مجتمع

شاطئ بوزنيقة.. جشع وفوضى وكلاب ضالة بملاذ الهاربين من قيظ الصيف

محلات تجارية احتلت كل الرصيف وكلاب ضالة تتجول بين الأرجل مهددة سلامة الأشخاص، وحشد كبير من الناس، بملابس تشي بأنهم غادروا لتوهم مياه ورمال شاطئ بوزنيقة، يتجمهرون حول المدار القريب من مركب مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة، وآخرون داخل سياراتهم أطلق أغلبهم العنان لمنبهاتها بحثا عن مسلك للعبور، فيما اضطرت فئة ثالثة لمغادرة المكان مشيا على الأقدام.

كلاب ضالة وغلاء فاحش وفوضى وجشع حراس السيارات وبنية طرقية ضعيفة واحتلال للملك العمومي البحري، كلها مظاهر سلبية تزعج المصطافين الذين يتخذون من شاطئ بوزنيقة ملاذا يخفف عنهم قيظ الصيف، وتصر على تمريغ لوائه الأزرق في الوحل.

جيلي أصفر

أول من يستقبل الوافد على شاطئ بوزنيقة هم حراس السيارات، فبمجرد أن يخفف سرعة السيارة ينبعث أحد هؤلاء من بين الحشود ببذلته الصفراء ويوجه السائق ليركن عربته في مكان بجانب الرصيف مقابل 10 دراهم. حيث يلاحظ الزائر أن هؤلاء قد اقتسموا الشارع فيما بينهم إلى مقاطع يحرس كل منهم واحدا منها.

في حديث لجريدة “العمق” قال أحد الحراس إن عملهم “قانوني” مضيفا أنهم يكترون المكان لدى جماعة بوزنيقة التي تجني 80 مليون سنتيم في الشهر كمداخيل كراء الرصيف الممتد أمام “الكبانوات” المطلة على الشاطئ، بحسب زعمه.

هذه المعطيات حاولت جريدة “العمق” نقلها إلى رئيس جماعة بوزنيقة، امحمد كريمين، للتأكد من مدى صحتها، لكنه لم يرد على الاتصالات الهاتفية للجريدة، في حين أكد مصدر من الجماعة أن الأخيرة تسمح باستغلال الشارع قرب الشاطئ مقابل عقد يدر عليها مداخيل، مستدركا أن الجماعة حددت السعر في 5 دراهم للسيارة، “لكن الحراس لا يحترمونه، كما أن هناك تواطؤ بحيث أن الجماعة لم تثبت العدد الكافي من اللوحات التي تشير إلى هذا السعر”.

كلاب ضالة

في غفلة منه أفلت طفل، في حوالي السادسة من عمره، يده من يد والده وملامحه المتشنجة تترجم خوفه الشديد، وانغرس وسط الطريق بين السيارات التي فاقمت رعبه بمنبهاتها. فهذا الصغير قام برد فعل أملته عليه غرائزه بعدما رأى كلبا ضالا بالقرب منه.

ففي ظل احتلال الرصيف من قبل عدد من المحلات التجارية والمطاعم، اضطر هذا الرجل الأربعيني رفقة طفله إلى المشي على الطريق بجانب الرصيف، كما يفعل كل الراجلون هنا.

وفي حديث لجريدة “العمق” استنكرت سيدة، جاءت إلى الاستجمام في بحر بوزنيقة رفقة أسرتها، وجود الكلاب الضالة بكثرة بين المصطافين، مضيفة أنها من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا وفضلت قضاء عطلتها بالمغرب بعد سنتين من الغياب بسبب ظروف الجائحة، واستدركت غاضبة بأن مثل هذه المظاهر لا تشجع على زيارة هذا الشاطئ مرة أخرى.

المستشار الجماعي رشيد الزبير، المصطف في المعارضة، قال في تصريح لـ”العمق” إن الكلاب الضالة ببوزنيقة مشكل تعاني منه المدينة ككل وليس الشاطئ فقط، مضيفا أن منع وزارة الداخلية لإعدامها ساهم في تكاثرها، واستدرك بأن هناك حلول أخرى أمام الجماعة رغم كلفتها المرتفعة، مثل جمعها في مآو وإخصائها.

وكانت وزارة الداخلية قد منعت رؤساء الجماعات الترابية من قتل الكلاب الضالة باستعمال الأسلحة النارية أو المواد السامة، تجاوبا مع انتقادات جمعيات الرفق بالحيوان.

ودعت الوزارة، في دورية موجهة لمدبري الشأن المحلي أواخر سنة 2020، إلى التوقف عن استعمال مادة “الستريكنين” السامة للقضاء على الحيوانات الضالة بالمجال الحضري، تفاديا للتأثيرات السلبية لهذه المواد الكيماوية على البيئة.

واقترحت الداخلية على الجماعات مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة بحلول بديلة مثل إجراء عمليات التعقيم لهذه الحيوانات لضمان عدم تكاثرها وتلقيحها ضد داء السعار، بالإضافة إلى ترقيمها، لكي تنخفض أعدادها تدريجيا.

احتلال الملك البحري

تصطف على طول الشريط الساحلي لمدينة بوزنيقة قرب مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة، عشرات “الكبانوات” تمنع المصطافين من معانقة رمال ومياه الشاطئ، إلا من ممرات صغيرة بالكاد تتسع عرضا لشخصين.

هذه المساكن المطلة على البحر تم بناء أغلبها في التسعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لكنها تمددت تدريجيا في اتجاه الطريق وفي اتجاه الشاطئ، حيث يتحول هذا الأخير إلى شريط ضيق في فترات المد، ما يضطر المصطافين إلى التجمع في مكان ضيق بين “الكبانوات” وأمواج البحر.

وعلمت جريدة “العمق” أن هذه المساكن التي تحتل الملك العمومي البحري عشوائية، إذ لا يتوفر أصحابها على شهادات ملكيتها، وفي هذا الصدد أفاد مصدر للجريدة أن وزارة التجهيز والنقل طالبت عدة مرات أصحاب “الكبانوات” بإخلائها باعتبارها تحتل الملك العمومي البحري.

مظاهر أخرى من احتلال الملك العمومي البحري عاينتها جريدة “العمق”، تتمثل في كراء المظلات، حيث يعمد أصحابها إلى اختيار أماكن استراتيجية في الشاطئ وغرس مظلاتهم في الصباح الباكر قبل توافد المصطافين، وهو ما يضطر العديد من الباحثين عن الاستجمام إلى اكترائها.

غلاء وبنية طرقية ضعيفة

شاطئ مدينة بوزنيقة، الممتد على طول حوالي أربع كيلومترات، لا يكتفي بـ”التنكيل” بزواره عند هذا الحد، فجل محلاته التجارية، لبيع المواد الغذائية خصوصا، تزيد بشكل غير مبرر في جميع الأسعار، حيث يضطر الزبون إلى شراء مادة، معروف ثمنها، بزيادة تصل إلى 50 في المائة في العديد من الأحيان.

أما إذا قرر الوافد على الشاطئ المغادرة في المساء فإنه سيجد نفسه في ورطة، خصوصا أن طريقا ضيقة تتسع لسيارتين فقط (ذهابا وغيابا) هي من تربط بين ضفتي الطريق السيار على مستوى المدينة.

ففي كل مساء، خلال فصل الصيف، يتحول هذا المقطع الطرقي الضيق إلى طابور طويل من السيارات تتحرك ببطء شديد وتتوقف بين كل وقت وحين، حيث يضطر مستعمله إلى قضاء ما يصل إلى نصف ساعة في مسافة تصل إلى أربع كيلومترات فقط.

أما الذين لا يتوفرون على سيارات فيذوقون صنفا آخر من المعاناة أكثر مرارة، فعدد سيارات الأجرة الكبيرة لا تكفي لنقل الأعداد الكبيرة من الناس في اتجاه قلب المدينة، وهو ما يدفع العديد منهم إلى السير مشيا على الأقدام، خصوصا أن سيارات الأجرة من الصنف الصغير لا يسمح لها بالوصول إلى الشاطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • سعيد تاي
    منذ شهرين

    كل كلام الصحافي في الصميم وهذا مايضرنا كمواطنين وخصوصا ركن السيارة اصبحت اتفادى الذهاب الي الشاطئ لأنني ساجلس ساعة للاستجمام اجد نفسي سأحلس ب 10دراهيم، واجيو تشوفو جوهرة بوزنيقة الضحى قرب الخيالة وامام المسجد ،الفوضى الفراشة اصبحت لهم بلايص امام باب العمارة ،وزائد قهوة - رانية - احتلت ممر الراجلين ،والحديقة العمومية وممنوع تركن سيارتك امامها ،أرجو من صحافة العمق او اي صحافة تأتي الى هذا المكان مع التاسعة ليلا ،لاننام الا بعد التانية ليلا اي مع ججو د ليل ،رلما يمشيو الفراشة كيجيو شماكرية بجناوى ونبقاو ليل كله وحنا فايقين ،وكم من مرة عيطت على الدرك الملكي ولاكن لم يحظرو ،اما بالنسبة للفرَّاشة كيجي مخزني كيدور عليهم وكيمشي كيخليهم يفرشو ،المرجو انقاد هذا المكان ،يجب على المسؤولين الحظور الى عين المكان

  • سعيد محجوب
    منذ سنتين

    كنت من زوار شاطئ بو زنيقة هذا الصيف ولا حظت كل هذه النقائص بالإضافة إلى أن المكان المكترى ب 10 د لركن السيارة هو أرض ترابية غير معبدة مليئة بالحفر...المسألة الثانية هل الجمعيات الحقوقية الريعية في المغرب التي تعتاش بأموال الشعب هي ضد كل ما يهم الشعب ومع كل ما يضره الدفاع عن المجرمين الدفاع عن انتشار الكلاب الضالة

  • متضرر
    منذ سنتين

    لم يتم احتلال الملك البحري فقط ،ذلك غيظ من فيض . الفوضى العارمة داخل مدينة بوزنيقة حيث تم الاحتلال و السطو على رصيف المدينة و خصوصا تجار مواد البناء و اذكر هنا على سبيل المثال الذي انتشر في الايام القليلة الماضية انه سرق منه مبلغ 40 مليون سنتيم وسمته الصحافة "دروكري" بل هي شركة لبيع مواد البناء : اسمنت ،جبص، حديد ،رمال ، ياجور وغيرها .هذه الشركة التي احتلت الملك المشترك لاصحاب العمارة التي تتواجد في طابقها السفلي ، زد عليها بناء طنف (سقيفة) مساحتها عشرااات الامتار المربعة لاستقبال اكثر من 3 ارموكات في اليوم للاسمنت و أكثر من 3 ارموكات في اليوم للياجور و 2 ارموكات لحديد البناء و 2 ارموكات للرمال وغيرها ، زد على ذلك 5 شاحنات لنقل لنقل هذه المواد بالمجان للزبناء . كل هذا في الشارع العام محدثين ضجيجا لا يصدق و تلوثا لا يحتمل امام و بمباركة السلطة المحلية و المجلس الجماعي مع العلم ان سكان العمارة قدموا لهؤلاء المسؤولين اكثر من 15 شكاية ولكن لا حياة لمن تنادي رغم الاضرار التي يعاني منها السكان والشوارع على العموم . تحياتي.

  • متضرر
    منذ سنتين

    لم يتم احتلال الملك البحري فقط ،ذلك عبد من فيض . الفوضى العارمة داخل مدينة بوزنيقة حيث تم الاحتلال و السطو على رصيف المدينة و خصوصا تجار مواد البناء و اذكر هنا على سبيل المثال الذي انتشر في الايام القليلة الماضية انه سرق منه مبلغ 40 مليون سنتيم وسمته الصحافة "دروكري" بل هي شركة لبيع مواد البناء : اسمنت ،جبص، حديد ،رمال ، ياجور وغيرها .هذه الشركة التي احتلت الملك المشترك لاصحاب العمارة التي تتواجد في طابقها السفلي ، زد عليها بناء طنف (سقيفة) مساحتها عشرااات المنار المربعة لاستقبال اكثر من 3 ارموكات في اليوم الاسمنت و أكثر من 3 ارموكات في اليوم للياجور و 2 ارموكات لحديد البناء و 2 ارموكات الرمال وغيرها ، زد على ذلك 5 شاحنات لنقل لنقل هذه المواد بالمجان الزبناء . كل هذا في الشارع العام محدثين ضجيجا لا يصدق و تلوثا لا يحتمل امام و بمباركة السلطة المحلية و المجلس الجماعي مع العلم ان سكان العمارة قدموا لهؤلاء المسؤولين اكثر من 15 شكاية ولكن لا حياة لمن تنادي رغم الاضرار التي يعاني منها السكان والشوارع على العموم . تحياتي.