وجهة نظر

“ديكاج أخنوش”..هشتاغ باسم من ؟

مما لا يدع مجالا للشك أن إثارة ه\ا الموضوع يختلف بين مؤيد ومعارض، فالأمر لا يغدوا أن يوصف بين القبول والرفض أو بين الاستهزاء ومقارعة الحجة، لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وحجتنا في هذا المقال أن يطرح راهنية الواقع للنقاش تحت قاعدة ( مصلحة وطننا ووحدتنا عنوان المرحلة)، لذا جاءت ردود الفعل الشعبية على ما آلت إليه الأوضاع الحالية من تحولات دولية وتحديات داخلية لصيقة بالتأثير الداخلي لطبيعة العمل السياسي لصناع القرار حسب ما أفرزته انتخابات الثامن من شتنبر، ليتصدر النتائج الحزب الذي يترأسه رجل أعمال ، جزء من عمله المحروقات.

هذه المقابلة الظرفية المحكومة بالزمان والمجال، جعلته محط اهتمام الشريحة الكبرى من الشعب المغربي، في ربط النتيجة بشخصه دون مسؤوليته الحكومية ولو جزئيا، ما يفيد أن بعض من الوعي الجمعي المشترك في التأطير التواصلي، ربط معالم الأزمة كرقابة فردية لشخصه. لذا كان من باب النقاش أن نقف لحظة تأمل في هشتاغ ديكاج أخنوش.

أول مسلمة ينبغي الاهتمام بها، أن من حق كل مغربي أن يحضى بحرية في التعبير، بما هو متوافق مع آداب الاختلاف والتوجيه والنقض. إذ لا حق لأحد كيفما كان أن يشكل رقابة على القناعات ما دامت تعبيرا صريحا على أصحابها تنضبط للأخلاق ومنسوب الوعي.

وثاني مسلمة، أن العقل والأخلاق تفرض الرقي بالنقاش إلى استنتاج المسببات والوقوف على طرح الحلول من أهل الاختصاص، لكل ما يمس الممارسات السياسية المقترنة بالحياة اليومية، لتكون سياجا متينا في عدم السقوط نحو التبعية والاستغلال والاستدراج.

إن بداية التأمل في هشتاغ ديكاج أخنوش، أن الشريحة التي جاءت به هي من الطبقة التي يطغى على لسان حالها اللغة الفرنسية، لأن الانطباع العام الذي يتم تداوله في صفحات الفايس بوك بالمغرب، كأول صفحة تداولا عند المغاربة، يطغى عليها اللغة العربية، فكان من باب أولى استثمار الشعار الذي يسري بكلمة ( ارحل ). لذا فتداول الهشتاغ والدفع بالمتلقي العام الى نشره، جاء تحت مبدأ ( نسخ/لصق).

الهشتاغ جعل منه وسيلة للاستثمار الكوميدي في توظيف صوره أحيانا، وهو ما يعطي الانطباع بوجود الغالبية في فئتين:

1- تهدف الى إثارة الرأي العام لتبني الهشتاغ، وهي على دراية بفنون استيعاب نسب عليا للمتابعة من خلال ( تمويل الهشتاغ، تجنيد الفاعلين الرقميين).

2- تابعة للمتداول العام تحت مبدأ المشاركة ( يدا في يد) وهو المعمول به عادة في عالم التواصل الاجتماعي بالمغرب.

ويعرف هذا البعد التواصلي مجموعة من الدعامات التي يستثمرها بعض المؤثرين الاجتماعيين والذين هم ممن ينطبق عليهم إحدى الفئتين ليكون أكثر انتشارا وتأثيرا، وهو لا يخلو من ظرفية توظف لصناعة شرعيتهم، أو وسيلة للإثارة والبحث عن قدم بسوق التواصل الاجتماعي العائد ماديا.

من هذه الإشارات نقف على سؤال، هل هو مقترن بالصواب أم مقترن بالتسرع؟

من باب الأمانة لست من المختصين في تفسير اليات عمل سوق المحروقات، ولكن من باب الوقوف على الواقع، فشركات المحروقات بالمغرب ليست مملوكة كلها لشخص رئيس الحكومة، وإنما هي جزء من شركات كبرى متعددة الجنسية تستثمر في المحروقات بالمغرب، وليس من باب المرؤة أن ننسب طغيان الأرباح لشخصه دون غيره، لأن ذلك ضرب في رجالات الدولة المغربية الذين يسهرون على وحدة وطننا واستقرار أمتنا، فلا رئيس الحكومة ولا أي قوى في العالم سيسمح لها العبث باستقرار الأمن الاجتماعي واستقرار المغاربة قاطبة، لذا هو بين نار المواطنة ومسالك التحدي الداخلية والخارجية، وعنوان وطنيته أنه منح ثقة المغاربة وثقة الدولة لخدمة المغرب.

وما هو واقع يفرض نفسه، أن المغرب ليس بمنأى عن التحديات الخارجية، فقد قيل بعدم تعليق القشة على أوكرانيا، ولكن الحقيقة أن الحرب أثرت بشكل مباشر على السوق العالمية للتغيرات التي تحكم سعر البترول، وكذلك يعرف المغرب عقودا دولية تلزمه بالانضباط إلى متطلباتها، يعني أن المغرب بلد إفريقي يوجد على كوكب الأرض، وليس المريخ.

وحرب الطاقة في العالم تجعل الدول القوية مسعورة في حماية مصالحها حتى لو اقتضى الأمر بتحويل العالم إلى كتلة حربية نارية تحرق الجميع، وهذه التحديات مبناها، أن رئيس الحكومة وبجهود كل الغيورين على بلدنا الحبيب المغرب، على دراية تامة بالأخطار التي تهدد الاستقرار الاجتماعي، ولا أشك لحظة أن دول الجوار تسبح في الفضاء المفتوح لتسعر من اهتمام الشعب المغربي للهشتاغ ضربا في الاستقرار الاجتماعي خاصة.

وبالنسبة لرئيس الحكومة، وتفاعلا مع الحدث، يعرف صمتا حول التفاعل، قد تعود لأسباب، نجملها فيما يلي:

1- من يرى من أهل ثقته بعدم التفاعل مع الهشتاغ، على مستوى بعض التوضيحات على لسانه التي قد تمنح للنقاش طريقا أكثر واقعية، وذلك بمنطق ( سحابة عابرة، والأفضل عدم التفاعل )

2- من يرى التفاعل كالية تقنية في التواصل يمكن استثمارها لردع مثل هذه التدوينات، وفي الغالب الأعم أن مثل هذا المقترح بما هو مرتبط بسوسيولوجية الواقع المغربي( غير مجدي)

3- قد يكون ماوراء العمل السياسي الظاهر، عمقا أكثر حساسية مما قد يتم استيعابه عامة.

4- أن يكون التفاعل مبني على معرفة البعد الاجتماعي المغربي، وهو الصواب في علم التواصل أولا، ولا أدل على ذلك تجارب بعض المسؤولين الحكوميين السابقين، الذين جسدوا معنى التواصل، وفلسفة الإقناع رغم قراراتهم المدمرة حينها وفي وقتها وعلى رأسها تحرير قطاع المحروقات دون تسقيف والتي يدفع المغاربة ثمنها إلى الان.

وعلى الأرجح في ظل هذه الظروف، ليس عيبا أن يتفاعل الإعلام العمومي ببرامج قوية تشكل الوعي العام لدى المغاربة ليكون النقض والرفض مبناه الواقعية والتجرد وليس المزاجية والتوجيه.

وفي الأخير، ومن أهم ما أومن به شخصيا، أن مغاربة أرض الرباط والثخوم، وبسالة الرجال في مقارعة التحديات، أهل لكل ما هو أحسن في زمن الرويبضة التي صارت تنبت كالفطر السام بين الأشجار المثمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Samir مصطفى
    منذ سنتين

    قمم قمم ... نعجه على بقر على غنم ...! !