منوعات

التبول في البحر وفي المسابح .. أيهما مضر بالصحة والبيئة؟ وهل هو حرام؟

التبول في البحر وفي المسابح مسألة لا يثار حولها النقاش العمومي بشكل كاف رغم أنه سلوك منتشر في جميع الثقافات عبر العالم، ويقدم عليه الأطفال والبالغون على السواء، وتناولته بعض الدراسات.

ويعتبر موضوع التبول في البحر من القضايا الحساسة والمثيرة في نفس الوقت خلال فترة الصيف التي تستقبل فيها المسابح والشواطئ أعدادا كبيرة من الناس.

والتبول في البحر وفي المسابح سلوك يعافه الدوق السليم ولا يقبله الدوق العام، ويعتبر مرفوضا من الناحية الأخلاقية، وتعاقب عليه قوانين بعض الدول حيث تصل غرامته في فرنسا وإسبانيا إلى 750 يورو. إلا أن أضراره الصحية والبيئية يختلف نوعها وخطورته بين البحر والمسابح والبرك.

فأين يختلف التبول في البحر وفي المسابح؟ وما هي أضرار كل منهما؟ وهل للتبول في البحر فوائد بيئية؟ وما حكم الشرع في التبول فيهما؟ وكيف تعاق بعض القوانين عليه؟

التقرير التالي، أعدته العمق اعتمادا على مصادر مختلفة (maxisciences ، موقع DW الألماني، مصراوي، سيديت، موقع سايوير) يجيب عن تلك الأسئلة ويقدم بعض المعطيات التفصيلية.

التبول في البحر: ليست له أضرار!

وفقًا لاستطلاع أجرته شركة أمريكية (2014)، حول تلك العادة السيئة، وجدت أن 62٪ من الأشخاص اعترفوا بالتبول في البحر، علاوة على ذلك، قال 48٪ من المشاركين أنهم فعلوا ذلك أكثر من مرة.

وعلى عكس ما قد يتبادر إلى الذهن، فقد أكّدت الجمعية الكيميائيّة الأمريكيّة أن التبوّل في البحر ليس غيرَ مؤذٍ وحسب، بل هو في الواقع مفيد للحياة البحرية، موضحة أنّ مكوّنات البول لا تُشكّل أيّ تهديد للحياة في المحيط، بل هي قد تكون مفيدة.

ولفتت الجمعية إلى أنّ التبوّل في المسابح المغلقة والمحمية سيئ جداً وممنوع على عكس التبوّل في المحيط، لأنّ البول مؤلف من الماء بشكل رئيسيّ (95%)، كما أنّه يحتوي على الصوديوم والكلورايد. وفي المقابل، فإنّ مياه المحيط مؤلّفة من 96.5% من الماء، وفيها كميات أكبر من الصوديوم والكلورايد.

وذكرت الجمعية أنّ المياه والبول يحتويان على البوتاسيوم، ما يعني أنّ البول لا يُحدث أيّ تغيير في مياه البحر، كما أنّ مادة الـ”urea”، التي تُعدّ مصدر التلوث الوحيد في البول، بسيطة جداً، وقد تبيّن أنّها تمتزج بالنيتروجين لتتحوّل إلى أمونيوم يُغذّي نباتات المحيط، ما يجعل من التبوّل مفيداً وليس ضاراً.

كيف يفيد البول الكائنات الحية في البحر؟

+ البول يتكون من الماء بنسبة 95%، ويحتوي على آيونات الكلوريد والصوديوم، وماء البحر يتكون من 96.5% من الماء، ويحتوي على تركيز من كلوريد الصوديوم بنسبة أكبر مما هو موجود في البول، وكلاهما يحتوي على البوتاسيوم، إذن ماء البحر والبول يحتويان على نفس المكونات.

+ اليوريا الـ”urea” هي الفضلات التي يتخلص منها الجسم في البول، حينما يتخلص الجسم من البروتينات المتكسرة والطعام فإنه يتخلص من النيتروجين الزائد في الجسم، وهذه الكمية من اليوريا ليست إلا قطرة في المحيط، فكمية الماء في المحيط هي 350 كوينتليون لتر، أو 350,000,000,000,000,000,000 لتر، ولو أن جميع البشر على الأرض تبولوا في البحر لكانت كمية اليوريا بالنسبة لماء البحر هي 60 جزء من اليوريا لكل تريليون جزء من البحر (1000 مليار)، وكذلك فإن اليوريا يحتوي على الكثير من النيتروجين، والنيتروجين يندمج مع الماء ليكون الأمونيا، وهو يغذي نباتات المحيط.

+ كل كائن حي بحري يتبول في البحر، فالحوت مثلا يتبول بقدر 970 لترا يوميا، فإذا كانت الكائنات البحرية لا تضر بالبحر، فأنت كذلك لا تضر به أيضا.

وهكذا فالتبول في البحر لا إشكال فيه من الناحية البيئية، ولكن لا تتبول في الأماكن المحمية أو أحواض السباحة.

هل التبول في البحر مضر بالصحة؟

على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون للتبول في البحر أية أضرار صحية، فإنه يمكن أن يسبب التهابات المسالك البولية (UTIs).

كما التبول في البحر لن يؤذي أي شخص آخر، ولكنه قد يؤديه معنويا، بأن يزعجه معتقدا في أضراره الصحية، وغير ذلك من الاعتبارات.

دراسة: التبول في المسبح يشكل خطراً على الصحة

أظهرت نتائج دراسة أمريكية صينية (2014)، نشرتها مجلة فوكوس الألمانية، أن التبول في المسابح من شأنه أن يشكل خطرا على صحة الانسان. ووفقا للمصدر نفسه، فإن اختلاط البول بمادة الكلور قد تنتج عنه مواد كيميائية خطيرة.

واعترف السباح الأمريكي الأسطورة مايكل فلبيس بأنه لا يجد أي ضرر في التبول في حوض المسبح. وفي حديث مع صحيفة تليغراف الإنجليزية يبوح فلبيس، الحاصل على 22 ميدالية أولمبية، من بينها 18 ذهبية، قائلا: “نحن السباحون نقوم بذلك دائما. وعندما نقضي ساعتين في التدرب في المسبح، فإنا لا نخرج منه للذهاب إلى الحمام.”

ووفقا لتقرير نشرته مجلة فوكوس الألمانية على موقعها الالكتروني، فقد قد قام أربعة باحثين من جامعة بيرديو في إنديانا والجامعة الزراعية في بيكين بعدد من التجارب لمعرفة تأثير التبول في المسابح التي تحتوي مياهها على مادة الكلور للحيلولة دون تكاثر الجراثيم. وقد فحص الباحثون مدى تفاعل مادة الكلور والمادة الحمضية الناتجة من البول البشري .

وقد أظهرت نتائج البحث العلمي أنه عندما يختلط البول بالماء الذي يحتوي على مادة الكلور، فقد تنتج عن تلك العملية مادتان كيميائيتان من الفضلات الكيمائية وهما مادة كلوريد السيانوجين ومادة نيثرون كلوريد اللتان تشكلان خطرا على صحة الانسان.

وتعد مادة كلوريد السيانوجين شديدة السُّمية وقد تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى بعد مزجها بالحامض الأزرق كسلاح كيميائي فتاك. أما مادة نيثرون كلوريد فتؤذي العيون والجهاز التنفسي بشكل مباشر.

ولكن رغم ذلك فإن العلماء يؤكدون أنه مامن داع للقلق، مؤكدين أن مادة نيثرون كلوريد تصبح خطيرة إذا ما تجاوزها تركيزها في الماء أكثر من 18 بالمائة. أما كلوريد السيانوجين المسجلة في المسابح التي تم التبول فيها فهي ضئيلة.

من جهة أخرى، يوضح موقع Business Insider أن البول يمكن أن يتسبب في تكاثر الطحالب في البحيرات، والتي يمكن أن تسمم الأسماك.

ما الحكم الشرعي في التبول في البحر أو المسابح والبرك؟

يعتبر ما البحر طاهر مُطهِّر لا يُكره البول فيه ولا يضره، حسب موقع “إسلام ويب”، وأما بركة السباحة فإن بلغت حد الاستبحار بحيث لا تعافه نفس البتة لم يكره البول فيها، فإن لم تبلغ ذلك الحد كره البول فيها سواء بلغت القُلَّتين أم لا.
وحسب نفس المصدر، هذا مذهب الشافعية والحنابلة، وذهب الحنفية والمالكية إلى حرمة البول في الماء الراكد القليل لأنه ينجسه، ويتلف ماليته، ويغر غيره باستعماله.
ولم يحرم الشافعية والحنابلة البول في القليل الراكد لأن الماء عادة غير متمول، ولأنه يمكن تطهيره بالإضافة إليه.
ولا شك أن الأحوط ن حسب المصدر نفسه، هو مذهب الحنفية والمالكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *