خارج الحدود

طائرات روسيا.. تحرق أجساد السوريين وتطفئ حرائق “إسرائيل”

في الوقت الذي ترسل فيها روسيا طائراتها لضرب السوريين في المدن السورية بالأسلحة الفتاكة والمُحرمة انسانياً ودولياً، مُخلّفة أنهاراً من الدماء وحرائق في قلوب السوريين، ترسل بطائراتها الى تل أبيب لاخماد الحرائق المشتعلة في مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فسماء حلب ودوما وغيرها من المدن السورية، باتت ممطرة بقنابل الطيران الحربي الروسي العنقودية والمحملة بمادة Thermite” الحارقة والمكونة من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد ما يجعلها تشتعل لنحو 180 ثانية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما أن القصف الروسي لم يعتمد فقط على القنابل العنقودية الحارقة، بل استخدم كذلك مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، والتي تحيل أجساد السوريين إلى قطع كربونية سوداء فاقت كل التوقعات، حتى تقديرات من ابتكروها.

ويشار إلى أن مركب الفوسفور الأبيض أو الفوسفور الرباعي الوحدات “P4” يعتبر من المواد التي لا توجد في الطبيعة بشكل اعتيادي، بل يتم تحضيرها من صخور الفوسفات، ويحظر استخدامها ضد الأهداف المدنية وفق المادة الثالثة من اتفاقية جنيف.

لكن الصورة مغايرة تماماً عند الحديث عن “اسرائيل”، حيث تداعت روسيا والى جانبها دول أخرى كايطاليا وكرواتيا وإيطاليا واليونان وقبرص، لإرسال طائراتهم لإطفاء الحرائق التي لا تزال تلتهم مساحات واسعة من كيان الاحتلال.

ووصلت إلى “إسرائيل” الخميس المنصرم، 8 طائرات إطفاء، كل واحدة منها قادرة على حمل 10 أطنان من المواد المانعة للاشتعال، كما سيصل معها طائرة ‘برايف 200’ الروسية العملاقة.

وتوصف الطائرة الروسية بأنها قادرة على الهبوط على سطح الماء، كما أنها قادرة على حمل 12 طنا من المواد المانعة للاشتعال، وسبق أن تم استخدامها في إطفاء حرائق الكرمل قبل 6 سنوات، لكنها تبقى أصغر من طائرة ‘سوبرتانكر’ الأميركية، القادرة على حمل 95 طنا، ويمكن لهذه الطائرات التحليق فوق الحرائق ومواجهة الرياح القوية، إضافة إلى قدرتها على حمل كميات كبيرة نسبيا من المواد المانعة للاشتعال.

إذاً ثمة تناقض بالمشهد، فالطائرات الروسية جاهزة لإطلاق موادٍ مانعة لاشتعال المزيد من الحرائق التي تلهب الاسرائيليين والمؤسستين السياسية والعسكرية، بينما لا تتوانى للحظة في إمطار المدن السورية بالصواريخ الحارقة، وتحويل سوريا لحقل تجارب للمخزون العسكري الروسي، وقتل آلاف السوريين وتشريد من يُكتب له الحياة من العدم.

وبلغة الأرقام فإن موسكو لجأت لإستخدام الذخائر العنقودية في 147 هجمة بأحجام كبيرة ونوعيات جديدة وكثافة أكبر مما استخدمه النظام السوري، في حين لجأت إلى استخدام الأسلحة الحارقة بما لا يقل عن 48 هجمة.

ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن موسكو قتلت ما لا يقل عن 3291 مدنياً خارج نطاق القانون خلال عام، وهؤلاء مسجلون بالاسم والتاريخ وكيفية القتل، بينهم 911 طفلاً و619 امرأة، كما ارتكبت القوات الروسية 169 مجزرة.

وسرعان ما بدا كذلك أن المراكز الحيوية كانت هدف الطائرات الروسية، إذ سُجل استهداف ما لا يقل عن 415 مركزاً حيوياً مدنياً، بينها 59 مركزاً طبياً، قتل على إثر ذلك 32 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم سبع سيدات.

وهنا يتساءل السوريون، أحرام على “إسرائيل” الحرق وحرام علينا ألا نموت إلا بالحرق؟

المصدر: وكالة شهاب الفلسطينية