منوعات

أن يحب أطفالكم القراءة أكثر من ألعاب الفيديو .. إليكم كيف ترفعون التحدي

تعتبر القراءة في الكتب أحد المصادر الحيوية للمعرفة، وتعاني القراءة تراجعات مهولة، خاصة في بلدان العالم الثالث، ويعيش الآباء والمربون وصناع القرار التربوي والثقافي قلقا متناميا حول مستقبل القراءة في الأجيال الجديدة بعد الهجمة الشرسة لمواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو.

وتعتبر مرحلة الطفولة المرحلة المناسبة لتحبيب القراءة للنشء، وتواجه القراءة في هذه المرحلة تحديات كبيرة تتعلق بالمنافسة القوية التي تتمثل في جاذبية ألعاب الفيديو، مما يجعل الحاجة إلى اعتماد أساليب جديدة ومقاربة مشوقة للتمكين للكتاب في ثقافة الأطفال مبكرا.

ويقدم التقرير التالي، حسب الجزيرة نت، مقترحات ونصائح للآباء لرفع تحدي التمكين للكتاب لدى أطفالهم دون بسلاسة ممتعة.

وحسب المصدر السابق، تحفز الطبيعة السريعة لألعاب الفيديو وتدفقها المستمر بالمكافآت؛ نمو الدماغ بطرق لا تستطيع الكتب القيام بها؛ فقد تمنح إحدى الألعاب عملة ذهبية أو مكافأة مفاجئة كل بضع دقائق، بينما قد يستغرق الأمر عدة صفحات حتى يتحول الكتاب إلى متعة أو كشف حبكة كبيرة.

وقالت الكاتبة جولي جارجون، في المقال الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن هذا لا يعني أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو لا يمكنهم الاستمتاع بالقراءة أيضًا، وأضافت أنها قد اتصلت بالعديد من أمناء المكتبات وأساتذة أدب الأطفال واللاعبين المراهقين لمعرفة ما الذي يمكن أن يساعد في تحفيز الأطفال على القراءة؛ حيث اقترح كل منهم تخصيص 30 دقيقة على الأقل يوميًّا للقراءة، وقد اقترحت الكاتبة مجموعة من النصائح حول كيفية القيام بذلك هذا الصيف:

تلبية اهتمامات الطفل

قال مرزوق مزيد، 17 عامًا، وهو لاعب شغوف، “لن يستمتع الأطفال بالقراءة عندما يُجبَرون على ذلك؛ فإذا كنت قادرًا على العثور على كتاب يبدو جذابًا لهم حقًا، فسوف يطورون هذا الدافع للقراءة بأنفسهم”، وأضاف أنه كان يجد القراءة مملة عندما كان صغيرًا، ولكن عندما أخذته والدته إلى المكتبة، استحوذت سلسلة “مدرسة التجسس” على اهتمامه وهي تدور حول قصة طفل، لا يحظى بشعبية كبيرة في مدرسته، أصبح عميلا سريا.

وقالت ليز ماكيسني؛ المستشارة الميدانية لجمعية التعلم الصيفي الوطنية وأمينة مكتبة الأطفال السابقة في شيكاغو، إن الكتب التي تحتوي على حركة ومغامرة شبيهة بألعاب الفيديو هي خيارات جيدة، وكذلك الكتب الخيالية التي تدور أحداثها في عوالم ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى الكتب الواقعية عن الألعاب ومطوري الألعاب.

إدراج جميع أنواع القراءة

وأشارت الكاتبة إلى أن خبراء محو الأمية يقولون إن الأطفال يمكنهم الاستفادة من القراءة دون مستوى صفهم الدراسي أو اختيار الكتب الأقصر أو غير المقسمة إلى فصول بأسلوب الكبار.

وتابعت بأنهم يقولون إن جميع أنواع القراءة مهمة، سواء كانت قراءة المجلات أو البحث عن أماكن لزيارتها خلال رحلة عائلية أو حتى الاستماع إلى الكتب الصوتية، ناقلة عن جوندا سي ماكنير، أستاذة أدب الأطفال في جامعة ولاية أوهايو، قولها إن هناك قيمة أيضًا في التصوير الفوتوغرافي والكتب الفنية التي تحتوي على القليل من الكلمات أو لا تحتوي على كلمات؛ ويعتبر سرد القصص أيضًا طريقة جيدة لتعزيز معرفة القراءة والكتابة، فيما قالت السيدة ماكيسني، من الرابطة الوطنية للتعليم الصيفي “يساعد سرد قصص الأشباح حول نار المخيم في بناء ارتباط لغوي بالخيال”.

اجعلي القراءة ممتعة

وأكدت الكاتبة على ضرورة إنشاء مساحات جديدة للقراءة وجعل وقت القراءة خاصًا؛ حيث يمكن أن يساعد ذلك الأطفال على التطلع إلى الكتب، فيما يقول الخبراء إن القراءة تحت شجرة أو بناء حصن للقراءة يمكن أن يساعد تمامًا مثل الوجبات الخفيفة، وكذلك أن تجعل التجربة جديدة عن طريق تغيير مكان القراءة والحلوى يمكن أن يمنع الملل أيضًا.

إدماج الألعاب القرائية

وذكرت الكاتبة أنه يمكن تطبيق العناصر التي تجعل ألعاب الفيديو جذابة للغاية على القراءة؛ بحيث يمكن مكافأة الأطفال الذين قرؤوا أكثر، بتحديد أهداف لعدد الصفحات أو الفصول التي يجب قراءتها في الأسبوع، مع الاحتفاظ بصندوق كنز من الأشياء الصغيرة للأطفال الصغار للاختيار من بينها كجوائز.

دمج القراءة مع الأنشطة الأخرى

وبحسب الكاتبة؛ فيشجع خبراء محو الأمية الأطفال على تعزيز ما قرؤوه من خلال دمج أنشطة أخرى في قراءتهم الصيفية، وأنه يجب على الآباء تشجيع الأطفال على كتابة وتوضيح قصصهم الخاصة، لأن صانعي الألعاب يفعلون ذلك، فيما لفتت الكاتبة إلى أنها اعتقدت أن الفكرة الجيدة لأطفالها هي جعلهم يلخصون ما يقرؤونه كل أسبوع، لكن الخبراء لم يشجعوا ذلك، حيث بدا الأمر أشبه بعمل روتيني. وقد اقترح الدكتور ماكنير بدلًا من ذلك أن يرسم الأطفال صورة لمشهدهم المفضل من الفصول التي يقرؤونها، وقد أحب الأطفال ذلك.

القراءة الجهرية

وشددت الكاتبة على أنه حتى لو كان الأطفال كبارًا بما يكفي للقراءة بمفردهم؛ يتفق خبراء محو الأمية على أنهم لن يكونوا أكبر من أن يُقرأ لهم، فيما قالت الدكتورة ماكنير إن الطلاب حتى الجامعيين يستمتعون بالقراءة لهم.

نادٍ للقراءة

يمكن أن يؤدي التحدث إلى الأطفال عن كتاب ما إلى تعزيز فهمهم؛ حيث قالت الدكتورة ماكنير إنه من الأفضل طرح أسئلة مفتوحة مثل ما رأيك في الشخصية الرئيسية؟ أو تخيُّل نهاية مختلفة للكتاب، وإذا كان الأطفال في المنزل الواحد في نفس مستويات القراءة؛ يمكن إنشاء نادٍ عائلي للقراءة؛ حيث يتناوب الجميع على القراءة، كما يمكن للأطفال الصغار الاستماع أيضًا، والمشاركة في النقاش حول الكتاب المقروء، كما يمكن تشجيع الأطفال على تكوين نادي كتاب صيفي مع الأصدقاء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *