منتدى العمق

هل كان ديربي الرجاء والوداد مجرد مسرحية مفبركة!

لا صوت يعلو على صوت الديربي بالمغرب، فحين يحين موعد الديربي لا حديث ولا نقاش ينصب على غير هذا الحدث الكروي الكبير والذي يحظى بمتابعة إعلامية كبيرة حتى خارج المغرب، وهو الأمر الذي تضاعف بالسنوات الأخيرة والسبب هو الاحتفالية التي أصبح يقدمها أنصار الناديين واللوحات الفنية المميزة والرائعة التي يوقعون عليها بالمدرجات، والتي كانت محط دراسة من مواقع مختصة ووسائل إعلام أجنبية ( ألمانية وإيطالية وتركية ) واكبت الحدث باهتمام بالغ.

الديربي المغربي الذي يصل هذه السنة محطته 121 ويخلد سنته الـ 62 مر من محطات مد وجزر تفاوت خلالها المردود الفني والحصيلة الرقمية،والتي لم تكن تتشابه، بين دربيات بلغت الذروة وأخرى كانت للنسيان.

ما يميز الوداد والرجاء كونهما خرجا من نفس الرحم وكان مؤسسهما هو نفسه، الراحل العفاني الشهير في الأوساط الكروية والرياضية المغربية بلقب “الأب جيكو”، فقد حدث ذات يوم وبالضبط أواخر خمسينيات القرن المنصرم أن غضب الأب جيكو من الوداديين وشعر ببعض التنكر لما أسداه لهذا النادي الذي كان قد أسسه وارتبط به لسنوات، ليقرر في لحظة غضب وانفعال إنشاء ناد منافس بنفس المدينة وسماه بـ “الرجاء البيضاوي”.

وارتبطت في ذاكرة المغاربة عبارة شهيرة للأب جيكو بعد هذا القرار موجها خطابه للوداديين “سأنشئ لكم ناديا يتقاسم معكم أوكسجين وهواء الدار البيضاء”. اقتسم فريق الرجاء الرياضي وغريمه الوداد نقاط “الديربي البيضاوي الـ121″؛ وذلك بعد اكتفائهما بنتيجة التعادل في المواجهة التي جمعتهما، يوم الأحد، على أرضية ملعب أدرار في أكادير، برسم الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم؛ حيث انتهى النزال بدون أهداف، حيث شهدت المباراة حضور السيدة زينب العدوي والي جهة سوس عامل عمالة أكادير اداوتنان مرفقة بعامل انزكان آيت ملول، عامل إقليم شوكة أيت بها، عامل إقليم تزنيت وشخصيات مدنية وعسكرية.

انتهى الديربي رقم 121 بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين، الذي أقيم بعد ظهر اليوم الأحد على أرضية ملعب أدرار في أكادير، برسم الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم؛ حيث انتهى النزال بدون أهداف ليتقاسم الطرفين نقاط المباراة بنقطة لكل فريق، ليعزز بذلك نادي الوداد تواجده في المركز الاول من جدول ترتيب الدوري المغربي، وأعطى الحكم الدولي نور الدين الجعفري انطلاقة المباراة وشهد اللقاء غياب فصيل وينرز الودادي، بالإضافة إلى فصيل الايغليز الرجاوي، في حين حضر الفصيل الأخر لفريق الرجاء الغرين بويز، في الديربي 121.

يشار أن الديربي 121، يقام للمرة الثانية على التوالي خارج مدينة الدار البيضاء، بعد أن لعب العام الماضي بطنجة
وأنهت صافرة الحكم الجعفري أطوار “الديربي البيضاوي الـ121” بالتعادل السلبي، ليرفع الوداد رصيده إلى 23 نقطة بعد هذا التعادل الثاني له في هذا الموسم، بينما وصل رصيد الرجاء إلى النقطة 17 بعد تسجيله خامس تعادل في مبارياته برسم الموسم ذاته.

لكن يبقى السؤال المطروح هل كان الديربي 121 بين الرجاء والوداد فعلا مباراة بين غريمين تقليديين أم هي مجرد مسرحية مفبركة فبالرجوع إلى التعادلات بين الرجاء والوداد نذكر سنتي 2009 و2012 والديربي 119 لا يخفى على المغاربة هذا الأمر،وكثيرا ما طغى نقاش عقب بعض مباريات الديربي التي انتهت بالتعادل بالتأكيد على أن اتفاقا مسبقا صيغ بهذا الخصوص لجر المباراة لبر الأمان وتفادي حدوث انفلاتات أو أحداث شغب، وتم ربط بعض التعادلات بدواعي أمنية خالصة فرضها الهدوء الذي يجب أن يعم مدينة الدار البيضاء بتجنب خسارة طرف من طرفي الديربي بكل ما قد يترتب عن هذا الأمر من هيجان وتوتر للأعصاب.

ونفس الامر في هذه المباراة الأخيرة حيث إتجهت معظم الجماهير الرجاوية في تدوينات لها على مواقع التواصل الإجتماعي أن سبب التعادل السلبي بين الغريمين هوالخوف من أعمال الشغب التي قد تحدث وخاصة ان المباراة في مدينة أكادير التي تعرف تجمهرا كبيرا للإلترات السوسية التي قد ترد هي الأخرى كذلك على أعمال الشغب المتوقعة، فيما ذهب البعض الآخر والمحللون الرياضيون إلى أن بسبب التعادل هو تسرع المهاجمين وغياب التركيز حالا دون ذلك.

فمع انطلاق المباراة أبان فريق الرجاء الرياضي على رغبة كبيرة في تسجيل الهدف الأول، خاصة بعد إضاعة اللاعب زهير الواصلي لهدف محقق بعد تمريرة الظهير الأيمن زكرياء الهاشيمي، في شوط تميز بتفوق الفريق الأخضر على مستوى احتكار الكرة. عند دخول اللاعب إسماعيل الحداد مكان أشرف بنشرقي في الشوط الثاني تحولت المحاولات للوداد وأصبح الأكثر خطورة، حيث كان قريبا في أكثر من مناسبة من افتتاح حصة التسجيل، بعد ارتطام كرة المهاجم ويليام جبور وإسماعيل الحداد الذي لم ينجح في التعامل مع المحاولات التي أتيحت له، قبل أن يقوم المدرب ديسابر بتغييره.

تبقى هذه الآراء تحتمل الصواب والخطأ إلا أنه وجب علينا المطالبة بديري يرقى لمستوى تطلعات الجماهير البيضاوية خاصة والمغربية عامة والاستمتاع بديربيات بين الفريقين لإسترجاع أمجاد البطولة الوطنية.