاف القوم، المنظر شبيه بالنسوة اللاتي قطعن أيديهن بالسكاكين عند رأيتهم لنبي الله “يوسف الصديق” عليه السلام، الفرق أن نبي الله “يوسف” حقيقة وليس بخيال، والنسوة قطعوا أيديهم بالسكاكين، ونحن نقطعهم بالتصفيق في الوقفات.

عندما تخرج الدولة (العميقة) بعصيها وهراواتها الغليظة ورجال أمنها الأقوياء الأشداء “غير على الطلبة والأساتذة” وتطوق بهم الجامعات، وتسلطهم على “المعطلين” أمام البرلمان وتعطيهم “طحنة ديال لعصا” حتى تصبح ظهورهم “أرطب” من بطونهم، علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

عندما نرى مشاهد “دراماتية” حقيقية في الواقع، وليس بقاعات وصالات السينما، في مساء يوم عطلة شاهدنا معشر الحقوقيات والحقوقيين، والصحفيات والصحفيين، ومحاميات ومحاميين توجه “طرشات” إلى وجوههم، وركلات إلى مؤخراتهم حتى ارتفعوا بعض “السنتمترات” عن الأرض من قوة الركلات، وذلك لأنهم احتجوا ضد دولة إسلامية قتلة حجاجا مغاربة و مئات أخرى من كل بقاع العالم إرضاء لأمير أراد أن يرمي سبعة حجرات، ليرجم الشيطان، ألا يكون هو الشيطان نفسه؟، ومع هذا علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيدين.

عندما نسمع أن وزير العدل يوقع على الاتفاقيات الدولية والعهود الخاصة في مجال حقوق الإنسان، وكاميرات وعدسات التلفاز تنقل لنا الحدث مباشرة، حيث الوزير يوقع بيديه الكريمتين حفظهما الله، ومقدم الأخبار يخبر المواطنين أن الفرج جاء، وأن الحلم تحقق، وأنه لن يضيع حق لأي مواطن، ولن “يسلخ” طالب في حرم الجامعة مرة أخرى، ولن تسيل قطرة دم فوق الخطوط البيضاء في شوارع العاصمة الرباط “ويفرع” لنا رؤوسنا بالكذب، علينا أن نصفق داخل بيوتنا بكل فرحة وابتهاج مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

عندما نسمع أننا أصبحنا نعيش في وطن اسمه المغرب “يتبجح” بالديمقراطية والمساواة، والعدل، والرخاء، ويمكن أن تقدم الخاء قبل الراء في كلمة “الرخاء” كي تعرف الواقع على حقيقته في هذا البلد السعيد، أتمم، والعيش في رغد وطمأنينة، وهلم ما جرى، علما أن الحلم كبير والإنجاز صغير، علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

عندما نعلم أن البرلمان “ب” كلتا غرفتيه الأولى والثانية يتدارس إمكانية توزيع الثورة الطبيعية في البر والبحر التي هي ملك “ل” الشعب المغربي والمحتكرة منذ سنين مسننة، وأن كل مواطن مغربي يتوفر على “طنبو الجلبة” في ذراعه سوف يحصل على مبلغ “2100” شهريا، نعلم أنها “تقوليبة” قديمة جديدة، وهي من “شطحات” المخزن، ومع ذلك علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

عندما تمر الانتخابات العائلية “عفوا” الجماعية، والغرف المهنية ، والتشريعية، “وشلاضة السياسية” المغربية في ظروف شفافة ونزيهة (والعلم عند الله)، ونصدق هذا لأنفسنا، ويقول لنا رئيس الحكومة سيدي “عبدالاه بنكران” الغزال المنور “الله يقوي حرمو” أن حكومته المحترمة صاحبة سياسة “عفا الله عما سلف” بأن الشعب المغربي يشتري الكهرباء بثمن بخس، وأن الدولة تبيعه بالخسارة، ولا يحاسب العصابة التي سرقة ونهبت جيوب الشعب المغربي وخزينة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، تلك هي الطامة الكبرى، وعلينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

عندما تقتل الدولة قطاع التعليم، ونساء ورجال التعليم في بيوتهم، وعندما تفرق بين المرء وزوجه، “مثل هاروت وماروت”، و بمجرد ما تحمل وزارة التعليم معلما وتضعه في “مقلاع” و” تشير به فوق شي كدية” إلى الشمال مع مواطنين مغاربة يتكلمون “الأمازغية” ولا يفهمون العربية إلا قليلا، أولا ينطقونها أبدا، وتضع زوجته في “حياح” و “تطوع” بها إلى الجنوب لتتعلم ركوب صهوة الخيل والحمير والجمال لتصل إلى القسم وحيدة، و ربما يكون فيه (القسم) معلم واحد متزوج أو أعزب قد تجده هناك ربما، علما أن المعلمة متزوجة، ومفروض عليها وفوق طاقتها أن تقسم القسم وتتقاسمه مع المعلم والتلاميذ “بليزار” وتحوله إلى شقة صغيرة فيها “كوزينة وحمام ومرحاض …”، أين ينام المعلم لا سمح الله في حالة عدم الثقة بينهم؟. معلوم “إذا اجتمع رجل وامرأة كان ثالتهما الشيطان” ومع هذا علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

سؤالي إليكم يا رئيس الحكومة و يا وزير التعليم و يا كل الوزراء الحكومة، هل تستطيعون فراق زوجاتكم وأهليكم وبنيكم؟.

عندما يستقوي سياسي في جهة الغرب على مواطنين ضعفاء ويستعبدهم، ويقتل شباب منهم بالسلاح (بنذقية) “وتمشي عليه ضبابة”، ويسلب الناس أراضيهم بالقوة، ويجعل من نجله وأصدقاءه فحولا تغتصب بناتهم جهارا في الإعداديات…، وتمارس ضغوطات عليهم قوية على الضحايا وعائلاتهم تجعلهم غير قادرين عن التبليغ بالفاعلين، وحتى إن بلغوا “بوسيف في الذمة”…، ويحمي عصابات “الأورو”، ويتسبب في إغلاق أكثر من عشرة معامل، ويستغل العامل وعشيرته، ويوظف أعوان سلطة لهم سوابق عدلية في الاغتصاب والسرقة وقضوا عقوبات حبسية، ويتحول إلى خبير في نهب الأراضي المسترجعة للأرامل والأيتام والضعفاء…، وينصب النواب السلاليين ويقيل من يشاء بمباركة بعض رجال السلطة “، التي من المفترض أن تحميهم وتضع المواطنين المغاربة في كف واحد أمام سمو القانون، حيث حولت المنطقة إلى مرتع الفساد والنهب والظلم والجور والطغيان، علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

ورجل قوي من رجال الدرك يحمل سيفا وهاجا ويهاجم به المواطنين مثل قطاع الطرق، في قيادة أولا حنون “القصيبية” إقليم سيدي سليمان حتى أصبح المواطنون يلقبونه “بلاجودان بو سيف” يرهب به المواطنين “ويتكرفس” عليهم ويطمع في قطرات الحليب واللبن والسمن …، وسبق أن قام بفضيحة اعتداء عندما حمل تلميذا في حقيبة سيارته “السيفيل” وأقفل عليه الباب وسار به وبأمه عاشوراء مسافة حوالي عشرين كيلو متر، ومع هذا علينا أن نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن.

أما في الدول المتقدمة نسمع تصفيقات ساخنة بحرارة، وقوة، يتخللها الفرح والسرور والسعادة، تصفيقات البهجة، تصفيقات النصر والافتخار، وعندنا في بلاد العجائب نسمع التصفيقات من أيدي الطلبة والمعطلين والأساتذة الأطر، والجدد، والمحتجين وكل المقهورين والمعذبين في المغرب ليصنعوا منها معزوفات وإيقاعات صوتية لترديد الشعارات في الوقفات الاحتجاجية، ومع ذلك سنصفق ونظل نصفق مثل النسوة اللاتي قطعن أيديهن، إلى أن ننتصر ذات يوم.