اقتصاد

الموقع الاستراتيجي للمغرب يغري الشركات الألمانية المتضررة من حرب أوكرانيا

كشفت منصة “ماريتيم إكزوكتيف”، أن المغرب بات يغري العديد من الشركات الألمانية العاملة في قطاع صناعة السيارات خصوصا المتضررة من الحرب الروسية الأوكرانية، بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي، والذي جعل منه شريكا تجاريا هائلا لعدد من الدول الأوروبية الصناعية في خططها لتحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد.

وأشارت المنصة العالمية في مقال تحليلي بعنوان “لماذا تعمل الشركات الألمانية في المغرب” لكاتبه “برايان جيشرو كينيوا”، إلى أن الاستثمار الهائل للمغرب في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية جعله مركزا تجاريا استراتيجيا، مشيرة إلى الموانئ والمجمعات الصناعية الكبيرة في طنجة المتوسط بالشمال وأشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي في جنوب البلاد.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه من الواضح أن الحكومة المغربية تسعى إلى وضع البلاد كمركز للتصنيع والشحن، موضحة أن هذا السبب قد يفسر سبب تجديد ألمانيا مؤخرا تركيزها على تعميق الشراكة التجارية مع المغرب، حيث أصبحت المملكة مكانا مفضلا للشركات الألمانية التي تسعى إلى تثبيت سلاسل التوريد الخاصة بها، كما أن حرب روسيا ضد أوكرانيا ساعدت في تحفيز هذه العملية.


وقال البروفيسور “مايكل تانشوم”، وهو خبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مقال نشره مؤخرا المعهد المغربي لتحليل السياسات، إن نهوض قطاع السيارات بالمغرب، قد تيسر من خلال مخطط التسريع الصناعي 2014-2020، إلى جانب التطوير المتزامن للنقل عالي السرعة والسعة، وهو ما حفز مصنعي السيارات الأجانب على إقامة مصانعهم المغرب، خصوصا الشركات الألمانية.

إقرأ أيضا: هل يتحول المغرب إلى محطة جذب لشركات صناعة السيارات العاملة بأوكرانيا؟

وأوردت منصة “ماريتيم إكزوكتيف”، أن سلسلة توريد السيارات المغربية ستثبت أنها ذات قيمة بالنسبة لمصنعي السيارات الأوروبيين بعد أن غزت روسيا أوكرانيا، مما أدى إلى تعطيل إمدادات أسلاك السيارات، وهنا تشير المنصة إلى أن شركة “ليوني” وهي مورد عالمي لأسلاك السيارات، اضطرت إلى إبطاء الإنتاج في اثنين من مصانعها بأوكرانيا ما أثر على عمليات كبرى شركات تصنيع السيارات، مثل “بورش” و”فولكس فاغن” و”بي إم دبليو” و”مرسيدس بنز”.

وأكدت المنصة، أنه لحسن الحظ، كان لدى الشركات الألمانية خيار تحويل التركيز إلى المغرب، حيث تفتخر شركة “ليوني” بتوفرها على عشرة مصانع إنتاج، مضيفة أن هذه الشركة شاركت مبكرا في النهوض بقطاع السيارات في المغرب، حيث أقامت مصنعا منذ أكثر من عقد من الزمن، وكانت موردا أساسيا لمجموعة PSA، لمصانعها في فرنسا وإسبانيا والنمسا وروسيا وسلوفاكيا.

وذكر المصدر ذاته، أن شركة ألمانية أخرى تدعى “ستالتشميدت هولدينغ”، متخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات، أطلقت في يونيو، أولى وحداتها الصناعية بالمنطقة الصناعية بميناء طنجة المتوسط، وهي وحدة تقع بالقرب من مصنع “رونو”، ووفقا للبروفيسور “تانتشوم”، فمن المتوقع أن تحول هذه الشركة عمليات التصنيع في بولندا وهنغاريا إلى المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *