مجتمع

مؤثر.. مواطنون يكشفون تفاصيل وفاة سيدة جرفتها الفيضانات بدمنات (فيديو)

لا تزال قضية وفاة سيدة جرفتها سيول فيضانات عرفتها مدينة دمنات الخميس الماضي، (لا تزال) حديث الشارع الدمناتي، خصوصا بعد ربطها بالبناء العشوائي وفوضى العقار التي تتهم ما يسمى بمافيا العقار بالوقوف وراءها.

وفي تصريح لحسن منتصر زوج الضحية خص به جريدة “العمق” إن شخصا قام بالبناء على شعبة وقام بتغيير مسارها، وهو ما تسبب في هذه الكارثة الذي راحت ضحيتها زوجتي تاركة وراءها بنتين.

وفي نفس السياق، قال عبدالكريم الهلالي، وهو من جيران الضحية، إن المكان الذي بني فيه هذا المنزل كان شعبة منذ ازيد من 50 سنة قبل أن يقوم الشخص المعني بالبناء عليها، وآثارها لا تزال قائمة إلى اليوم، مشيرا إلى أن لجنة قامت بزيارة المكان إلا أنها رفضت معاينة المكان الأصلي للشعبة، وفق تعبيره.

سيدة مسنة من جيران الضحية أبت إلا أن تدلي بشهادتها في الموضوع، إذ أشارت إلى أن الشعبة لم يسبق لها أن تسببت في مشكل كهذا الذي حدث هذه السنة بسبب تغيير مسارها من طرف صاحب البناية التي شيدت على الشعبة الأصلية.

أما عبدالرحيم جمار، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فقد  أهلن من مكان الحادث أن البناء العشوائي هو السبب الحقيقي في الكوارث التي تحدث في المدينة.

وأوضح جمار في تصريح لجريدة “العمق” أن البناء العشوائي له مجموعة من الأسباب من بينها الرشوة والمحسوبية.

وتساءل المتحدث قائلا: ألم تكن السلطة والمجالس المنتخبة على علم بمثل هذه البنايات التي شيدت في أماكن تشكل خطرا على الإنسان”.

وأشار في تصريحه إلى أن معاينة بسيطة للمكان تكفي لاكتشاف الخرق السافر في هذه البناية التي بنيت على الشعبة، خصوصا أن آثار الشعبة القديمة لا تزال واضحة المعالم.

وختم الحقوقي ذاته تصريحه بالدعوة إلى فتح تحقيق جدي ونزيه في هذه النازلة وإنزال العقوبات الشديدة على المخالفين.

يذكر أن مياه الفيضانات التي عرفتها مدينة دمنات مساء الخميس أعادت الملفات السوداء لمافيا العقار إلى الواجهة، إذ أجمع المتتبعون للشان المحلي على أن المأساة التي خلفتها هذه الأمطار الرعدية لم تكن لتصل إلى حد إزهاق الأرواح لو كانت البنايات تخضع للمسطرة القانونية الجاري بها العمل.

وكانت الأمطار الرعدية التي عرفتها دمنات، قد أودت بحياة سيدة تبلغ من العمر 28 سنة والتي يقع منزلها بإحدى شعاب حي ورتزديك بالمدينة ذاتها. كما تسببت في خسائر مادية كبيرة على مستوى البنية التحتية للمدينة.

مواطنون تساءلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عمن سمح لمثل هذه البنايات أن تشيد في هذه الأماكن التي تشكل خطرا على سكانها، مطالبين بمحاسبة المتورطين في مثل هذه الحالات التي تنتشر في دمنات التابعة لإقليم أزيلال.

متتبعون للشان المحلي قالوا في تصريحات متطابقة، إن الفيضانات الأخيرة كشفت حجم الفوضى الذي سببته مافيا العقار بالمدينة، مطالبين السلطات المحلية والإقليمية بإنقاذ السكان من هذه العصابات التي لا يهمها إلا الربح السريع ولو على حساب حياة المواطنين، وفق تعابيرهم.

وفي سياق متصل، تساءل مواطن عبر الفايسبوك عن مصير الميزانية المرصودة للتأهيل الحضري والتي لم تراع في دراساتها مثل هذه المشاكل، مشيرا إلى أن مشكل البناء على الشعاب ليس وليد اليوم بل قديم جدا منذ أن كان الحي تابعا إداريا لجماعة إمليل.

وزاد المواطن ذاته أن كمية الأمطار التي تهاطلت بدمنات حتى ولو كانت بباريس سوف تتضرر، محملا في الوقت نفسه جزءا من المسؤولية للمواطن. كما أشار إلى غياب دور مؤسسة حوض أم الربيع لإيجاد حل لهذه المشاكل المرتبطة بالفيضانات.

ويؤكد متتبعون للشأن المحلي بالمدينة أن أكبر عائق أمام تطور المدينة هو مافيا العقار التي كانت موضوع مجموعة من التقارير الإعلامية وبيانات الجمعيات الحقوقية بالمدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *