كارثة بيئية بمكونة.. المياه العادمة تجثم على “واد دادس” أمام صمت المسؤولين (صور)

توصلت جريدة “العمق” بصور توثق لجريمة في حق البيئة في جماعة قلعة مكونة بإقليم تنغير، بعد أن اجتاحت مياه الصرف الصحي “واد دادس” الذي يعبر في اتجاه جماعة أيت سدرات السهل الغربية، الشيء الذي أثار موجة غضب واستياء عدد من فعاليات المجتمع المدني التي دقت ناقوس الخطر بالمنطقة.

وبحسب مهتمين بالشأن البيئي، فإن قناة الصرف الصحي تلك، والتي تفرغ في مياه نهر دادس، من شأنها أن تهدد حياة الساكنة، في غياب أي تدخل من لدن الجهات المختصة لإزالتها، ووقف هذا النزيف الذي يهدد أيضا الشجر والحيوان على حد سواء.

كريم أمزال، ناشط مدني بقلعة مكونة، قال إن “مشكل الواد الحار، ليس وليد اللحظة، وإنما تعاني منه ساكنة قلعة مكونة، وساكنة جماعة أيت سدرات السهل الغربية، كما أن من شأن هذه الفضيحة البيئية أن تتسبب في عدد من الأمراض الخبيثة لعدد من الأطفال الصغار الذين يسبحون بالقرب من هذا المكان الخطير جدا”.

وأشار أمزال ضمن تصريح لموقع “العمق”، أن “هذا النهر الذي يمتد على عدد من الجماعات بنفوذ إقليم تنغير، يُعد مُتنفسا لعشرات الأسر، ومورد ماء لسقي المزروعات المحلية؛ ما يشكل خطورة بالغة على صحة المواطنين، ما يضعهم، بإعتبارهم فاعلين مدنيين، أمام إمكانية مراسلة الجهات التي تشتغل في المجال البيئي وطنيا ودوليا”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى ضرورة الإسراع بـ”معالجة مشكل الواد الحار لتجنيب المنطقة معاناة إضافية وأضرار بيئية تتعلق بتسرب المياه العادمة إلى الفرشة المائية، وانتشار الروائح الكريهة، والقوارض والحشرات المضرة، ما يهدد صحة المواطنين، خاصة الأطفال منهم”.

وطالب أمزال المجالس المنتخبة ووكالة الحوض المائي لكير زيز غريس والوزارة المعنية بـ” فتح تحقيق في الأسباب الكامنة وراء تلوث مياه نهر دادس، داعيا في الوقت نفسه الساكنة الممتدة على ضفافه إلى الكف عن تلويث مياه النهر بمياه الصرف الصحي والنفايات العادمة”.

وللوقوف على رأي كل من المدني أملوك، رئيس الجماعة الترابية لقلعة مكونة، ومدير مكتب الـonee بقلعة مكونة، بخصوص هذا الموضوع، ربطت جريدة “العمق” الاتصال بهذين المسؤولين، إلا أن هاتفيهما ظلا يرنان دون جواب.