مجتمع

النفايات تجني على السياحة بمراكش.. والجماعة تعجز عن اتخاذ القرار

تحولت مدينة مراكش، منذ شهور، إلى ما يشبه مطرحا للأزبال في عدد من أحياء المدينة ذات التصنيف السياحي عالميا، بسبب ضعف مواكبة المجلس الجماعي لشركات النظافة الخاصة المفوض لها تدبير تجميع النفايات.

وما زاد الطينة بلة، كون الأزبال، خاصة التي تعود لأصحاب المحلات التجارية، تتراكم في نقط سياحية بالمدينة الحمراء، أبرزها ساحة جامع الفنا، و”البرانس”، والأسواق المجاورة للساحة، والتي يتوافد عليها السياح من مختلف وجهات العالم، ومنهم كبار المسؤولين والمشاهير، الأمر الذي يسيء للواجهة السياحية للمغرب.

هذا الوضع، أثار حفيظة مواطني مدينة مراكش، وهيئاتها السياسية والمدنية، إذ تمت مراسلة المجلس الجماعي للمدينة وتقديم شكايات في الموضوع، هذا الأخير الذي عقد لقاء في 06 يونيو المنصرم، ترأسته العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، توعدت فيه وفق بلاغ رسمي منشور على موقع الجماعة بـ”تفاديه عاجلا، وإيجاد حلول له شاملة ومتكاملة، بتنسيق بين الشركة والإدارة، وبإشراك كافة المتدخلين وفعاليات المجتمع المدني”.

العجز عجْزين..

في هذا الإطار، قال الناشط المدني والحقوقي، عادل أيت بوعزة، على الموضوع، إن البلاغ لم يكن سوى “زوبعة في فنجان”، مشيرا إلى أن بعض شركات النظافة ما تزال تصر على رسم صورة مسيئة للمدينة وللوطن عبر ما تحمله ساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة بها من رمزية و إشعاع للبلاد ككل”.

وأضاف بوعزة، في تصريح لجريدة “العمق”، أن أزمة النظافة بمراكش أزمتين، الأولى متعلقة بعجز شركات النظافة عن تقديم خدمات في المستوى تروق للمواطنين والسياح الأجانب، والثانية، عجز المجلس الجماعي على إصدار عقوبات أو فك الارتباط بالشركات التي لم تحترم بنود دفتر التحملات.

جعجعة بلا طحين..

كما أشار المتحدث، في ذات التصريح إلى أن عمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، قامت بتحذير الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة، مرارا و تكراراً، وصل الأمر فيه، حد إصدار بلاغ رسمي في الموضوع.

وأرجع بوعزة عجز المجلس الجماعي لمراكش في التدخل من أجل إصلاح الوضع، إلى دفتر التحملات الموقع بين المجلس وشركات التدبير المفوض، ملخصا الوضع بالمثل الشعبي المغربي “ماعند الميت ما يدير قدام غسالو”.

وضع يجني على السياحة..

ولفت بوعزة، إلى أنه في الوقت الذي يتقاطر فيه نجوم العالم في المجالات الفنية والرياضية والسياسية على مدينة مراكش، وبالضبط على ساحة جامع الفنا، والأسواق المجاورة للساحة، فإنه واقع عمل شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة، لا يساعد على استقبال السياح الأجانب بالصورة التي نريدها جميعاً.

وتساءل الناشط المذكور، عن الكيفية التي يمكن المراهنة بها لاستقبال السياح بمشاهد الأزبال المنتشرة في كل مكان والروائح الكريهة المنبعثة من كل زاوية. كما أن مشاهد العربات المجرورة لـ”الميخالة” أضحت هي أيضا مستفزة، علاوة على الصمت المخيف أمام مظاهر احتلال الملك العمومي، والتي حولت الساحة إلى سوق عشوائي للألعاب والملابس الداخلية والهدايا التذكارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *